الأصل هو أن دخول الهيكل لخدام المذبح فقط، ونعني بهم رجال الكهنوت ومعهم الشمامسة، وليس لأحد آخر. والذين ليسوا من الكهنة والشمامسة، لا يدخلون إلى مذبح، سواء في ذلك الرجال أو النساء، بلا فارق. ولذلك نرى أنه كانت في الكنائس القديمة طاقة في حجاب الهيكل، يتناول منها المؤمنون السرائر المقدسة، وهم وقوف خارج الهيكل.. ولهذا فإن الهيكل يرتفع ثلاث درجات عن أرضية الكنيسة رمزًا لدرجات الكهنوت الثلاثة التي يصل بها خدام المذبح إلى هذا الهيكل. ولما كانت المرأة ليست من الكهنوت، لذلك لا تدخل الهيكل.
إذا ليس هناك تفريق بين الرجل والمرأة ، إنما هناك نظام واحد ينطبق على كليهما في الدخول إلى الهيكل. ولعل البعض يسأل: هناك رجال ليسوا شمامسة، ومع ذلك يدخلون إلى الهيكل ويتناولون.. فما السبب؟ في الواقع كان يسمح فقط للملك الأرثوذكسي الممسوح بالمسحة المقدسة، على اعتبار أنه مسيح الرب.. أما باقي الذين يدخلون، فلعل لهم سبب آخر، هو: كثير من الرجال كانوا يرسمون في إحدى درجات الشماسية، وإن كانوا لا يلبسون ملابس الشمامسية، ويدخلون الهيكل تشبهًا بهؤلاء، وهذا خطأ تحاول الكنيسة أن تعالجه، بأن تمنع الكل من دخول الهيكل، حتى المرسومين أغنسطسيين، ولكنهم لا يخدمون في نفس يوم تناولهم.. على أن هناك خطأ آخر نلاحظه، اقتضته ضرورة الظروف المهنية، كأن يدخل الهيكل بعض من رجال البناء والهندسة والفن، ولكن ليس في وقت الخدمة.
أما من جهة الكتاب المقدس، هل سمعنا سواء في العهد الجديد أو العهد القديم بدخول نساء إلى الهيكل؟! لم يحدث هذا، ولا حتى سر الكهنوت مسموح به للمرأة، بل حتى الكتاب المقدس نفسه كان به شروط حازمة جدًا بخصوص قدس الأقداس، فلم يكن ليدخله إلا رئيس الكهنة مرة كل عام
ففي العهد القديم أيام موسى النبي ولا بعده لم نسمع بوجود كاهنة امرأة في اللاويين (سفر العدد 3؛ 8)، ولا حتى مَنْ تخدم المذبح.. والسيد المسيح عندما اختار تلاميذه الاثني عشر، لم يكن من ضمنهم نساء.. وعلى ذلك، فقد اختص الله خدمة الهيكل بالرجال فقط
وبخصوص الصلاة في قطع الساعة الثالثة عندما نقول: "إذا ما وقفنا في هيكلك المقدس، نُحْسَب كالقيام في السماء"، ويصلي هذه الصلاة كلٍ من الرجال والنساء.. فكلمة الهيكل، من الممكن أن تُطْلَق على الكنيسة كلها، فنراها في كل الكتاب المقدس بعهديه قد تكون بمعنى "بيت الله".. بنفس المنطق الذي يُطلَق على جماعة المؤمنين اسم "الكنيسة".
وكما نذرت حنة أم صموئيل النبي ابنها للرب وخدم في الهيكل، خدمت أيضًا السيدة مريم العذراء في الهيكل، أي في المعبد اليهودي نفسه، وليس في الهيكل الموجود به قدس الأقداس أو المذبح المقدس.. وليس في قدس الأقداس.. والمذبح هو قدس الأقداس..
يقول الكتاب: "أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَأْسَ كُلِّ رَجُل هُوَ الْمَسِيحُ، وَأَمَّا رَأْسُ الْمَرْأَةِ فَهُوَ الرَّجُلُ، وَرَأْسُ الْمَسِيحِ هُوَ اللهُ.." (كورنثوس الأولى 11: 6)، ويقول أيضًا: "لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ، لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلًا ثُمَّ حَوَّاءُ، وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ، لكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي" (تيموثاوس الأولى 2: 12-14)، وكذلك: "لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ، لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُونًا لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ، بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضًا. وَلكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئًا، فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ، لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ" (كورنثوس الأولى 14: 34، 35).
إن كانت الكنيسة لا تسمح للمرأة بأن تعلم في الكنيسة - بخلاف اجتماعات المرأة أو مدارس الأحد أو غيره - فكيف تسمح لها بالدخول للهيكل؟!
ويوجد في الكنيسة رتبة الشماسات للنساء، وهي رتبة خدمية وليست رتبة كهنوتية.
فمن الجدير بالذكر أنه لا يسمح بالدخول للهيكل لأي طفلة أو فتاة أو شابة أو سيدة كبيرة في أي سن أو غيره.. فالأمر لا علاقة بالسن وايضاً بالنسبة للرجال فلا يدخل الهيكل إلا الرتب الكهنوتية، من خلال الآيات التي عرضناها في الفقرة السابقة. وأن دخول الهيكل لأي شخص من الشعب لا يليق بقدسية المكان.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق