اولاً : هذه المقولة خاطئة وليست آيه في الكتاب المقدس، بل بالعكس المسيح طلب منا ان نبشر ونكرز في المسكونة كلها وان لا نشترك في اعمال الظلمة بل نوبخها والمزيد من الايات التي تدعونا لذلك، ويطالب الشعب بالتصدي للتعاليم الخاطئة وليس رجال الكهنوت فقط ، نقدم لكم بعضها :
"مَنْ لَيْسَ مَعِي فَهُوَ عَلَيَّ، وَمَنْ لاَ يَجْمَعُ مَعِي فَهُوَ يُفَرِّقُ" (إنجيل متى 12: 30؛ إنجيل لوقا 11: 23)
"لاَ تَشْتَرِكُوا فِي أَعْمَالِ الظُّلْمَةِ غَيْرِ الْمُثْمِرَةِ بَلْ بِالْحَرِيِّ وَبِّخُوهَا" (أفسس 5: 11)
"لاَ تَخَفْ، بَلْ تَكَلَّمْ وَلاَ تَسْكُتْ، لأَنِّي أَنَا مَعَكَ، وَلاَ يَقَعُ بِكَ أَحَدٌ لِيُؤْذِيَكَ، لأَنَّ لِي شَعْبًا كَثِيرًا فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ" (سفر أعمال الرسل 18: 9، 10)
"وَأَرْسَلَهُمْ لِيَكْرِزُوا بِمَلَكُوتِ اللهِ" (إنجيل لوقا 9: 2)
"فَلاَ تَخْجَلْ بِشَهَادَةِ رَبِّنَا، وَلاَ بِي أَنَا أَسِيرَهُ، بَلِ اشْتَرِكْ فِي احْتِمَالِ الْمَشَقَّاتِ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ بِحَسَبِ قُوَّةِ اللهِ" ( تيموثاوس الثانية 1: 8)
"تَشَدَّدْ وَتَشَجَّعْ وَاعْمَلْ. لاَ تَخَفْ وَلاَ تَرْتَعِبْ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ إِلهِي مَعَكَ. لاَ يَخْذُلُكَ وَلاَ يَتْرُكُكَ حَتَّى تُكَمِّلَ كُلَّ عَمَلِ خِدْمَةِ بَيْتِ الرَّبِّ" (الأيام الأول 28: 20)
"تَكَلَّمْ بِهذِهِ، وَعِظْ، وَوَبِّخْ بِكُلِّ سُلْطَانٍ. لاَ يَسْتَهِنْ بِكَ أَحَدٌ" ( تيطس 2: 15)
وهنا يقول تخلص انت والذين يسمعونك : "لاَحِظْ نَفْسَكَ وَالتَّعْلِيمَ وَدَاوِمْ عَلَى ذلِكَ، لأَنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ هذَا، تُخَلِّصُ نَفْسَكَ وَالَّذِينَ يَسْمَعُونَكَ أَيْضًا" ( تيموثاوس الاولى 4: 16)
"لأَجْلِ ذلِكَ أَنَا أَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ لأَجْلِ الْمُخْتَارِينَ، لِكَيْ يَحْصُلُوا هُمْ أَيْضًا عَلَى الْخَلاَصِ الَّذِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، مَعَ مَجْدٍ أَبَدِيٍّ" ( تيموثاوس الثانية 2: 10)
"فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." (مت 28: 19)
"اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ." (2 تي 4: 2)
ثانيا : نحن نحافظ على الإيمان الرسولي المُسلم لنا من القديسين (رسالة يهوذا 3:1)، ولا نبتدع شيئًا في الدين
الإيمان في الكنيسة هو "إيمان واحد" (أفسس 5:4). والكنيسة تذكرنا كل يوم بهذا الإيمان الواحد، في قطعة نصليها باكر كل يوم من (أف 5:4).
هذا الإيمان الواحد، هو إيمان كل عضو من أعضاء الكنيسة، ومصدره الأساسي هو الكتاب المقدس. ثم أقوال الآباء القديسين، وقوانين المجامع المقدسة المعتمدة، وما تسجله في كتب البيعة، وبخاصة كتب الطقس الكنسي. وكلها موافقة للكتاب المقدس، وتسمى في مجموعها بالتقاليد الكنسية.
والميزان الذي نزن به التقليد السليم، اشتراط هام هو موافقته للكتاب المقدس. وفي ذلك يقول معلمنا بولس الرسول: "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء بغير ما بشرناكم، فليكن أناثيما" (غلاطية 8:1-9)، أي محروم
ولذلك كانت الكنيسة حريصة جدًا في عصورها الأولى، منذ أيام الرسل، على سلامة التعليم، حفظًا لسلامة الإيمان. وهكذا يقول القديس بولس الرسول لتلميذه القديس تيطس أسقف كريت: "وأما أنت فتكلم بما يليق بالتعليم الصحيح" (رسالة تيطس 1:2).
وهذا التعليم الصحيح كان يتسلمه الآباء الأساقفة الأوَل من الرسل مباشرة، ليسلموه لأجيال أخرى أمينة على التعليم، فينتقل من جيل إلى جيل. وفي ذلك يقول القديس بولس الرسول لتلميذه تيموثاوس الأسقف: "وما سمعته منى بشهود كثيرين، أودعه أناسًا أمناء، يكونون أكفاء أن يعلموا آخرين أيضًا" (رسالة تيموثاؤس الثانية 2:2).
التعليم هو مهمة الآباء الرسل، ومن بعدهم تلاميذهم من الآباء الأساقفة و الكهنة، ثم الشمامسة
ونحن ابناء الكنيسة من كهنة ورهبان وشمامسة تقع علينا مسؤولية التعليم والكرازة وتصحيح المفاهيم الخاطئة
التصدي للبدع والهرطقات هي ليست مسؤولية الاساقفة والكهنة والشمامسة فقط، لكن مسؤولية كل الشعب، فمن واجبك ان تُدين الهرطقات والبدع ومن واجب ان تدافع عن الايمان المُستلم لنا، لنحافظ على وحدة الكنيسة وايمان الكنيسة الواحد بدون تحريف او تغيير او الدخول في تعاليم مخالفة للكتاب المقدس
كل إنسان حر في عقيدته، وقد تنحرف حرية الاعتقاد، ولكن هذه كلها تكون خارج إيمان الكنيسة الواحد. ويبقى قول بولس الرسول: "إن كان أحد يبشركم بغير ما قبلتم فليكن اناثيما (غل 9:1) ميزانًا ثابتًا...وأحيانًا يكون سبب الخطأ في الإيمان أو في التعليم: هو الخلطة مع مذاهب أخرى، والتأثر بها وبمعلميها، أو التتلمذ على أولئك أو على كتبهم. وأحيانًا يكون السبب في ذلك هو الاعتداد بالفكر الخاص وعدم قبول تغييره، وربما يكون السبب هو وجود كبرياء في القلب، تُقنع شخصًا بأنه على حق، وكل ما يعارضه مخطئ، وأنه يفهم ما لا يفهمه غيره ويحاول تغيير المفهوم الايماني الذي تسلمناه منذ بداية المسيحية ليضع فكره ومفاهيمه الخاطئة
وقد كانت الكنيسة طوال تاريخها، في ملء الحرص على سلامة التعليم، يكفى أن قسًا في الإسكندرية -هو أريوس- بسبب تعليمه الخاطئ، تدخل البابا القديس بطرس خاتم الشهداء، والبابا ألكسندروس، الذي عقد مجمعًا لذلك في الإسكندرية، حضره مائة أسقف من أساقفة الإسكندرية وليبيا، ثم عقد المجمع المسكوني في نيقية سنة 325م. الذي حضره 318 أسقفًا، من كافة أنحاء العالم المسيحي، وكل ذلك من أجل قس أخطأ في التعليم، وصارت هناك خطورة من انتشار تعليمه. ولم يقل أحد: تترك الأمر لحرية الاعتقاد أو مثلما يُقال لنا : اهتم بخلاصك نفسك فقط !!
من أجل بحث الخلافات العقائدية، وُجد علم اللاهوت المقارن. ومن أجل الوصول إلى وحدة في الإيمان، وُجد الحوار اللاهوتي
ثالثاً : عن الاتضاع : نحن لا نطلب شيء لانفسنا وكإننا نقدم ذبيحة للرب من الجهد والتعب لاجل اعلان الايمان الصحيح المُستلم بدون أي مقابل، ليس هدفنا الشهرة أو المجد الارضي بل هدفنا الدفاع عن الايمان المستلم وتوصيل الكلمة الصحيحة لكل الناس "مَجْدًا مِنَ النَّاسِ لَسْتُ أَقْبَلُ" (إنجيل يوحنا 5: 41)
أذكرونا في صلواتكم، قناة كلمة منفعة
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق