اخر الأخبار

الميراث في المسيحية


المسيحية تساوى بين نصيب الولد ونصيب البنت عند توزيع الميراث

لقد أعطى الله شريعة الميراث لموسى النبي عندما شكت إليه خمس بنات لصلفحاد الذي مات دون أن يكون له ابن. فحرمتهن عشيرتهن من الميراث. فقال له الله "بنات صلفحاد تعطيهن ملك نصيب بين إخوة أبيهن. وتنقل نصيب أبيهن إليهن. وأيما رجل مات وليس له ابن تنقلون ملكه إلى ابنته. وإن لم تكن له ابنة تعطوا ملكه لإخوته. وإن لم يكن له إخوة تعطوا ملكه لإخوة أبيه. وإن لم يكن لأبيه إخوة تعطوا ملكه لنسيبه الأقرب إليه من عشيرته فيرثه" (عد27: 6 - 11). وواضح في هذا التشريع أن ملك الأب ينقل للبنت في حالة موته وليس له ابن.
أما من جهة تقسيم الميراث بين الابن والبنت فالإنجيل ينظر بالمساواة بين الرجل والمرأة عندما يقول "الرجل ليس من دون المرأة ولا المرأة من دون الرجل في الرب" (1كو11: 11)
وعندما يقول أيضًا "ليس ذكر وأنثى. لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع. فإن كنتم للمسيح فأنتم إذًا نسل إبراهيم وحسب الموعد ورثة" (غل3: 28-29)
فإن كان للمرأة حقها مثل الرجل تمامًا في ميراث الملكوت السماوي الذي لا يفنى فكم بالحري يكون لها هذا الحق في ميراث مُلك هذا العالم الفاني !
المسيحية تساوى بين نصيب الولد ونصيب البنت عند توزيع الميراث.
ويقول ابن العسال "أولاد الميت الذكور والإناث بالسواء" (القوانين الباب الثاني والأربعون المواريث الفصل الثاني خامسًا وسادسًا الطبقة الأولى من الورثة ص303).

وقد حذر المسيح له المجد من الطمع في الميراث. وذلك عندما شكى إليه واحد من أخيه الذي استولى على الميراث. فقال المسيح له وللجمع الواقف حوله "انظروا وتحفظوا من الطمع لأنه متى كان لأحد كثير فليست حياته من أمواله" (لو12: 15).
وضرب لهم مَثَل الغنى الغبي الذي أراد أن يكنز لسنين طويلة فجاءه صوت الله "يا غبي هذه الليلة تُطلب نفسك منك فهذه التي أعددتها لِمَن تكون" (لو12: 20). ثم علَّق المسيح بقوله "هكذا الذي يكنز لنفسه وليس هو غنيًا لله" (لو12: 21).

كما نبهنا معلمنا بولس أن حياتنا مبنية أساسًا على المحبة، والمحبة لا تطلب ما لنفسها (1كو13: 5). والمحبة لا تنظر لمصلحتها "لا تنظروا كل واحد إلى ما هو لنفسه بل كل واحد إلى ما هو لآخرين أيضًا" (فى2: 4). ويجب ألا نتعلق بالوطن الأرضي لأنه "ليس لنا هنا مدينة باقية لكننا نطلب العتيدة" (عب13: 14). بل نرفع أنظارنا إلى الميراث السماوي لأنه حسب قول معلمنا بطرس "ميراث لا يفنى ولا يتدنس ولا يضمحل محفوظ في السموات لأجلنا" (1بط1: 4).

وهذه الوصايا الروحية لا تمنع الإنسان من أخذ حقه في الميراث الأرضي أو المطالبة به، ولكنها تشجعه على السلوك الروحي بخصوص مشاكل الميراث وذلك بعدم الدخول في عداوات وأحقاد قد يطول أجلها إلى ما بعد انتهاء أجله هو.

ليست هناك تعليقات