اخر الأخبار

الانبا أغاثون اثناسيوس العصر

 

حرية الرأي حسب منظورهم .. لهم الحق في التعبير دون غيرهم !!

ظهرت في الأونة الآخيرة بعض الكتابات والمقالات المكتوبة على صفحات المواقع الإلكترونية ، ومواقع التواصل الاجتماعي ، وبعض الصحف ، بل والاراء المسموعة والمرئية على الوسائل الاعلامية المختلفة ، لقلة ممن ينسبون لانفسهم انهم كُتاب واعلاميون

لم تقف اهداف هذه المنشورات لاصحابها الى حد نشر الخبر ، بل اصحبت تهدف الى العديد والعديد من الاهداف المنافية لاخلاق تربى عليها اناس قل تواجدهم هذه الايام ، اناس تعرف معنى حرية الرأي والتعبير عنه

ولكن دعونا نقف وقفة للتأمل في بعض مما ينتشر حولنا فكرياً وكتابياً ، من مقالات ومنشورات تستدعي نظرة فاحصة، والنظر إليها نظرة عامة شهولية ، تصل بنا الى بعض من اهداف هؤلاء

أولاً - مواقع التواصل الاجتماعي :

بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة مجانيتها أصبح في مقدور الجميع تداول اخبار تحدث في ارض الواقع ، واخبار قد تصل في مصداقيتها الى عالم لا يكن للمصداقية معنى بها

تعد من ايجابيات هذه المواقع ، سهولة وسرعة تداول الاخبار التي تهم الرأي العام ، بمختلف مجالاتها ، ولكن بسبب هذا الانتشار السريع ، قد يصل الامر الى نشر أخبار لا صحة لها ، ورأي صحيح أو غير صحيح ، بل واصبحت مواقع التواصل منبراً لكل من ليس له منبر ، وايضاً اخذها البعض منصبة للتلويح وتوجيه الاهانات والشتائم والتهم لغيرهم .

ثانياً - الوسائل الاعلامية المعروفة :

منذ قديم الزمان ، عرفت الوسائل الاعلامية المكتوبة والمقروءة والمسموعة ، كمنصات متخصصة لنقل الاخبار ، ووضعت لها معايير وقم ، تدرس في مختلف الكليات المتخصصة، التي تهدف الى تخريج اعلاميين وكُتاب لهم مبادئ وقيم يجب ان يتبعوها ، حفاظاً على شرف العمل الصحفي .

ولكن لم يكتفي البعض بنقض هذا القيم والمبادئ ، ولكن ظلوا يحاولون التأثير على بعض من ابنائها ، بل وتسخير البعض الآخر ، الى ان استجاب قلة منهم ، بعد أن اغرتهم لمعة المكاسب - المادية والمعنوية - حتى وان كانت غير مشروعة ، ومعطين لافعالهم مسميات للتستر وراءها لتزيينها بثوب براءة الافكار ، وحُسن النية .

فاتخذ البعض منهم حرية التعبير المُطلق لانفسهم ، وانتزعوها من الآخرين ، والتي قد يصل بهم الامر الى التعدي على احترام الرأي الآخر واصحابه، وخصوصياتهم وامنهم ومكانتهم ، مستخدمين الاهانات والادعاءات الكاذبة ، وتكييل التهم لهم بأشكال عدة ، بل وطالت هذه التعديات كل مؤيدي الرأي الآخر ولو حتى بتعليق ، كما لو أن هؤلاء فقط لهم حق التعبير عن الرأي ، والآخرين عليهم التهليل أو الصمت .

هذا المنهج لم يكن ابداً منهجاً عشوائياً ، بل هو طريق للوصول الى الغاية التي سبق وأشرنا إليها ، بل ويهدف لمحاولة ترهيب اصحاب الرأي الاخر ، لتجنب التعبير عن رأيهم ، ولكنه حقيقة اسلوب يوضح ضعف وقلة من يستخدمونه .

هل تناسى هؤلاء انهم بإتهامهم لغيرهم بتهم وإدعاءات كاذبة ، هم انفسهم يسقطون فيها ، مُدعين انهم اصحاب النظرة الثاقبة الفاحصة، صاحبة المصداقية دون غيرهم !!

لم يقف هؤلاء على تسخير القضايا العامة لخدمة أهدافهم ، أو اهداف من يوظفونهم ، بل وصل بهم الأمر الى مناقشة القضايا الكنسية دون دراسة كافية وافية .

بل ومهاجمة الكنيسة وإيمانها وعقائدها لخدمة توجهات اصحابها ، الذين طالما حاولوا على مر الزمان أن يخترقوا الكنيسة ، ويغيروا إيمانها وعقائدها ، بل وانضم إليهم للاسف بعض من ابناء الكنيسة يساندون مَن هم مِن خارجها ، متحدين للهجوم على الكنيسة ومؤسساتها ، غافلين حقائق يدركها كل من اقترب من تاريخ الكنيسة القبطية العريق ، من دفاع وتمسك وارتباط بتعاليم راسخة على مر الزمان أسسها رب المجد .

إلم ينتبه هؤلاء الى أن الهجوم على الكنيسة ومؤسساتها وإيمانها وعقائدها ، يزيد من تمسك وإنتماء أبناءها من إكليروس ورهبان وأقباط ، بل ويزيد شغفهم للدراسة والبحث للمعرفة في تاريخ الكنيسة العريق وإيمانها وعقائدها ؟ بل ويرفضون كل تعليم مخالف لعقائدها وإيمانها ، مهما علت اصوات من يعلمون به.

بل وزاد من التفافهم (ابناء الكنيسة) حول الكنيسة ، مشكلين سوراً منيعاً ضد أي هجوم موجه لها ، مهما طالت مدته وأساليبه وقسوته ، لفرض تعاليمه ومعتقداته الخاطئة.

فهكذا اعتادت الكنيسة من أبنائها على مر التاريخ ، أن يقدموا أنفسهم شهداء مدافعين عنها ، لذلك سُجلت اسمائهم في ذاكرة التاريخ بأحرف من نور ، فأحترسوا أذاً لأنفسكم حتى لا تقعوا في فخ هذه التعاليم الخاطئة ، التي وقع فيها الآخرين ، ويُقال لكم " عندي عليكم انكم تركتم محبتكم الأولى، فاذكروا من أين سقطتم وتوبوا" (رؤ 2 : 4،5) .

وستظل الكنيسة ومؤسساتها كالصخرة في وسط محيط العالم ، ينكسر كل من يقترب أو يصطدم بها بسوء أو شر ، وتبقى هي راسخة شامخة ، والتاريخ خير دليل على ذلك .

وأخيراً - بنعمة الله ، كلنا ثقة في أبناء الكنيسة المخلصين ، الذين لن تقوى قوة على الأرض أن تمنعهم من الانتماء والاخلاص والمحبة والغيرة على الكنيسة القبطية وإيمانها وعقائدها ومؤسساتها .

ونحن نؤمن بعدل الله وعلمه لكل مايحدث للكنيسة وفيها من تجاوزات وتعديات ضدها ، وسيأتي حساب الديان العادل سريعاً ، حسب وعده الصادق والأمين "أبواب الحجيم لن تقوى عليها" ، و "لي النقمة أنا أجازي يقول الرب"

تحريراً في 1 / 3 / 2019 م

الأنبا أغاثون

أسقف كرسي مغاغة والعدوه 

 


 

==================

ليس اول موقف شجاع لسيدنا الانبا اغانون بل كل مواقفه شجاعة لانه بالفعل راعي أمين وليس أجير 

 

 

 

ليست هناك تعليقات