اخر الأخبار

بيضة الانبا تواضروس



الانبا تواضروس هو الرجل الذى كلما تكلم أخفق فخطابه الديني أو السياسي أو الوعظى خطاب مستفز دائماً ما يثير حفيظة شعبه ضدة و لم ينل رجل في مثل مكانته من النقد بسبب تصريحاته مثلما نال البابا و أخر ما تفتق عليه ذهن البابا في أطار تحديث و تطوير خطابه البابوي هو بث مقاطع فيديو عبر شبكات التواصل الاجتماعي يحكى فيها بعض القصص الديني و التي يفرض أن يقدمها بأسلوب سلس و سهل يناسب جميع الفئات في سلسلة أطلق عليها (قصص للحياة) و هو توجه كان يمكن أن يحمد للبابا فالرجل قرر التخلي عن الارتجال و توجيه ما أراد من خلال مقاطع فيديو تخضع للمراجعة والتعديل و التنقيح لتلافى سقطات البابا الحوارية و المقاطع التي بثها البابا قبلاً على الرغم من ضحالة المحتوى الا أنها كانت تناسب الأطفال و هو ما يبشر بأن تلك المقاطع يمكن أن تتطور مستقبلاً و لكن فجأة أرتد البابا الى عصور سحيقة ليخرج لنا (حكاية) أطلق عليها (البيضة و الصوم الكبير) أخرجها من غياهب كتب التراث الكنسي و التي تحكى على أن راهب أثناء الصوم الكبير اشتهى أن يأكل بيضة و هو الأمر الذى يمتنع عنه الجميع في الصوم عموماً ولكن الراهب أحضر بيضه و أنزوى جانباً في أحد دهاليز الدير و جاء بشمعة و قام بتسوية البيضة عليها و أكلها و لكن عذاب الضمير ألم بالراهب فذهب لأب اعترافه و حكى له عن سقطته متعللا بأن الشيطان هو من أوعز له بذلك و هنا ظهر الشيطان و قال لأب الاعتراف أنه برئ من ذلك و أن نفس الراهب هي التي أمرته بكسر صومه.
القصة من تراث الكنيسة غير الموثق و لكن تواترت حكاية تلك القصة دون أن تنسب لراهب بعينه من أباء الكنيسة و هي حكاية تغيبيه تقوم على تخويف الانسان من ذاته و هي حكاية أرسطية المضمون حيث يتم تطهير الأنسان عن طريق اثارة الخوف بداخلة و لا يعقل و نحن في عصر السموات المفتوحة أن نخيف البشر من الوقع من (أكل بيضه في الصوم الكبير) كما أن هذا يتعارض مع روح المسيحية التي لا توجد فيها وصايا في فروض و تنهى عن تخويف النفس البشرية حيث كرر المسيح جملة (لا تخف) عشرات المرات فالمسيحية ديانة فرح (لا ينزع أحد فرحكم منكم) فهل ينزع هذا الفرح بسبب بيضة البابا؟ إن كان البابا يتحكم في التراث الرهباني القائم على الفقر الاختياري فهذا أسلوب حياته الخاص ولكن لا يجب أن يفرض ذلك على شعبه.. كنا ننتظر من البابا أن ينقح التراث الكنسي من مثل تلك الروايات التغيبية ويشرع في تأسيس خطاب ديني منطقي يقبله العقل
فيا قداسة البابا لن يخسر أحد الملكوت بسبب تناوله بيضة في الصوم الكبير ولكن الكنيسة قد تخسر حياة اتباعها أذا استمرت في تصدير الخطاب القائم على التغييب والتخويف. فالتحديات التى تواجهها الكنيسة من الحاد و تسرب رعاياها لطوائف اخرى والتعاليم الخاطئة التي تحت رعايتك لا تواجه بالحواديت ، إلا إذا كان الهدف منها انتقاد الرهبنة التي من الواضح موقفه تجاهها !!

ليست هناك تعليقات