اخر الأخبار

محنة الكنيسة الكبرى بين تسلط البابا اللاطائفي وبين صمت المجمع المُخزى


محنة الكنيسة الكبرى بين تسلط البابا اللاطائفي وبين صمت المجمع المُخزى !!
بقلم: مريم راجى
تعيش الكنيسة القبطية الأرثوذكسية الآن كارثة ومحنة كبرى، تفوق فى خطورتها تلك التى عاشتها الكنيسة وقت بدعة اريوس. لأن محنة اليوم يترأسها قداسة البابا مع أساقفة وكهنة ورهبان. وما حدث فى اجتماعات المجمع المقدس ولجانه مؤخرًا خير دليل على صحة كلامى هذا:
أولاً: كواليس اجتماع لجنة الإيمان والتعليم والأنبا اغاثون "بطل العقيدة" يرد بقوة على قداسة البابا:
1- صرّحت مصادر كنسية موثوق منها أنه كان اجتماع ساخن جدًا بسبب المذكرة التى كان قد أعدها نيافة الحبر الجليل الأنبا موسى أسقف الشباب، والمكونة من 60 صفحة، وتضمنت كل تفاصيل طوفان التعاليم المنحرفة والخاطئة الذى يجتاح كنيستنا منذ حوالى عامين. وتم إرسال تلك المذكرة للأحبار الأجلاء باليد. وكان نيافة الأنبا اغاثون قد بعث فى 11 مايو الجارى رسالة من رابطة خريجى الكلية الإكليريكية للبابا ولكل أحبار المجمع بشأن تلك الانحرافات التعليمية. بخلاف ورقتين بحثيتين أعدهما نيافته عن بابا روما الذى يزعم أن الكتاب المقدس أصبح قديم ويجب تغييره، وأن كل الديانات توصل إلى الله بما فيها البوذية!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وعلم قداسة البابا بطريقة ما بخطورة الموقف وسخونة اجتماع لجنة الإيمان، فحضره على غير العادة لاجهاض صدور أى توصيات تدين أصحاب تلك الانحرافات (البدع) من اكليروس وخدّام، حيث فوجئ الآباء بحضور قداسته الاجتماع. وبدأ فى مهاجمة كلاً من أسقفية الشباب التى يرأسها نيافة الأنبا موسى ورابطة خريجى الكلية الإكليريكية التى يرأسها نيافة الأنبا اغاثون. وقال قداسته: "هو أنا ماوراييش غير أسقفية الشباب ورابطة خريجى الاكليريكية؟!!! أنا عايزكم تسكتوا خالص" فرد الأنبا اغاثون قائلاً: "أحنا شركاء فى مسئولية الكنيسة. وتعهدنا يوم سيامتنا بالحفاظ على الإيمان الأرثوذكسى المستقيم. ومفروض قداستك تكافئنا على موقفنا. قداستك قول ماتتكلموش للى بينشروا التعاليم الغلط" فرد البابا عليه: "أنتم مالكوش دعوة.. عايز وعد من نيافتك ماتصدرش أى بيانات تانى فى الموضوع ده وماتتكلموش فى الإعلام" فكان رد الأنبا اغاثون: "لن أعدك بشئ ضد الإيمان على الاطلاق. أصحاب التعاليم المنحرفة يستخدموا كل وسائل الإعلام.. قداستك عايزنا نسكت والكنيسة تضيع؟!!" وللأسف نجح قداسته فى الوصول لهدفه، ولم تصدر اللجنة أية توصيات. وفى نهاية الاجتماع وأثناء سلام الأنبا اغاثون على قداسته قال لنيافته: "اتصالحنا يا أنبا اغاثون؟" فكان رد نيافته: "من ناحيتى مفيش أى موقف شخصى ضد قداستك، لكن مش هغيّر موقفى فى الدفاع عن الإيمان".
2- موقف مخزى لنيافة الأنبا رافائيل!!!
أثناء اجتماع اللجنة حاول نيافة الأنبا رافائيل "كروتة" مذكرة الأنبا موسى، فانتهى من عرضها فى 3 دقائق. هل تكفى 3 دقائق لعرض مذكرة 60 صفحة تتضمن العشرات من الانحرافات التعليمية يا سيدنا؟!!!!! لقد كشف موقف نيافتك هذا أنك تميل لتلك الانحرافات، وأكد لى أننى كنت محقة عندما انتقدت نيافتك وعندما قلت أنك تحاول أن تمسك العصا من النصف، فبينما تهاجم البدع الإيمانية والعقائدية على شاشات القنوات الفضائية وتصفها بالطوفان، بينما تقوم بذلك تكشف الاجتماعات المجمعية المُغلقة والغير مُعلنة أنك تصمم على التهوين من أمر تلك البدع ومساندة مروجيها بكل قدرتك، بدليل تأسيس نيافتك لعدة مدارس تنادى بتلك البدع وتنشرها، فى مقدمتهم مدرسة الإسكندرية. وربما يكون موقفك هذا مجاملة لقداسة البابا الراعى الأول لتلك الانحرافات!
ثانياً: قرارات الجلسة الختامية للمجمع المقدس يوم الجمعة الماضى:
1- قرر قداسة البابا تغيير مقررى اللجان الفرعية، بزعم اتاحة الفرصة لتداول المسئوليات. هذا القرار الخطير يبدو ظاهره حسن إلا أن باطنه خبيث، لأنه يهدف للإطاحة بكل الأساقفة الأقوياء المدافعين عن الإيمان والعقيدة، أمثال: الأنبا بيشوى، الأنبا بنيامين، الأنبا موسى، الأنبا اغاثون والأنبا زوسيما. وإبعادهم عن اللجان الهامة، مثل: لجنتى التعليم والطقوس، ثم تأتى الخطوة التالية وهى: تعيين الأحبار (أصحاب الميول الغير أرثوذكسية) الموالين لقداسة البابا كمقررين لتلك اللجان الهامة.
2- مهزلة انتخاب نيافة الأنبا دانيال سكرتيرًا للمجمع:
طبقًا لللائحة تتكون سكرتارية المجمع من أسقف سكرتير عام و 3 أساقفة سكرتارية مساعدين، يتم انتخاب السكرتير العام واثنين من السكرتارية المساعدين باقتراع سرى بين الأحبار، فيما يقوم البطريرك بتعيين السكرتير المساعد الثالث. على أن يقوم أحبار المجمع بترشيح عدد من الأساقفة للاختيار والانتخاب منهم – مثلما حدث عند اختيار نيافة الأنبا رافائيل – لكن ما حدث مؤخرًا هو استفتاء وليس انتخاب، حيث قام قداسة البابا – وليس الأحبار - بترشيح نيافة الأنبا دانيال فقط لا غير، وللأسف صمت الآباء ولم يعترضوا على ذلك، بل قاموا بالتصويت على الاستفتاء، رغم أنه كان فى استطاعتهم التصويت برفض نيافته كسكرتيرًا عامًا!! أنه الصمت المُخزى الذى لو استمر سيتسبب فى خراب وضياع الكنيسة. عذرًا واضح أن نيافتكم تناسيتوا التعهد الذى تعهدتموه يوم سيامتكم بالحفاظ على الإيمان المستقيم، وواضح أنكم تغلّبوا مصالحكم الشخصية على مصلحة الكنيسة!!!!! خايفين من ايه؟! ده اقتراع سرى.
بعد تعيين نيافة الأنبا دانيال سكرتيرًا عاماً للمجمع، لا تتعشموا فى أى ردع لأسقف وراهب وكهنة الرمزية والأسطورية وعدم وراثة الخطية الجدية... إلخ من هرطقات.. انسوا.
3- قرر قداسة البابا تعيين لجنة بمعرفته للرد على ما يُنشر من أفكار خاطئة!!!
أولاً هذا القرار يشوبه العوار، لأنه يجب تشكيل اللجنة بمعرفة المجمع وليس البطريرك. كما أن قداسته أصدر القرار شفهيًا فقط دون تعيين أى أعضاء لتلك اللجنة المزعومة. باختصار هذه اللجنة مجرد "فنكوش" وهذا القرار ما هو إلا تمويه، وتسويف وتنويم للأزمة، وهروب من الموقف الراهن، ودفاع عن المهرطقين وإتاحة الفرصة لهم للاستمرار فى هرطقاتهم. بدليل أن قداسته رفض طلب أصحاب النيافة بعقد حوار مع القس مكارى يونان الذى يهين الكنيسة على الملأ!!!! كما رفض البابا طلب 11 من مطارنة وأساقفة امريكا، الخاص بعقد حوار لاهوتى مع أصحاب هرطقات الرمزية والأسطورية وغيرها. الأمر الذى دعاهم للإعلان عن عقد اجتماع لمجلسهم (مجلس أساقفة امريكا) فى يوليو المقبل.
أخيرًا..
- بدا واضحًا للجميع أن قداسة البابا يدعم بقوة أصحاب الهرطقات الإيمانية، لأنه يؤمن بها.
- كما بدا واضحاً أيضًا أن ثلاث فئات فقط هى من تدافع جهرًا وبقوة عن الإيمان الأرثوذكسى السليم، وهى: أسقفية الشباب، رابطة خريجى الكلية الإكليريكية ومجلس أساقفة أمريكا الشمالية.
- كل الشكر والتقدير والاحترام للأحبار الأجلاء "المدافعين عن الإيمان" أصحاب النيافة الأنبا بيشوى، الأنبا موسى، الأنبا سرابيون (الذى استنكر الاتحاد مع الكنيسة الانجليكانية التى تقر زواج الشواذ وكهنوت المرأة) الأنبا اغاثون، الإنبا إرميا، الأنبا ابانوب وأساقفة مجلس امريكا الشمالية.
- أقول لأحبار المجمع الصامتين، سلام الكنيسة فى الحفاظ على إيمانها والدفاع عنه، وليس فى الصمت، "مَن يعرف أن يعمل حسنَا ولا يفعل فذلك خطية له" (يع 4: 17 ).
لنضرع إلى الله الذى بدد مشورة أخيتوفل، أن يبدد مشورة كل مَن يسعى لهدم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكل مَن يسئ لإيمانها المستقيم.. ربنا موجود، وأكيد مسيرها تنتهى.
- ذكرت فى مقالى وقائع محددة وأسماء بعينها، فى إمكانهم تكذيبى إذا كان ما سردته غير صحيح. وللحديث بقية إن شاء الرب وعشت.
 
 

ليست هناك تعليقات