اخر الأخبار

قصة تدخل الشعب القبطي لعزل البابا يوساب الثاني




عندما رأي الشعب القبطي أن هناك سكوت وصمت في المجمع المقدس وعدم صدور اي قرار رغم كل مافعله الانبا يوساب الثاني في الكنيسة، قامت مجموعة من الاقباط بخطف الانبا يوساب الثاني، في يوليو عام 1954م ؛ قاموا بدخول المقر البابوي، و وقع الانبا يوساب على ثلاثة قرارات، تضمنت تنازل البطريرك عن العرش البابوي، وتعيين الأنبا ساويرس، مطران المنيا بدلاً منه، ودعوة المجمع المقدس والمجلس الملي العام لانتخاب بطريرك جديد، وتوصية لتعديل لائحة انتخاب البطريرك، بحيث يشترك فى انتخابه جمهور رعاياه من العلمانيين.
وبعد أن وضعوه فى الدير، قاموا بإصدار بيان يعلنون فيه تنازل البابا عن الكرسي، كما أنه وقع إقرارا بالفساد المستشرى فى الكنيسة، وتطلب من الشعب القبطي أن يقوم بانتخاب بطريرك آخر، وتحذر الدولة من التدخل فى شئون الأقباط الداخلية.
ورغم الظروف السياسية فى البلاد، أرسلت الحكومة وزير التموين، جندى عبدالملك، إلى المقر البابوي حيث كان يعتقد أن الأمر يتعلق بمسألة قبطية داخل الكنيسة.
إن عزل البابا يوساب الثاني لأنه المسئول عما حدث له وحدث لشعبه والذى قيل له يوم تنصيبه : أنه مؤتمن من رب الكنيسة على رعاية شعب الكنيسة" ولأنه لم يراعي هذه الأمانة وترك كل سلطة الكنيسة لخادمه الفاسد ملك الذى باع المواهب ومراكز الكهنة والأساقفة بالمال وفرض أموالاً على الشعب وكان يستولى عليها حتى أصبح من كبار الأعيان، ورفض الأنبا يوساب السماع لشكاوى الشعب من تصرفات ملك خادمه، ورفض الأنبا يوساب ايضا نصح أخوته المطارنة والأساقفة لأبعاد ملك وقد أبعد فعلاً إلا أن الأنبا يوساب ظل يلح إرجاعه ورفع ملك قضية وكسبها ورجع لوظيفته أكثر شراسة وأكثر فساداً وأخيرا عزل البابا عن إدارة شئون الكنيسة وابعد عن مقر بطريكيته بعد تدخل الشعب القبطي
ثم قرر المجمع المقدس والمجلس الملى فى الجلسة الموسعة بعزل البابا وتعيين ثلاثة مطارنة لإدارة شئون الكنيسة أرسل المجمع صورة من قراراته إلى مجلس الوزراء الذى وافق عليها بدوره .
وأرسل المجمع قراراته ومعها موافقة الحكومة عليها إلى الأنبا يوساب الثانى على يد محضر لتكون كل تصرفاتهم طبقاً للقانون العام
وقد صرح الوزير القبطى جندى عبد الملك وزير التموين للصحف بعد ذلك : " أن الإجراءات التى أتخذت هى لتنفيذ رغبة الشعب القبطى ولصالحة ، فلم تصدر الحكومة موافقتها إلا بعد أن لمست هذه الرغبة الشعبية وبعد أن رأت إتفاق المجمع المقدس والمجلس الملى لإتفاقاً إجماعياً مما أكد لها أن آباء الكنيسة أنفسهم يؤيدون الشعب فى هذا الموضوع الخطير . "
ثم أذاع المجمع المقدس البيان التالى

بإسم الآب والإبن والروح القدس اله واحد آمين

بيان المجمع المقدس

إلى الأمة المصرية وشعوب الكرازة المرقسية - إلى الإكليروس والشعب

نعمة لكم وسلام من الله :

تعلمون الأحداث الخطيرة التى تجتازها الآن كنيستنا المقدسة التى نفتديها بدمائنا وأرواحنا كما تسلمناها من أجدادنا الشهداء الذين أستشهدوا فى سبيل المحافظة على كنيستهم وعقيدتهم الأرثوذكسية ،

وقد أستشعر المجمع المقدس مسئولياته الجسالم حيال هذه الأحداث بصفته السلطة العليا فى الكنيسة وصاحب الولاية الكاملة على تصرفات من يجلس على كرسى مار مرقس الرسول ، فبادر المجمع إلى عقد جلساته فى سبتمبر وأكتوبر سنة 1954م وكان أن توجهت هيئة المجمع إلى البطريركية فما كان من الأنبا يوساب الثانى إلا أن أمر بإغلاق جميع الأبواب فى وجه المجمع ، بل أنه إستعان (بالبوابين) على منع الإجتماع ، وقد حضر لفيف من الضباط وقوة كبيرة من البوليس على رأسها حكمدار العاصمة ، وحاصروا جميع الشوارع المؤدية إلى البطريركية ، فلم يسع المجمع إلا أن يطرق باب البطريركية ثلاث مرات ، طالباً أن يفتح البابا الأبواب لدخول الأعضاء فأجيبوا من الداخل بأن ممنوع عليهم بأمر الأنبا يوساب .

فرأى المجمع المقدس أن يواجه مسئولياته نحو هذا الموقف الخطير ونحو عثرة الأنبا يوساب وإخلاله بقوانين الكنيسة وبحقوق المجمع المقدس ، فإجتمع المجمع المقدس وقرر عدم الثقة بالأنبا يوساب - وكانت الحكمة تقضى عليه أن يقدر خطورة الموقف وإنهيار شأنه فيبادر بالتنحى عن كرسيه فور صدور هذا القرار - ولكن تصرفاته زادت سوءاً - وقد إنقضى قرارات المجمع المقدس قرابة عام عمت خلاله الفوضى جميع شئون الكنيسة وعرض مركز الكنيسة للهوان وبالغ ألأضرار حتى أطمع فيها رؤساء الكنائس الأجنبية ، ولولا إيمان الشعب قوى فى عقيدته ثابت فى ولائه لكنيسته أم الكنائس ومهد المسيحية لوقع مالا يتمناه غيور لكنيسته .

لهذا فقد إجتمع المجمع المقدس وإستعرض كل ما وصلت إليه حتاة الكنيسة ، وقرر ذلك القرار التاريخى :

+ يحكم المجمع بإعفاء اللأنبا يوساب من إدارة شئون الكنيسة كافة

+ إبعاده عن مقر الكرازة المرقسية بالقاهرة والإسكندرية .

+ وتشكيل لجنة ثلاثية من بين أعضاء المجمع المقدس يكون لها جميع إختصاصات البطريرك .

+ إبلاغ الحكومة وذلك إتخاذ اللازم وإبلاغ هذا القرار فوراً للأنبا يوساب الثانى - وقد أبلغ فعلاً حكم المجمع إليه عقب الإجتماع

+ كما أبلغ إلى المجلس الملى العام والذى قام بدوره وإجتمع المجلس الملى العام وأصدر قراراً بتأييد حكم المجمع المقدس بإعفاء الأنبا يوساب من جميع شئون الكرازة المرقسية .

ونحن نؤيد الأنبا أغابيوس فإنه كان يمول المجمع المقدس بالرأى والحماس الذى جمع قلوب الأكثرية من رجال المجمع وكان لهيبته الشخصية وعلو آدابه وأخلاقه السامية السحر الذى دفع بالمجمع المقدس إلى التكتل والإستقرار ، وبهذه الفضائل يعمل فى تضامن وتناغم مع أخويه وشريكيه فى المهمة الموكلة إليهم .
وفى محاولة منه لتصحيح الوضع، دعا الأنبا يوساب لعقد مجمع داخل دير المحرق، وحضره ثلاثة عشر مطرانًا وأسقفًا من الأقباط وسبعة من الإثيوبيين، وفيه أعلن الأنبا يوساب أمام الجميع استغناءه عن «الحاشية»، إلا أن الأساقفة الذين لم يحضروا، بالإضافة للمجلس الملي، رفض فكرة عودة البابا لمقر رياسته، فأقام فى المستشفى القبطي، واقتصر دوره على القيام بالصلوات والشعائر الدينية فقط، لمدة خمسة أشهر إلى أن تنيَّح بعد شهر من المرض.

+ قناة كلمة منفعة +

ليست هناك تعليقات