اخر الأخبار

البابا اللي يجيلك منه الريح سده واستريح




سلسلة من الإخفاقات الكبيرة والصادمة واكبت سياسات البابا تواضروس الثانى طيلة ما يزيد على الأربعة سنوات بقليل هي عمر جلوسه على الكرسى المرقسى تلك الإخفاقات التي أدت الى اتساع الهوة بين البابا وشعبه من الأقباط خاصة الشباب اللذين صبوا جام غضبهم عليه فالمتابع لمواقع التواصل الاجتماعي نادراً ما يجد مسيحى أو مسيحية يؤيد سياسات البابا بل العكس هو الصحيح فالجميع ينتقد البابا بل راحت شريحة كبيرة من هؤلاء تتجاوز حدود النقد الى الهجوم الشخصى الحاد بعبارات لا تليق والمقام البابوى وهنا بدأ الوزن الشعبى والروح والاجتماعي بل والسياسى للبابا يتلاشى ويصبح صفرياً فأينما حل البابا سواء في الداخل او الخارج واجهته صرخات شعبه التي أصبحت تصم أذانه ولم يعد البابا قادراً على السيطرة على أمور الكنيسة خاصة أنه بين الحين والأخر يختلق بعض الصراعات مع أباء المجمع المقدس خاصة الشيوخ منهم فالبابا عزف عنه شعبه وحاصرته بطانته الفاسدة التي احتكرت البابا وحجبته عن شعبه كما أن شيوخ المجمع المقدس يهاجمون البابا بحرب شعواء ناعمة وبشكل مستتر بل يسعى الكثيرين منهم الى أزاحته خاصة أن قوانين الكنيسة تسمح بذلك وتاريخ الكنيسة شهد حالات مماثلة فالبابا ليس كما يتم الترويج له أنه اختيار السماء ويجلس على كرسيه الى الابد خاصة أن تصرفات البابا الغير محسوبة تمثل أرض خصبة لشن الحروب المختلفة عليه فالجميع يعلم أن البابا يريد أعادة غربلة العقيدة ليس لإيجاد مفاهيم جديدة أو لتنقية العقيدة من شوائبها ولكن تتم هذه الغربلة بما يساعد على استعاضة البابا لكيانه المفقود الذى تم تفريغه من محتواه وتقزم وأصبح الكرسى المرقسى كرسى بلا بابا حقيقى فالبابا الجالس عليه شكل وليس مضمون وثقل
التلاشي السياسى
لا شك أن الدور السياسى الذي يلعبه البابا أصبح غير ذات جدوى أو يمكن ان يلعب أي دور محورى في أي من القضايا السياسية الداخلية والخارجية صحيح ان البابا يفترض الا يعمل بالسياسة ولكنه منذ أن أعتلى الكرسى المرقسى لا يكف عن التدخل في الشأن السياسى ويحرص على إقامة علاقات سياسية ودبلوماسية مع العديد من السفراء والمسئولين الأجانب بل أصبح المكتب البابوي فرع لوزارة الخارجية يستقبل فيه البابا كل ضيوف مصر ولأن البابا ليس متمرساً سياسياً فقد كان أداءه مهزوزاً ومضطربا ومتردياً وأخطر ما في الامر أنه توسم في نفسه أنه يستطيع خداع الرأي العام العالمى وأنه قادر على لي ذراع الحقيقة خاصة فيما يتعلق بمشاكل الملف القبطى فلم يكن لدى البابا أي رؤية في التعامل مع هذا الملف سوى انكار الحقائق التي يعلمها القاصى والدانى ومحاولة اقناع الجميع بأمور غير حقيقية مدعاه ففقد البابا مصداقيته وتقلص دورة السياسى وأصبح في وضع لا يحسد عليه مع اقتراب الانتخابات الرئاسية فالمفترض ان البابا سيروج لتلك الانتخابات بين أبناءه ولكن البابا فقد شعبيته وهو ما يعنى ان الاقباط لن يسيرون خلف البابا بل نكاية في البابا يمكن أن يكون لهم موقف معاكس ومغاير وهو ما يمكن أن يلقى بظله الثقيل على الاستحقاق الرئاسي القادم
توريد الإبل
كان لابد للبابا ان يكسر الحصار الذى فرضه على نفسه وساهم فيه الأخرون نتيجة ترفع وتعالى البابا عن العامة من شعبه وأدرك متأخراً أن قوته الحقيقية في التفاف هؤلاء من حوله ودعم سياساته على كل الأصعدة فكان لا بد أن ينزل البابا من برجه العاجى صاغراً الى حيث ساحة الحرافيش والبسطاء الذى طالما أمتنع عن التواصل معهم وفتحت أبواب المقر البابوى لعينات من هؤلاء الحرافيش ومعظمهم من الشباب لمقابلة البابا والتحاور الصوري معه والادعاء بأن البابا في متناول الجميع ولكن الشعب هو الذى لم يحاول التعارف على البابا الحقيقى وتم اختيار الشباب بدقة فليس صحيحاً أن أبواب البابا مفتوحه للجميع فالشباب المختار كان من أصحاب الشعبية على مواقع التواصل الاجتماعي وقام البابا بالتودد لهم بمنافع مختلفة على الرغم أن الكثير منهم كانوا من معارضيه ليخرجوا من لقاءات البابا يروجون له بأنه البابا طيب القلب الذى يحب الجميع ويسعى الى لم خرافة من حولة ولكن الحقيقة أن البابا ينفخ في كيانه البابوى الذى يحتضر قبلة الحياة عن طريق توريد هؤلاء الشباب الى القصر البابوى تمهيداً للاستقواء بهم سياسياً كقواعد شعبية في التعامل مع الدولة
جه يكحلها عماها
على غرار المثل الشعبى الشهير (جه يكحلها عماها) جاءت حملة (البابا اللى منعرفهوش) والتي قصد من ورائها تبيض وجه البابا فلقد أتت الرياح بما لا تشتهى السفن فالمفترض أن البابا بدأ يهبط من كوكبه الافتراضي الى واقع الكنيسة بكل مشاكلها وهو ما يعنى ان الفاعليات التي يجب ان يتعامل فيها البابا مع الشباب يجب ان تكون شعبية وحاشدة وتصل الى أكبر عدد من الاقباط ولكن حدث العكس فلقد تم اختيار الشباب المشارك في لقاءات البابا بشكل نخبوى و انتقائي وتجميله ببعض الأنماط العادية من الشباب للإيهام بأن البابا متاح للجميع وهو الأمر الذى أكتشفه مبكراً شباب الاقباط حيث قوبلت حملة (البابا اللى منعرفهوش) بعاصفة من الغضب الشبابى خاصة أن كثيرين صدقوا أن البابا متاح للجميع وطلبوا مقابلته وكان الرد (ربنا يدبر ميعاد) أما أخرون فيتم الاتصال بهم من قبل سكرتارية البابا أو بمعرفة البابا شخصياً وتحديد ميعاد للمقابلة وتمثلت الأثار السيئة التي جناها البابا من وراء تلك الحملة في :ـ

زيادة الاحتقان بين البابا والشباب بسبب شعور الأغلبية أنهم من رعاع الاقباط بينما هناك صفوة هي التي تمر الى مكتب البابا
ضعف الحوارات التي أجراها البابا مع الشباب فقد كانت أجابته كلها مكررة ومستهلكة ولا جديد فيها وتجنب الخوض في المناطق والمشكلات الملتهبة داخل الكنيسة
أجراء الحوارات داخل مكتب البابا بشكل منفرد مع بعض الشباب يوصم حوارات البابا بعدم الشفافية فالشباب لا يعرف تفاصيل ما تم في تلك اللقاءات سوى مشاهدة بعض الصور السلفى وعبارات الترويج التي يطلقها الشباب المرضى عنه بعد مقابلة البابا والتي وجد الجميع أنه لا مبرر لهذا الترويج فالبابا لم يأتي بجديد وأعتبر الشباب القبطى أن هذا الترويج من قبل (التطبيل) للبابا لحصد بعض المنافع أو سداداً لفاتورة بعض المزايا التي حصلوا عليها عند مقابلة البابا فتحويل هؤلاء المروجين بين عشية وضحاها من معارضين للباب الى مروجين له دون وجود سبب منطقى يفتح باب التكهنات عن أسباب هذا التحول
الاختيار الخاطئ لشعار الحملة (البابا اللى منعرفهوش) هو اقرار ضمنى من البابا بأنه منعزل عن شعبه وشعبه لا يعرفه وان كراهية الشعب للبابا قد بلغت ابعد مدى وأن البابا بصدد استجداء بعض الدعم الشعبى لعلة يستعيض شعبيته التي زرتها الرياح وبدا البابا و الذى يدعى دوماً أنه يدعم الدولة والنظام بحاجة الى من يدعمه ويقويه

الهجوم على العذراء مريم
لم يجد البابا مفراً من لعب بعض الألعاب الغير مشروعة لمغازلة شريحة من الاقباط بعيدة عن أي صراعات داخل الكنيسة وغير محسوبة على اى تيارات بداخلها الا وهم "الملحدون" فقرر البابا أن يقدم نفسه لهم بشكل غير مباشر على انه رجل الدين التنويرى الذى يرفض تصديق الغيبيات وفى سؤال معد مسبقاً سأل أحدهم البابا عن ( لزيت اللى بينزل من الصور في الكنايس وبيعمل معجزات) فكانت أجابته أنه طالما لا يوجد مدعاه للمعجزة فإن هذا الامر ليس من الله وبعيداً عن تصديق أو تكذيب معجزات الزيت التي تنزل من الصور في الكنائس فإن هناك بعض من تلك المعجزات تم الاعتراف بها رسمياً من الكنيسة في عهد البابا كيرلس والبابا شنودة مثل ظهور العذراء في الزيتون وفى كنيسة بابا دبلو و في بورسعيد وما صاحب تلك الظهورات من نزول زيت من صور العذراء المختلفة هذا الزيت الذى كان سبباً في شفاء كثيرين من أمراض بشكل غير مبرر طبياُ ومثبت بالتقارير والفحوص الطبية المختلفة ونحن لسنا ضد أن يعتبر البابا أن تلك الأمور من الغيبات التي لا تصدق ولا صحة لها ولكن يجب عليه أولاً أن يلغى كل القرارات التي أعترف بها أسلافه بتلك المعجزات ويبين لنا سبب الإلغاء ولكن الحقيقة فإن الامر لا يتعلق بالعذراء مريم ولا المعجزات ولكن البابا يتعامل بميكافلية شديدة في الترويج لنفسه ولا يستحى من اتباع سياسة (اللى تغلب به العب به) فكان اللعب هنا بالعذراء مريم و معجزاتها التي اقرتها الكنيسة
أخيراً فإن البابا لا يدرك أن قدراته لا تسمح له بالتخدير الدينى للأقباط وتوريدهم مثل الأبل للعب دور سياسى بعينة فلا البابا تسمح له تكوينته الثقافية بلعب هذا الدور ولا الاقباط سينطلى عليهم ذلك وبات البابا في مأزق وحيرة من أمرة بسبب أخفافه في استعادة شعبيته فهل تكون حملة (البابا اللى منعرفهوش) هي أخر محاولات البابا أم أن القادم يحمل لنا المفاجآت بمزيد من الحملات "الفيسبوكية" مثل (البابا اللى مشوفناهوش ) أو (البابا اللى ماقبلناهوش) أو (البابا اللى مش فاكرنا)

ليست هناك تعليقات