المجرم الحقيقي في قضية قتل الانبا ابيفانيوس
يجب ان نعتبر جريمة قتل رئيس دير أبو مقار الأسقف ابيفانيوس يوم 29 يوليو 2018 حدث مهم وكاشف لأمور كثيرة هامة تتعلق بسياسة الرئيس السيسي وشخصية بطريرك الاقباط الأرثوذكس تواضروس واطماع المسلمين في ثروات واديرة الشعب القبطي.
أسوأ امر تم كشفه في هذه الجريمة هي التواطؤ التام لبابا الاقباط مع نظام الحكم ضد شعبه وكنيسته واصبح جلياً لمن له عينان للرؤية ان هذا الشخص يمكنه ان يبيع أي من رعاياه حتى لو كانوا رهبانا في سبيل رضا نظام الحكم عليه وعلى قراراته او لنقل تنفيذ الاملاءات التي تملى عليه من أجهزة الدولة.
كان واضحا ان مدبري جريمة قتل رئيس الدير كانت في نيتهم تنفيذ خططهم الشيطانية وبعد ذلك يعتبرون القاتل مجهول ولكن يبدو ان لعابهم سال عندما استطاعوا ان يرصدوا بعض الخلافات مابين الرهبان بعد ان قلبوا قلاياتهم رأساً على عقب فقرروا ان يلصقوا الجريمة برهبان الدير.
كانت الخطوة الأولى هي رصد بعض المشادات التي حدثت مع اثنين من الرهبان وهم الراهب اشعياء والراهب فلتاؤس ومنذ هذه الخطوة الأولى ولم تكن تمثيلية الصاق جريمة قتل رئيس الدير بهذين الراهبين سوى تمثيلية سخيفة كلها أكاذيب وثغرات
وللأسف شارك البابا تواضروس في هذه التمثيلية ونفذ للمجرم كل مايريد، فكانت الخطوة الأولى هي انه ومن خلال تواصل سري مع بعض قيادات الامن قام بإصدار قرار بشلح الراهب اشعياء يوم 5 أغسطس من الدير بينما اللجنة الفعلية التي نفذت قامت بذلك يوم 6 أغسطس وقبل توجيه أي اتهام له بجريمة القتل مما يدل على ان البابا ضالع في تقديم هذا الراهب كبش فداء لهذه الجريمة.
وهكذا وصف الامر محامي المتهم الأستاذ إيهاب سدرا: “هذه الدعوة ولدت فساداً وبأيدي جهات تستطيع فعل ذلك وبحنكة فنية” وتساءل “هل هناك اتفاق بين الجهات الفاسدة ومسئولي الكنيسة؟”
وبالرغم من ان قرارات البابا التي تم إملاؤها من الامن عليه لاغلاق كل منافذ المعونة والمساعدة للراهبين اشعياء وفلتاؤس بمنعه استخدام السوشيال ميديا وفرضه حظر على كل الرهبان بعدم ادلاء تصريحات مع الصحافة وقيام النيابة بإصدار أمر بمنع الاتصالات بالرهبان واجراء التحقيقات كاملة في غياب محاميين إلا ان الامن والنيابة الفاسدة لم تستطيع ان تطبخ الطبخة بشكل مستساغ ومقبول.
جاءت التحقيقات مخالفة للإجراءات الجنائية وفي عدم وجود محامي اثناء التحقيقات مع المتهمين ولم يطبق بابا الاقباط ابسط مبدأ في حماية أولاده الرهبان بان المتهم برئ حتى تثبت ادانته وبدلا من يساعدهم في الدفاع عن انفسهم تركهم لقمة سائغة في فم من لايرحم بل وجرد احدهم من الرهبنة وتبرأ منه.
اول زبانية النظام الذي استلم الراهب اشعياء هو اللواء خالد عبد الحميد الذي قام بتعذيبه اشد العذاب وصعقه بالكهرباء وتركه يتم التحقيق معه 48 ساعة متواصلة بلا دقائق يلتقط فيها أنفاسه ومنعه حتى من دخول الحمام لدرجة انه تبول وتبرز على نفسه اثناء التحقيق وشاهد بذلك احد الرهبان الذي اخذه لدورة المياه ليساعده في ان ينظف نفسه ونتيجة هذا الإجراءات تم اكراهه على الاعتراف بالجريمة في ظروف غير إنسانية بالمرة
ومن فبركات الضابط خالد عبد الحميد انه كتب في محاضر التحقيق ان الراهبين حاولا قتل الاسقف ابيفانيوس وذكر تواريخ من صنع خياله اكتشف فيما بعد انه كان مسافر في استراليا خارج مصر.
الراهب فلتاؤس المقاري الذين ادعوا في محاضر الشرطة انه حاول الانتحار أيضا كان بريئا بل هم حاولوا اجباره على الاعتراف بالمشاركة في جريمة لم يرتكبها وتم منع شقيقته من رؤيته شهرين كاملين وفي اول لقاء كان يبكي بحرقة وقال لأخته “ماتصدقيش أي حاجة اتقالت علي .. انا ماعملتش حاجة”
ولست هنا اريد الحديث عن تفاصيل الأساليب القذرة التي استعملتها الشرطة والنيابة مع الرهبان واستخدام كل طرق الضغط والاكراه لكي بأقذع الالفاظ ونظر الضابط خالد بتحدي للراهب اشعياء وقاله له “هالبس امك الجريمة”
اما عن قصة اعتراف الراهب اشعياء بالجريمة وتصويرها فهي تمثيلية أخرى من اخراج الشرطة والنيابة حيث اكره عليها الراهب وكان يتم املاء كل كلمة وحركة عليه وعندما طلب المحاميين افراغ التسجيل والتحقيق فيه رفض القاضي طلبهم. حيث ان صوت الشخص الذي يملي على المتهم الأوامر كان خافتا في الخلفية ولكنه مسموع.
اما تقرير الطب الشرعي فهو اكبر فضيحة حيث ان أي طفل صغير يكتشف كل نقاط الفبركة والكذب واولها حتى تاريخ الجريمة كتب انه يوم 22 يوليو وهو كان 29 يوليو، وان أداة الجريمة هي ماسورة لم يكن عليها بصمات الراهب ولا حتى اثار دماء الضحية وكتب الطبيب الذي فبرك التقرير ان رئيس الدير مصاب بجرح قطعي غائر في الرأس ولكن اثبت المحامي ان الماسورة لاتحدث جرح قطعي
وفي تقرير مستقل من طبيب شرعي خارج المحكمة اثبت ان هذا التقرير تم فبركته وهو يعتبر فضيحة كبرى مما دعا صاحب التمثيلية ان يرسل طبيب شرعي اخر للمحكمة بعد 4 شهور بتقرير اخر مكتوب فيه ان الماسورة عليها اثار دماء القتيل وهو مارفضه القاضي والمحامين معا.
وفي نفس التوقيت وفي مكان اخر في الدير المحرق في أسيوط فجأة يتم وضع السم لاحد الرهبان وهو الراهب زينون ليموت في دقائق معدودة بعد ان علمت السلطات ان لديه معلومات مؤكدة عن القاتل الحقيقي.
الجلسة القادمة ستكون يوم 27 يناير الحالي وقد رفض القاضي مطالب المحامي إيهاب سيدرا الذي يصمم على الاستمرار في الدفاع عن الراهب اشعياء ويقول ان هذه واجبه ولن يتخلى عن القضية ولاندري ماذا ينوى القاضي، هل سيحكم بالادانة على الرهبان ويسمح لهم بنقض الحكم؟ ام سيحكم بالبراءة.
هناك توقع بان القاضي قد سوف يدين في الحكم الابتدائي الرهبان ثم يسمح بالاستئناف وتستمر المسرحية عام او عامين يظل فيهما الرهبان الأبرياء في السجن بينما ينعم البابا لوحده بالحوارات الصحفية والمدح من الاعلام المصري الفاسد.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق