نبوءة عن قيامة المسيح في اليوم الثالث
نبوءة عن قيامة المسيح في اليوم الثالث (نقرأ في سفر هوشع 6) _ حوالي عام 700 قبل الميلاد _
"هَلُمَّ نَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ لأَنَّهُ هُوَ افْتَرَسَ فَيَشْفِينَا، ضَرَبَ فَيَجْبِرُنَا. يُحْيِينَا بَعْدَ يَوْمَيْنِ. فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ يُقِيمُنَا فَنَحْيَا أَمَامَهُ. لِنَعْرِفْ فَلْنَتَتَبَّعْ لِنَعْرِفَ الرَّبَّ. خُرُوجُهُ يَقِينٌ كَالْفَجْرِ. يَأْتِي إِلَيْنَا كَالْمَطَرِ. كَمَطَرٍ مُتَأَخِّرٍ يَسْقِي الأَرْضَ"
لأنه افترس فيشفينا = لقد سمعنا في الإصحاح السابق أن الله سيفترس كأسد (14:5) ولكننا هنا نرى مراحمه، فهو إنما كان يفترس ليؤدب ويشفى، يفترس الخاطئ بضرباته ليشفيه من خطيته. والله يخرج ليعاقب ويؤدب الخاطئ، ثم يذهب ويرجع لمكانه تاركًا الخاطئ في ضيق بسبب تجربته، ولكن الله ينتظر في مكانه أن يرجع إليه الخاطئ فيرفع عنه ضيقه ويعزيه. العقوبة على الإنسان بسبب خطيته كانت الموت الذي صار يفترس الإنسان، وعلى الصليب إفترس الموت المسيح، لكنه بقوة لاهوته قام وإفترس الموت ليحيينا معه وفيه. والمسيح بصليبه إفترس الشيطان والموت ليشفينا ويحيينا. فالله يهب الشفاء خلال عمله الخلاصي في المسيح يسوع الذي قام وأقامنا معه وهذا معنى يحيينا بعد يومين في اليوم الثالث يقيمنا
وهذه نبوة واضحة عن أن السيد دُفِنَ ثلاثة أيام (يوم الجمعة = اليوم السادس، ويوم السبت هو اليوم السابع وقام يوم الأحد أي الثامن وبهذا يتطابق اليوم الثالث مع اليوم الثامن، فهو الثالث بالنسبة ليوم الصلب وهو الثامن لدخوله أورشليم، أو لأنه بداية أسبوع جديد، وبداية أسبوع جديد تكون ثامن يوم من بداية الأسبوع السابق.
والأسبوع الجديد هو إشارة للحياة الجديدة التي نحياها في السماء بعد القيامة. لذلك فرقميّ 3، 8 يشيران للقيامة. ولكن كما مات المسيح وقام، علينا أن نموت معه عن العالم حتى يحيينا "مع المسيح صلبت فأحيا.." (غل20:2) وهذه القيامة هي سر قيامتنا وحياتنا وهي سر معرفة الرب = لنعرف الرب. خروجه يقين كالفجر. وفي ترجمة أخرى للآية "لنعلم ونتتبع معرفة الرب" = لنعرف فلنتتبع لنعرف الرب. فالقيامة أعطتنا حياة جديد ة بإمكانيات جديدة ورؤية جديدة بها نعرف الرب ونتتبع أعماله فطوبى لأنقياء القلب لأنهم يعاينون الله. وقوله خروجه يقين كالفجر = فيها نبوة أن المسيح قام في فجر اليوم الثالث. ونلاحظ أنه في نهاية الإصحاح السابق يقول الرب "يبكرون إليَّ" ومن يبكر إلى الله يجده أي يتقابل مع المسيح القائم من الأموات فجرًا. وماذا بعد القيامة؟ حلول الروح القدس. وهذا نراه هنا أيضًا يأتي إلينا كالمطر ليروي أرضنا اليابسة فنثمر. وخروجه يقين = أي أن خلاصنا وقيامتنا أكيدة. والآن فالله أرسل الروح القدس وأعطانا القيامة وأعطانا أن نعرفه ويكون لنا هذا حياة. إذًا ماذا نفعل؟ لنعرف فلنتتبع = لنعرف المسيح فلنسير على خطواته ونتتبعها فهو صُلِب ومات، وهذا هو جهادنا، وكلما صلبنا أهواءنا وشهواتنا نختبر حياة المسيح فينا. وكون هذه الآيات قد أشارت لقيامة المسيح في اليوم الثالث فهذا نجده واضحًا في (1كو4:15).
فلا توجد نبوة واضحة عن قيامة المسيح في اليوم الثالث إلاّ هذه النبوة، ولكن حزقيا الملك كرمز للمسيح، نجد أن إشعياء النبي بعد أن كان محكومًا على حزقيا بالموت يقول له أنه سَيُشْفَى ويصعد إلى هيكل الرب بعد ثلاثة أيام (2مل20: 5). وراجع كل رموز حزقيا للمسيح في تفسير (إش39). ولقد أتت عبارة المطر المتأخر في بعض الترجمات "المطر المبكر والمتأخر" أي المطر الذي ينزل في بداية الموسم وعمله تفتيح البذور، وما يأتي قبل الحصاد مباشرة، وهذا يعمل على كمال نضج المحصول، وعمل الروح دائمًا كامل، فهو يبدأ معنا في المعمودية حيث نولد روحيًا فتولد فينا وتتفتح فينا بذرة حياة المسيح، ويستمر معنا إلى أن ننضج لنصير على شبه المسيح.
فلا توجد نبوة واضحة عن قيامة المسيح في اليوم الثالث إلاّ هذه النبوة، ولكن حزقيا الملك كرمز للمسيح، نجد أن إشعياء النبي بعد أن كان محكومًا على حزقيا بالموت يقول له أنه سَيُشْفَى ويصعد إلى هيكل الرب بعد ثلاثة أيام (2مل20: 5). وراجع كل رموز حزقيا للمسيح في تفسير (إش39). ولقد أتت عبارة المطر المتأخر في بعض الترجمات "المطر المبكر والمتأخر" أي المطر الذي ينزل في بداية الموسم وعمله تفتيح البذور، وما يأتي قبل الحصاد مباشرة، وهذا يعمل على كمال نضج المحصول، وعمل الروح دائمًا كامل، فهو يبدأ معنا في المعمودية حيث نولد روحيًا فتولد فينا وتتفتح فينا بذرة حياة المسيح، ويستمر معنا إلى أن ننضج لنصير على شبه المسيح.
بعد أن أعلن عن قيامة السيد في فجر اليوم الثالث كسر خلاصنا، يقدم لنا عمل الروح القدس الذي وُهب لنا متأخرًا "في ملء الزمان" بعد صعود السيد المسيح، إذ يقول: "يأتي إلينا كالمطر، كمطر متأخر يسقي الأرض". يأتي إلينا روحه القدوس الذي يحل علينا كالمطر ليحولنا من الجفاف إلى جنة مبهجة، تحمل ثمر الروح.
ويرى القديس هيبوليتس الروماني في هذا المطر إشارة إلى السيد المسيح نفسه، إذ يتحدث في مقال عن الثيؤفانيا المقدسة (الغطاس) عن كرامة المياه التي دخل إليها السيد المسيح وتغطى بها: [بالنسبة للماء يوجد ما هو أعظم من الكل ألا وهو حقيقة أن المسيح خالق الكل قد نزل كالمطر (هو 6: 3)، وعرف كالينبوع (يو 4: 14)، وانصب كنهر (يو 7: 38)، اعتمد في الأردن (مت 3: 13)... يا للعجب كيف يغطس في قليل من المياه ذاك الذي هو النهر غير المحدود (مز 46: 4) الذي يُفرح مدينة الله؟! الينبوع غير المنتاه، الحامل حياة لكل البشريّة، والذي بلا نهاية تغطيه مياه فقيرة ومؤقتة! الحاضر في كل موضع، وليس بغائب في موضع ما، الذي لا تدركه الملائكة ولا يمكن للبشر التطلع إليه، يأتي إلى المعمودية حسب مسرته الصالحة.
ويرى القديس هيبوليتس الروماني في هذا المطر إشارة إلى السيد المسيح نفسه، إذ يتحدث في مقال عن الثيؤفانيا المقدسة (الغطاس) عن كرامة المياه التي دخل إليها السيد المسيح وتغطى بها: [بالنسبة للماء يوجد ما هو أعظم من الكل ألا وهو حقيقة أن المسيح خالق الكل قد نزل كالمطر (هو 6: 3)، وعرف كالينبوع (يو 4: 14)، وانصب كنهر (يو 7: 38)، اعتمد في الأردن (مت 3: 13)... يا للعجب كيف يغطس في قليل من المياه ذاك الذي هو النهر غير المحدود (مز 46: 4) الذي يُفرح مدينة الله؟! الينبوع غير المنتاه، الحامل حياة لكل البشريّة، والذي بلا نهاية تغطيه مياه فقيرة ومؤقتة! الحاضر في كل موضع، وليس بغائب في موضع ما، الذي لا تدركه الملائكة ولا يمكن للبشر التطلع إليه، يأتي إلى المعمودية حسب مسرته الصالحة.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق