شهود يهوه وهرطقاتهم - الجزء الرابع والاخير
لا يعتقدون بخلود النفس | يقولون إن خلود النفس كذبة ابتدعها إبليس
معتقدهم:
ففي كتابهم [ليكن الله صادقًا](1) يقولون:
إن الله لم يقصد موت المجرم موتًا شكليًا، فينحل جسده، وأما نفسه فلن تموت، بل تظل حية شاعرة إلى الأبد. كلا، إن هذا المعنى السخيف لم يخطر إلا ببال إبليس كما تقرأ في (تكوين 3، 4) "فقالت الحية للمرأة لن تموتا".
فيبدو أن أول أستاذ قال بالخلود، خلود النفس أو عدم موتها، هو إبليس معلم الأكاذيب. نعم إن خلود النفس عقيدة ابتدعها إبليس من البدء واستعملها لخداع الناس على مر القرون والأجيال.. وهذه العقيدة هي حجر أساسي لجميع أديان العالم.
نعلم من كلمة الوحي أنه لا فرق بين موت الإنسان وموت الحيوان (جا3: 19، 20).
وقالوا أيضًا: وهكذا يفقد الإنسان عند موته كل حس وشعور وإدراك.
وقالوا في نفس الكتاب(2):
النفس لا تتميز عن الجسد وتموت معه.
وقالوا: "لن تموتا" هذه هي الكذبة الأولى التي ابتدعها لوسيفر، والتي لأجلها نال لقبه التاريخي الشهير "كذاب وأبو الكذاب" (يو 8: 44).
وقالوا في نفس الكتاب(3):
"أفضت أبحاث العلماء والجراحين إلى القول بأن الإنسان أرقى أنواع الحيوان.. ولم يجدوا أقل دليل على أن الإنسان حائز صفة الخلود، ولا أن فيه نفسًا خالدة. أما رجال الدين فعلى نقيض ذلك يقولون بأن لكل إنسان نفسًا خالدة.
ويقولون في نفس الكتاب(4):
"النفس البشرية تقبل الموت والانحلال".
وفى نفس الكتاب [ليكن الله صادقًا](5):
يقولون".. ثم جاء المعلمون الكذبة بإيعاز من الشياطين بالعقيدة القائلة بأن النفس عنصر خالد لا يقبل الموت. وجعلوا هذه العقيدة جزءًا جوهريًا من عقائد ما أسموه بالدين المسيحي".
ويقولون(6): "لم يقم أحد من الرجال الأمناء المخلصين لله من بين الأموات قبل مجيء المسيح إلى هذه الأرض. كما أنهم لم يكونوا يعتقدون بخلود النفس الذاتي. والكتاب المقدس يؤكد لنا أنهم من ساعة موتهم راقدون في قبورهم بلا وعى ولا شعور إلى أن يحين زمان يقظتهم المعين من الله.
ويستدلون بقول بطرس الرسول في (أع 2: 14): بأن "داود رئيس الآباء مات ودُفن. وقبره عندنا إلى هذا اليوم."
ويقولون في نفس كتابهم [ليكن الله صادقًا]:
"يسوع لم تكن له نفس خالدة"(7)!!
"المسيح نال نعمة الخلود بأمانته لأبيه حتى الموت"(8)
وفى كتابهم [المصالحة](9) يقولون:
"إن كان الله لم يمنح الخلود لمخلوقه الأول ابنه العظيم عند أول لحظه خلقه فيها، فلا يكون من المعقول أن يجعل الله الإنسان مخلوقًا خالدًا"(!!).
ويعتمدون على قول الرسول في (1كو 15: 53، 54): "يلبس المائت عدم موت". فيستدلون بذلك على أن الإنسان مائت أي غير خالد. [ليكن الله صادقًا](10).
ويقولون: ينال الإنسان الخلود فقط بعد القيامة(11).
ويقولون: "لا توجد آية تقول إن النفس لا تموت". ويعتمدون على قول الكتاب "النفس التي تخطئ تموت" (حز 18: 4)
الرد علىَ بدعتهم:
مشكلة شهود يهوه أنهم لا يميزون في الإنسان بين النفس والجسد. ولا يذكرون الروح منفصلة عن الجسد.
لذلك ينادون بأن الناس " من ساعة موتهم راقدون في قبورهم بلا وعى ولا شعور إلى أن يحين زمان يقظتهم".
بينما الكتاب المقدس يميز في الإنسان بين النفس والجسد والروح.
وهكذا ورد في (1تس 5: 23) "وإله السلام نفسه يقدسكم بالتمام. ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح".
حقًا إن الجسد حينما يموت، يكون في القبر بلا وعى ولا شعور. ولكن الإنسان ليس مجرد جسد. فماذا عن الروح؟ يقول الكتاب في سفر الجامعة عن موت الإنسان:
"يرجع التراب إلى الأرض كما كان. وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا12: 7).
إذن هناك روح ترجع إلى الله عند موت الإنسان. بينما الجسد الذي من التراب يرجع إلى الأرض.
أما استدلالهم بقول الرب لآدم "لأنك تراب، وإلى التراب تعود" (تك3: 19) فهذا عن الجسد فقط الذي يعود إلى التراب.
ولكن الإنسان -كما قلنا- ليس مجرد تراب. فبعد أن خلقه الله من التراب، يقول الكتاب إن الله "نفخ في أنفه نسمة حياة، فصار آدم نفسًا حية" (تك 2: 7).
ماذا إذن عن النفخة الإلهية التي كونت روحًا للإنسان، فصار بطبيعة خلقه "نفسًا حية" أي كائنًا حيًا؟!
أما قولهم إن العلماء والجراحين قالوا إن الإنسان أرقى الحيوانات، ولم يجدوا فيه نفسًا حية. فنقول لهم إن الجراحين يتعاملون مع الجسد، وليس الروح.. الكلام عن الروح ليس اختصاصهم. ومع ذلك فماذا يقولون عن سرّ الموت حينما يلفظ الإنسان أنفاسه الأخيرة ويصبح جثة هامدة؟!
أيقولون أنه كحيوان تمامًا حينما يموت؟! كما يحاول شهود يهوه أن يستدلوا مما ورد في (جا3: 19، 20) إن موت الإنسان كموت البهيمة. فهذا من جهة ما يحدث فقط للجسد، إذ "يعود إلى التراب كلاهما" وليس عن الروح الإنسانية. لأن الروح لا تعود إلى التراب مثل الجسد. بل سفر الجامعة نفسه يقول "يرجع التراب إلى الأرض كما كان. وترجع الروح إلى الله الذي أعطاها" (جا 12: 7).
أما عن اقتباسهم قول بطرس الرسول عن موت داود النبي "إنه مات ودفن وقبره موجود عندنا". فهذا عن جسد داود فقط. أما روحه ففي الفردوس، رجعت إلى الله الذي أعطاها.
قولهم إن الإنسان كالبهيمة تمامًا. مجرد حيوان ولكن أرقى في النوع، يتناقض مع قول الكتاب خلق الإنسان على صورته وشبهه.
وهكذا ورد في سفر التكوين "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم... فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه. ذكرًا وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها..." (تك1: 26-28).
فكيف يُقال إن الإنسان الذي هو صورة الله وشبهه، هو مثل البهيمة تمامًا. فهل البهائم خُلقت على صورة الله وشبهه!؟! حاشا. وهل الله باركها وأعطاها السلطة التي أعطيت للإنسان؟!
إذن في أي شيء يختلف الإنسان عن البهيمة؟ في أشياء كثيرة لعل في مقدمتها الروح العاقلة الناطقة التي على صورة الله، والتي لا تموت بموت الجسد.
أما قولهم إنه لم يقم أحد من الأموات قبل مجيء المسيح!
فطبعًا على الأقل يروى الكتاب ثلاثة أمثلة عن أموات قاموا:
1- منهم ابن أرملة صرفة صيدا الذي أقامه من الموت إيليا النبي ويقول الكتاب في ذلك "فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش" (1مل 17: 22)، فهنا تمييز بين النفس والجسد. وقام الطفل من الموت.
2- المثل الثاني: ابن المرأة الشونمية الذي بعد موته أقامه أليشع النبي من الموت.
ويقول الكتاب في ذلك "فعطس الطفل سبع مرات ثم فتح الصبي عينيه" (2مل 4: 35) عادت نفسه إليه فعاش.
3- المثل الثالث: الميت الذي "طرحوه في قبر أليشع. فلما نزل الرجل ومس عظام أليشع، عاش وقام على رجليه" (2مل 13: 21).
وهذه الأمثلة الثلاثة ضد قول شهود يهوه إنه لم يقم أحد من الأموات قبل مجيء المسيح.
كذلك نضيف بأنه قام ثلاثة من الأموات بواسطة السيد المسيح واثنان بواسطة القديس بطرس والقديس بولس.
والأدلة كثيرة على أن الموت هو مجرد خروج النفس من الجسد وخروج النفس لا يعنى موت النفس. فقد تعود إلى الجسد.
قيل عن موت راحيل "وكان عند خروج نفسها.." (تك 35: 18).
وقيل عن الشاب افتيخوس الذي سقط من الطاقة "وحُمل ميتًا" (أع 20: 9) أن القديس بولس الذي أقامه، قال للناس "لا تضطربوا لأن نفسه فيه" (أع 20: 10). وهذا تمييز للنفس عن الجسد.
وفى إقامة إيليا النبي لابن أرملة صرفة صيدا (صرخ إلى الرب وقال: "أيها الرب إلهي، لترجع نفس هذا الولد إلى جوفه".. فرجعت نفس الولد إلى جوفه فعاش) (1مل 17: 21، 22). إذن لم تكن نفسه قد ماتت بموته. بل انفصلت عنه وعادت إليه.
وقيل عن إقامة الرب لابنة يايرس "فرجعت روحها وقامت في الحال" (لو 8: 55)، إذن لم تكن روحها قد ماتت، بل خرجت ورجعت.
وفى استشهاد القديس إسطفانوس، قال "أيها الرب يسوع، اقبل روحي" (أع 7: 59) فلم يكن موته يعنى موت روحه، بل هو يسلمها إلى الرب يسوع ليقبلها إليه.
ومن الأمثلة القوية التي ترد على أن روح الإنسان لا تموت بموته، ظهور موسى النبي مع الرب يسوع على جبل التجلي.
وكان هو وإيليا يتكلمان معه (مر 9: 4) (مت 17: 3). بينما موسى مات قبل السيد المسيح بحوالي 14 سنة. ولم تكن نفسه قد ماتت، بل هي تتكلم مع الرب يسوع على جبل التجلي.
أما عن كون النفس بعد الموت لا تحس ولا تشعر ولا تدرك، فترد عليها قصة الغنى ولعازر (لو16).
الغنى -بعد موته- رأى لعازر في حضن أبينا إبراهيم، وطلب من أبينا إبراهيم أن يرسل لعازر إليه، وردَ عليه أبونا إبراهيم بأن لعازر الآن يتعزى، بينما هو استوفى خيراته في حياته (لو 16: 22- 25).
فهل هذا كله يدل على أن النفس قد ماتت وما عادت تشعر؟!
إن شهود يهوه في بدعتهم هذه يشبهون الصدوقيين الذين بكتهم السيد المسيح بقوله "تضلون إذ لا تعرفون الكتب" (مت 22: 29).
يعتقدون أن الإنسَان يموت كله نفسًا وجَسَدًا، وبعد الموت لا يحس ولا يدرك إلى يوم قيَامته
الرد على معتقدهم:
نتابع الرد عليهم
1- لا شك أن اعتقادهم بالموت الكلى للإنسان، بما في ذلك الروح والنفس، قد أخذوا هذه العقيدة من أساتذتهم السبتيين الأدفنتست، كما يظهر ذلك بكل وضوح في كتاب السبتيين "ماذا وراء الموت".
2- ومما يدل على أن تعليمهم هذا ضد الكتاب المقدس، وضد تعليم السيد المسيح الذي يدعونه "المعلم الأعظم" و"أعظم إنسان" أن السيد المسيح ردّ على عقيدة الصدوقيين المماثلة وأفحمهم بقوله "أفما قرأتم ما قيل لكم من قبل الله القائل: أنا إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب. ليس الله إله أموات، بل إله أحياء" (مت 22: 31، 32). أي أن إبراهيم وإسحق ويعقوب -على الرغم من موتهم- كانوا لا يزالون أحياء. لأن أرواحهم لم تمت بموت الأجساد...
3- وفي سفر الرؤيا نرى أن هناك من ماتوا. ومع ذلك لا تزال نفوسهم حية تدرك وتتكلم وتسمع. ومن أمثلة ذلك قول القديس يوحنا الرائي في (رؤ 6: 9- 11): "ولما فتح الختم الخامس، رأيت تحت المذبح نفوس الذين قُتِلوا من أجل كلمة الله ومن أجل الشهادة التي كانت عندهم. وصرخوا بصوت عظيم قائلين: حتى متى أيها السيد القدوس والحق لا تقضى لنا وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض؟ فأعطوا كل واحد ثيابًا بيضًا، وقيل لهم أن يستريحوا زمانًا يسيرًا حتى يكمل العبيد رفقاؤهم وأخوتهم أيضًا العتيدين أن يقتلوا مثلهم".
هؤلاء قد قتلوا وماتوا. ومع ذلك لا تزال نفوسهم حية تدرك، وتصرخ بصوت عظيم وتطلب حقها. والله يرد عليهم ويطلب إليهم الانتظار. وهم يقتنعون بذلك. أليس هذا ردًا واضحًا على شهود يهوه أن النفوس لا تموت بموت الأجساد! وأنها تحس وتدرك وتتكلم وتسمع، بعكس تعليم شهود يهوه.
4- مثال آخر في سفر الرؤيا. إذ يقول الرائي في (رؤ 20: 4) "ورأيت عروشًا فجلسوا عليها وأعطوا حكمًا. ورأيت نفوس الذين قتلوا من أجل شهادة يسوع ومن أجل كلمة الله، والذين لم يسجدوا للوحش ولا لصورته، ولم يقبلوا السمة على جباههم وعلى أيديهم. فعاشوا وملكوا مع المسيح ألف سنة". إذن كل هذه النفوس لم تمت وينتهي الأمر.
5- نقطة أخرى من سفر أيوب حيث يقول "وأما أنا فقد علمت أن وليي حي، والآخر على الأرض يقوم. وبعد أن يفنى جلدي هذا، وبدون جسدي أرى الله.." (أى 19: 25، 26) هنا يفرق أيوب ويميز بين النفس والجسد. وإذا به -بدون جسده- يرى الله، أي بروحه التي لا تموت بموت جسده. بل تبقى حية بعد أن يفنى جلده.
6 - وفي رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس في (أف 4: 8، 9)، يقول إن السيد المسيح قد نزل إلى أقسام الأرض السفلى، وسبى سبيًا. وأخذ تلك النفس وأدخلها إلى الفردوس، إذ صعد إلى العلاء. ولم يقل الكتاب إنه انتظر إلى يوم القيامة حتى يرد تلك النفوس.
7- وفي (2 تى 1: 10) إذ يتكلم القديس بولس الرسول عن "النعمة التي أعطيت لنا من المسيح يسوع" يقول إنها "أُظهرت الآن بظهور مخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت، وأنار الحياة والخلود بواسطة الإنجيل".
هنا يتكلم عن الخلود وإبطال الموت بالنعمة.
8- بل أن سفر الرؤيا يتحدث عن الذين يترنمون بترنيمة جديدة، وقد رآهم فيقول في (رؤ 14: 2-4): "وسمعت صوتًا كصوت ضاربين بالقيثارة يضربون بقيثاراتهم. وهو يرنمون كترنيمة جديدة أمام العرش وأمام الأربعة حيوانات والشيوخ (القسوس). ولم يستطع أحد أن يتعلم الترنيمة إلا المئة والأربعة والأربعون ألفًا الذين اشتروا من الأرض. هؤلاء هم الذين لم يتنجسوا مع النساء لأنهم أطهار".
9- أما محاولتهم إثبات موت النفس مما ورد في سفر حزقيال النبي في (حز 18: 4) "النفس التي تخطئ هي تموت". فليس المقصود هنا النفس بمعنى العنصر الذي يعطى الحياة للجسد (Soul) كما قيل في سفر اللاويين "إن نفس الجسد هي في الدم" (لا 17: 1). بمعنى أن الإنسان يموت وتخرج نفسه منه، حينما يُسفك دمه.
بل المقصود بكلمة نفس في (حز 18: 4) الإنسان كله.
أى الإنسان كله يحكم عليه كله بالموت في حالة الخطية.
والأدلة كثيرة على أن كلمة النفس تعنى أحيانًا الإنسان كله، كما سنرى.
· قول الكتاب عن أسبوع الفطير الذي يبدأ بالفصح "كل من يأكل مختمرًا، تُقطع تلك النفس من شعبها" (خر 12: 19). فالمقصود هنا قطع الإنسان كله من الشعب، أي فصله من جماعة المؤمنين، وليس المقصود قطع النفس بمعنى Soul فهذا غير ممكن عملياُ.
· قول الكتاب في (1يو 3: 15) "كل من يبغض أخاه، فهو قاتل نفس " أي قاتل للإنسان كله.
· كذلك ما ورد في سفر الأعمال عن يوم الخمسين "اعتمدوا وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس" (أع 2: 41) أي أنضم ثلاثة آلاف شخصًا.
· أيضًا يقول القديس بولس عمن كانوا معه في السفينة "كنا في السفينة جميع الأنفس مئتين وستة وسبعين" (أع 27: 37) يقصد بذلك عدد الأشخاص طبعًا وليس الأرواح.
· وبنفس المعنى حينما يتحدث بطرس الرسول عن الذين خلصوا في الفلك، يقول "إذ كان الفلك يُبنى، الذي فيه خلص قليلون أي ثماني أنفس بالماء" (1بط3: 20). فالمقصود هنا بكلمة أنفس: الأشخاص وليس الأرواح.
· أيضًا يقول الكتاب "جميع النفوس ست وسبعون نفسًا" (تك 46: 27). وهنا المقصود الأشخاص وليس مجرد نفوسهم.
· وبالمثل قول ملك سادوم لأبينا إبراهيم "أعطني النفوس، وأما الأملاك فخذها لنفسك" (تك 14: 21). ولا يقصد أن يعطيه أرواح الناس فهذا مستحيل. إنما أعطني النفوس أي الناس، الأشخاص.
· وبهذا المعنى كُتب في سفر حزقيال "النفس التي تخطئ هي تموت" أي الإنسان الذي يخطئ هو يموت. وليس موت النفس بمفهوم شهود يهوه.
فالموت هو طبيعة الجسد. ولكنه حينما يموت تبقى روحه حية. والروح أحيانًا يعبر عنها بكلمة النفس.
والسيد المسيح ميّز بين النفس والجسد.
· وذلك في قوله "لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، ولكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها" (مت 10: 28). وواضح من هذه الآية أن النفس لا تموت بموت الجسد. وواضح التمييز بينهما. وهكذا يتابع الرب في التمييز بينهما إلى أن يقول "بل بالحري خافوا من الذي يقدر أن يهلك النفس والجسد كليهما في جهنم"، ولكن شهود يهوه لا يميزون بين النفس والجسد.
· وهذا التمييز يظهر في قول المسيح "الروح نشيط، أما الجسد فضعيف" (مت 26: 41). وقول القديس بولس "اسلكوا بالروح، فلا تكملوا شهوة الجسد" (غل 5: 16). وأيضًا قوله "لا شيء من الدينونة الآن على الذين هم في المسيح يسوع السالكين ليس حسب الجسد بل حسب الروح" (رو 8: 1).
10- يقول القديس يعقوب الرسول: "الجسد بدون روح ميت" (يع 2: 26).
هنا تمييز بين الجسد والروح. وأيضًا ينسب الموت إلى الجسد فقط، إذا ما فارقته الروح.
11- هناك مواضع كثيرة في الكتاب تذكر فيها الروح وحدها، دون الجسد.
كما قال القديس إسطفانوس الشماس الأول عند استشهاده "أيها الرب يسوع اقبل روحي" (أع 7: 59). بل السيد المسيح نفسه قال وهو على الصليب "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (لو 23: 46). وقيل عن الرب إنه "إله أرواح جميع البشر" (عد 27: 16) كما سمى أيضًا "أبى الأرواح" في (عب 12: 9). وقال الرب لنيقوديموس "المولود من الروح، روح هو. والمولود من الجسد، هو جسد" (يو3: 6). فتكلم هنا عن الروح وحدها، كما ميز بينها وبين الجسد. وليس كما يعلّم شهود يهوه، بأنه لا تمييز بين الروح والجسد. وفي هذا التمييز يقول الرسول "لأن اهتمام الجسد هو موت، ولكن اهتمام الروح هو حياة" (رو 8: 6).
لهُم ترجَمَة مُحَرّفة للكتاب المقدس لكي تتفق مَع عَقائدهُم الخاطئة وهَرطقاتهم
هذه الترجمة الخاطئة بدأت سنة 1950 يسمونها:
The New World Translation of the Holy Scriptures
أى ترجمة العالم الجديد للكتب المقدسة. وتوجد بالعربية وبالإنجليزية. وهى ترجمة محرفة تحريفًا سيئًا جدًا لبعض آيات الكتاب المقدس لتطابق ما ينشرونه من أفكار. وقام بها أشخاص ليسوا علماء بلغات الكتاب الأصلية، حرصوا أن تكون الترجمة مطيعة لعقائدهم.
وليست أخطاء شهود يهوه تجاه الكتاب المقدس قاصرة على هذه الترجمة المحرفة، وإنما أيضًا لهم تفسيرات لبعض أسفار الكتاب المقدس مثل أشعياء، ودانيال، ورسالة يعقوب، وسفر الرؤيا، وتأملات كثيرة في الكتاب..
وطريقة التفسير عندهم: أحيانًا يستخدمون الطريقة الرمزية، وأحيانًا الطريقة الحرفية. وحينما تذكر لهم آية معينة في حوارك، قد يهربون منها بذكر آية أخرى يظنون أنها تتعارض مع تلك الآية، وينتقلون من موضوع إلى آخر بغير تركيز بطريقة مملة.
ومن أشهر أمثلة تحريفهم حذفهم الآية (1يو 5: 7).
التي يقول فيها الرسول "فإن الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد". ذلك لأنهم ينكرون عقيدة الثالوث. فلا مانع لديهم من حذف هذه الآية، والادعاء بأنها لم توجد في بعض النسخ. بينما هي موجودة في أشهر ترجمات الكتاب المقدس.
وقد رددنا على اعتراضهم هذا فيما سبق.
ومن أشهر الآيات التي حرّفوها (يو 1: 1).
التي تقول في البدء كان الكلمة (اللوجوس). والكلمة كان عند الله وكان الكلمة الله". لأن هذه الآية تدل على لاهوت المسيح بطريقة لا تُرضى معتقدهم. فيترجمونها هكذا:
"في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله. وكان الكلمة إلهًا".
"In (the) beginning the Word was, and the Word was with God, and the Word was a god"
وعبارة a god معناها إله صغير، وليس الله الكلى القدرة.
وعلى أية الحالات ما أكثر الآيات التي وردت عن لاهوت المسيح ولكن السؤال الأساسي هو:
هل هو إله حقيقي أم لا؟
إن كان إلهًا حقيقيًا يكون شهود يهوه قد وقعوا في تعدد الآلهة. وإن لم يكن إلهًا حقيقيًا، فكيف كان هو الخالق؟! وكيف "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو 1: 3). (أنظر كتابنا: لاهوت المسيح).
وكيف أنه موجود في كل مكان (يو 3: 13) (مت 18: 20)؟ وكيف قيل عنه إنه "الكائن على الكل إلهًا مباركًا إلى الأبد آمين" (رو 9: 5).
ولنتأمل عبارة "الكائن على الكل":
وإن كان إلهًا وليس الله، فكيف نفسر قول الله في سفر أشعياء النبي "أنا هو. قبلي لم يصوّر إله، وبعدى لا يكون.." (أش 43: 10). وقال ذلك في نفس الإصحاح، وفي نفس الفقرة، التي أخذ منها شهود يهوه اسمهم.
من الآيات الأخرى التي يحرفها شهود يهوه، (أع 20: 28).
وفيها يقول القديس بولس الرسول لشيوخ أفسس "احترزوا إذًا لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة، لترعوا كنيسة الله التي اقتناها بدمه". وما دام الله اقتناها بدمه، إذن لا بد أن يكون قد تجسد وصُلب. وهذا ما لا يعتقده شهود يهوه بالنسبة إلى الله. فيحرفون الآية هكذا:
"فانتبهوا لأنفسكم ولجميع الرعية التي عينكم فيها الروح القدس نظارًا، لترعوا جماعة الله التي اشتراها بدم ابنه" (وليس بدمه). وفي الإنجليزية:
"overseers to shepherd the congregation of God which he purchased with the blood of his own (Son)"
فبدلًا من عبارة His own blood
يقولون the blood of his own
ويضيفون عبارة (Son) بين قوسين.
كما أنهم يغيرون عبارة (أساقفة) بكلمة (نظارًا) لأنهم لا يؤمنون بالكهنوت. ويغيرون كلمة (كنيسة الله) بعبارة (جماعة الله). لأنهم لا يؤمنون بالكنائس.
أنظروا كم من التحريفات ارتكبوها في آية واحدة!!
من الآيات التي حرفوها لدلالتها على لاهوت المسيح (كو 2: 8، 9).
"وليس حسب المسيح. فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسديًا" أي أنه "الله الذي ظهر في الجسد" (1تى 3: 16).
فإنهم يحرفون هذه الآية هكذا:".. وليس حسب المسيح، لأنه فيه يسكن كل ملء الصفة الإلهية جسديًا". وبهذا يغيرون "كل ملء اللاهوت بعبارة "كل ملء الصفة الإلهية". وبالإنجليزية.
"..and not according to Christ. because it is in him that all the fullness of the divine quality dwells bodily"
ما معنى ملء الصفة الإلهية.. the divine quality؟
لاحظوا أن هناك صفات إلهية خاصة بالله وحده وهى أنه: الأزلي، الخالق، غير المحدود، الموجود في كل مكان، الكلى القدرة، الكلى المعرفة.. إلخ. فأي صفة من هذه الصفات يقصدون؟ أم لا يقصدون أية صفة منها!! يتهربون.
على أنهم تركوا الآية (كو1: 19):
التي ورد فيها "لأنه فيه سُرّ أن يحل كل الملء".
وترجموها هكذا "لأنه فيه استحسن الله أن يسكن كل الملء. وبالإنجليزية:
"because (God) saw good for all fullness to dwell in him"
ربما السبب أن هذه المثل تحدثت عن [الملء] دون أن تذكر [ملء اللاهوت] كما في (كو 2: 9). لذلك تركوها.
ومن الآيات المشهورة التي حرّفوها [لو 23: 43]:
وفيها قول السيد المسيح للِّص على الصليب "اليوم تكون معي في الفردوس". وهذه الآية تثبت أن نفس اللص ظلت حية بعد موته والتقت بالسيد الرب في نفس اليوم في الفردوس.
ولأن شهود يهوه لا يؤمنون بخلود النفس، لذلك حرّفوها هكذا "فقال له الحق أقول لك اليوم: ستكون معي في الفردوس" أي أن عبارة (اليوم) عن قول الرب له، وليس عن دخوله الفردوس. وبالإنجليزية:
And he said to him "Truly I tell you today: you will be with me in Paradise"
ومع ذلك لنا تعليق جانبي وهو:
أي فردوس هو المقصود: فردوس أرضى أم سمائي؟
فهل اللص سيكون في الفردوس الأرضي، أم مع الرب في السماء. لأنهم يؤمنون أن غالبية البشر سيعيشون في فردوس على الأرض، بينما الرب يسوع يكون في السماء.
ومن الآيات التي يحرفون ترجمتها: (مت 26: 26، 28).
وهى قول الرب للتلاميذ في ليلة العشاء السّري:
"خذوا كلوا هذا هو جسدي.. هذا هو دمى الذي للعهد الجديد" ولأنهم لا يؤمنون بسر الإفخارستيا. لذلك ترجموا الآيتين هكذا:
"خذوا كلوا هذا يمثل جسدي.. اشربوا منها كلكم. فإن هذا يمثل دمى.." وبالإنجليزية:
"Take eat. This means my body.. Drink out of it.. for this means my blood"
الترجمة الإنجليزية أخف بعض الشئ من العربية.
ونفس التحريف في الترجمة (لنفس الغرض) في (1كو 11: 24، 25)، حيث أورد الرسول قول الرب "خذوا كلوا هذا هو جسدي.. هذه الكأس هي للعهد الجديد بدمى" فترجموها هكذا.
"هذا يمثل جسدي.. هذه الكأس تمثل العهد الجديد بدمى".
وفى الإنجليزية ترجموها "This means my body"
This cup means the new covenant by virtue of my blood""
ولكنهم على الرغم من ذلك، ففي الكلام عن التناول بدون استحقاق، ذكروا الجسد والدم. فقالوا في (1كو 11: 27، 29):
"إذن أىّ من يأكل الرغيف أو يشرب كأس الرب بدون استحقاق يكون مذنبًا إلى جسد الرب ودمه.. لأن من يأكل ويشرب، يأكل ويشرب دينونة لنفسه، إذ لم يميز الجسد".
وبالإنجليزية:
".. will be guilty respecting the body and the blood of the Lord"
ترى هل ارتكبوا شيئًا من التناقض بين النصين؟!
كذلك حرّفوا ما ورد في (مت 25: 46) بخصوص العذاب الأبدي:
فالرب يقول عن الدينونة "فيمضى هؤلاء إلى عذاب أبدى، والأبرار إلى حياة أبدية". ولكن لأن شهود يهوه لا يؤمنون بالعذاب الأبدي، ويرون أن عقوبة الأشرار هي الفناء وليس العذاب.. لذلك فإنهم ترجموا الآية هكذا:
"فيذهب هؤلاء إلى قطع أبدى. والأبرار إلى حياة أبدية".
فهل يقصدون بكلمة (قطع).. الفناء؟ يبدو هكذا. وبالإنجليزية:
"And these will depait into everlasting cutting off and the righteous ones into everlasting life"
ومع ذلك فقد ذكروا كلمة العذاب في (رؤ 20: 10).
الكتاب يقول عن الشيطان والوحش والنبي الكذاب إنهم طرحوا في بحيرة النار والكبريت، وسيعذبون نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين.
وقد ترجموها بغير تحريف هكذا "وطُرِحَ إبليس الذي كان يضلهم في بحيرة النار والكبريت، حيث الوحش والنبي الدجال كلاهما. وسيعذبون نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين".
وطبعًا العذاب نهارًا وليلًا لا يتفق مع مناداتهم بفناء الشيطان والأشرار!! وفي الترجمة الإنجليزية:
"And they will be tormented day and night for ever and ever".
إن كانوا يقولون إن (بحيرة النار والكبريت) تعنى الموت الثاني أي الفناء في عقيدتهم. فكيف يتفق هذا مع العذاب نهارًا وليلًا إلى أبد الآبدين؟! هل فلتت هذه الآية من ترجمتهم المحرفة؟ وربما يحاولون تصحيحها في ترجمة معدّلة فيما بعد!!
ربما فلت منهم أيضًا ما ورد في (مت 13: 42).
حيث ترجموها هكذا "يرمونهم في أتون النار. هناك يكون البكاء وصرير الأسنان". وطبعًا البكاء وصرير الأسنان" لا يتفقان مع عقيدتهم في فناء الأشرار. فالذي يفنى لا يبكى..!
يَرَون أن كُل الأدَيان وكُل الكنائس هي مِن عَمل الشيطان، ويحرّفون كلمَة كنيسَة في كتاباتهم المزوّرة للكتاب المقدس
هم لا يبنون لأنفسهم كنائس، ولا يستخدمون هذا الاسم. لكن يمكن أن تكون لهم قاعة لدراسة الكتاب المقدس. ويحرفون كلمة كنيسة أو كلمة كنائس في ترجمتهم المعروفة باسم "ترجمة العالم الجديد للكتاب المقدس":
The New World Translation of The Holy Scriptures
وفى هذا المقال سنورد أمثلة لهذا التحريف في الترجمة.
1- قال السيد المسيح في مجال العتاب "إن لم يسمع منهم فقل للكنيسة. وإن لم يسمع للكنيسة، فليكن عندك كالوثني والعشار" (مت 18: 17)
هذه الآية يترجمونها هكذا "إن لم يسمع لهما فقل للجماعة. وإن لم يسمع للجماعة أيضًا، فليكن عندك كالأممي وجابي الضرائب".
"If he does not listen to them speak to the congregation. If does not listen even to the congregation, let him be to you just as a man of the nations and as a tax collector"
فيضعون كلمة (جماعة) بدلًا من كلمة (كنيسة)
وفى الإنجليزية كلمة congregation بدلًا من Church.
2- وبالمثل في قول السيد المسيح "على هذه الصخرة أبنى كنيستي" (مت 16: 18). يترجمونها على هذا الصخر سأبنى جماعتي" On this rock-mass I will build my congregation"
3- وفي حديث الكتاب عن الرسل والشعب بعد يوم الخمسين قيل "وكان الرب كل يوم يضم إلى الكنيسة الذين يخلصون" (أع 2: 47).
هذه الآية ترجموها هكذا "استمر يهوه يوميًا يضم إليهم الذي يخلصون Jehovah continued to join to them daily those being saved"، وهنا حذفوا كلمة (كنيسة) فلم يترجموها.
4- أيضًا قول الكتاب بعد قصة حنانيا وسفيره "فصار خوف عظيم على جميع الكنيسة" (أع 5: 11). ترجموها هكذا "great fear came over the whole congregation"
· بالمثل (أع 8: 1)، (أع 11: 22).
5- في الأمثلة السابقة استخدمت كلمة (كنيسة) بمعنى السلطة الكنسية أو جماعة المؤمنين. فماذا عن الكنيسة كمبنى.
في (أع 11: 26) قيل عن برنابا وشاول "أنهما اجتمعا في الكنيسة سنة كاملة". فترجموها هكذا "أنهما اجتمعا معهم في الجماعة سنة كاملة".
"they gathered together with them in the congregation".
6- وحتى ما ورد عن كنائس تُبنى كما في (أع 9: 31) "وأما الكنائس في جميع اليهودية والجليل والسامرة، فكان لها سلام وكانت تُبنى وتسير في خوف الله. وبتعزية الروح القدس كانت تتكاثر".
يترجمونها هكذا "وأما الجماعة في كل اليهودية والجليل والسامرة، فنعمت بفترة سلام، وهى تُبنى. وإذ سارت في خوف يهوه وتعزية الروح القدس، بقيت تتكاثر". ونفس الوضع في الترجمة الإنجليزية.
"the congregation through out the whole of Judea, and Galilee and Samaria.. being built up.."
7- حتى في سفر الرؤيا حيث تكررت في الرسائل إلى الكنائس السبع "من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ 2: 7، 11، 17، 29).
هذه يترجمونها هكذا "من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للجماعات"
"Let the one who has an ear, hear what the spirit says to the congregations"
8- وفي نفس هذه الرسائل السبع، إذ تكررت عبارة "أكتب إلى ملاك كنيسة أفسس.. كنيسة سميرنا.. كنيسة برغامس.. إلخ" (رؤ 2، 3).
يترجمونها هكذا "أكتب إلى ملاك الجماعة في أفسس.. الجماعة في سميرنا.. الجماعة في برغامس.. إلخ". وفي الإنجليزية:
"To the angel of the congregation in Ephesus.."
"To the angel of the congregation in Smyrna.."
"To the angel of the congregation in Pergamum.."
وبالمناسبة هم يترجمون سفر الرؤيا بالعربية: (كشف)
9- وفي آخر سفر الرؤيا يقول الرب "أنا يسوع أرسلت ملاكي لأشهد لكم بهذه الأمور على الكنائس" (رؤ 22: 16). يترجمونها هكذا: "أنا يسوع أرسلت ملاكي ليشهد لكم بهذه الأمور من أجل الجماعات"
"I, Jesus, sent my angel to bear witness to you people of these things for the congregations"
10- وعن الكنائس التي في البيوت تستخدم ترجمتهم نفس التحريف:
ففي (رو 16: 5) يقول الرسول عن أكيلا وبريسكلا: "الكنيسة التي في بيتهما" يترجمونها هكذا "وسلموا على الجماعة التي في بيتهما". ويقول الرسول عنهما "لست أنا وحدي أشكرهما، بل أيضًا جميع كنائس الأمم (رو 16: 4) فيترجمونها "بل أيضًا جميع جماعات الأمم"
"but also all the congregations of the nations"
· وعبارة "والكنيسة التي في بيتهما التي قيلت عن أكيلا وبريسكلا، تكررت في (1 كو 16: 19). وترجموها أيضًا "الجماعات التي في بيتهما"
· تكررت نفس العبارة عن نمفاس "والكنيسة التي في بيته" (كو4: 15)، ترجموها بكلمة (الجماعة) وفي الإنجليزية Congregation.
11- يقول بولس الرسول في رسالته إلى كولوسي "ومتى قرئت عندكم هذه الرسالة، فاجعلوها تقرأ أيضًا في كنيسة اللاودكيين" (كو4: 16). فيترجمونها "تقرأ أيضًا في جماعة اللاودكيين".
12- قال القديس بولس الرسول عن (فيبي) "أوصيكم بأختنا فيبي التي هي خادمة الكنيسة التي في كنخرية" (رو 16: 1) ترجموها كعادتهم "التي هي خادمة للجماعة في كنخرية".
13- وفي رسائل القديس بولس الرسول، يقول في أول رسالته الأولى إلى تسالونيكي "إلى كنيسة التسالونيكيين.." (1تس 1: 1). فيترجمونها إلى جماعة التسالونيكيين". وواضح أن الكلمة ليس لها أي معنى روحي أو ديني..!
ونفس الكلمة والترجمة في (2 تس 1: 1).
14- ويعوزنا الوقت إن تتبعنا كلمة (كنائس) وترجمتها بجماعات..! بأسلوب غير لائق مثل "كنائس المسيح" (رو 16: 16) وترجمتها "جماعات المسيح"! وكذلك "كنائس الله" (1كو 11: 16) وترجمتها جماعات الله! أو إذا نسبت كلمة (كنائس) إلى بلد أو إقليم مثل كنائس غلاطية (1 كو 16: 1). ماذا تعنى ترجمتهم "جماعات غلاطية" أية جماعات؟! بلا أي معنى ديني.. أو "جماعات مكدونية" (2كو 8: 1) أو قول بولس الرسول "عدا الاهتمام بجميع الكنائس" (2 كو 11: 28) بترجمتهم "همّ كل الجماعات"!
يؤمنون بحَياة أبدية في فردوس عَلىَ الأرض! وأن يوم الدينونة 1000 سنة، وفيه توبَة بعد الموت!
معتقدهم:
شهود يهوه يعتقدون أن 144000 فقط سيذهبون إلى السماء من بين آلاف الملايين الذين عاشوا على الأرض. يسمون هؤلاء "القطيع الصغير". أما الغالبية ممن يخلصون ويسمونهم "الخراف الأخر" فسوف يتمتعون بحياة فردوسية على الأرض إلى الأبد.
يقولون هذا في كتابهم [يمكنكم أن تحيوا إلى الأبد في الفردوس على الأرض] وفي كراستهم [تمتعوا بالحياة على الأرض إلى الأبد]. وفي كراستهم [أرواح الموتى]. وفي مجلتهم "استيقظ" بعنوان [جنة عالمية: حلم أم حقيقة مستقبلية]. وحتى في كتبهم المشهورة: كتاب [الحق يحرركم]، وكتاب [ليكن الله صادقًا] وكتاب [الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية]. وفي كتب أخرى..
يقولون "إن الأرض ستصير فردوسًا". ويعلقون على قول السيد المسيح للص "اليوم تكون معي في الفردوس" (لو 23: 43) بقولهم: هل عنى يسوع أن اللص سيذهب إلى السماء؟ كلا...
ويقولون: "إن الله خلق الأرض -لا السماء- كموطن للعائلة البشرية" "إن قصد الله نحو الغالبية العظمى من الذين يخدمونه، هو أن يجعل هذه الأرض موطنهم إلى الأبد".
ويعتمدون اعتمادًا خاطئًا على قول المزمور "الصديقون يرثون الأرض" (مز 37: 29). وعلى قول الرب "طوبى للودعاء لأنهم يرثون الأرض" (مت 5: 5). ويقولون إن "الله سيوجه المهمة المبهجة التي ستكون لرعاياه البشر، وهى أن يحولوا الأرض بكاملها إلى موطن فردوسي للجنس البشرى". ولكن كيف ذلك؟ ومتى؟ يقولون:
"الناجون من نهاية هذا العالم، سيتمتعون بالاشتراك في تحويل الأرض إلى فردوس" "يبنون بيوتًا ويسكنون فيها. ويغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها"(1).
ويشرحون جمال المعيشة في الفردوس الأرضي بكلمات إنشائية منها: "بيوت جيدة، وعمل ممتع لكل فرد "كل الجنس البشرى يعيش في سلام" "لا مرض ولا شيخوخة ولا موت في ما بعد"، "وفرة من الخيرات ليأكل الجميع".. مع صورة للخضرة والفاكهة والأثمار.
ويقولون "تريدون بالتأكيد أن تحيوا على الأرض الفردوسية المماثلة للجنة التي خُلق فيها الإنسان الأول" "فكروا في ذلك: لا حرب ولا جريمة ولا عنف فيما بعد.. دون خوف من الأذى" "لن يكون هناك سياسيون غير مستقيمين" لا بطالة.. الجميع سيكون لهم عمل ممتع للقيام به" "الذين ينجون من هرمجدون سيكون لهم عمل تنظيف الأرض، وإزالة أنقاض هذا النظام القديم.. امتياز زرع الأرض وجعلها مكانًا جميلًا لعيش فيه" "كم ستكون الحياة بديعة في الفردوس على الأرض.. أرضًا جديدة يسكن فيها البر".
ويقولون "سيكون سلام بين الناس والحيوانات". وينشرون صورًا للأطفال والسيدات مع الأسود والنمور، أو مع الشبل والجدي(2).
يقولون أيضًا "وعلى هذه الأرض المباركة في ظل حكم الملكوت، سينعم "الجمع الكثير" من "الخراف الأخر" المؤلفين من كل الأمم، بالسلام والشركة مع الرؤساء القدماء الأمناء. وإطاعة للأمر الإلهي سوف يتزوج هؤلاء الأولاد الأبرار.. ويلدون أولادًا. ولكن لا للانزعاج وحروب القتل، بل ليملأوا الأرض. وهم سيربونهم بحرية تامة لا خوف فيها وبتأديب الرب وإنذاره"(3).
ويقول شهود يهوه إن يوم الدينونة هو ألف سنة.
"ولا يعنى أن يوم الدينونة هذا طويل مثل أحد أيام خلق الله. كلا، فهو يأتي في غضون الألف سنة الأخير، من اليوم السابع.
إنه ملك المسيح الألفي "وفيه وقت كاف ليدينهم بحسب أعمالهم التي يعملونها على الأرض بعد إيقاظهم من الموت".
هؤلاء الذين "عملوا السيئات" لكونهم حُبل بهم بالخطية، وصُوَروا بالإثم أثناء هذه الحياة الحاضرة"(4).
وفى كتاب "ليكن الله صادقًا" يقولون:
"يوم الدينونة البالغ طوله ألف سنة"(5).
ويقولون إن هناك أشخاصًا لن يقوموا في يوم الدينونة...
"فإن آدم مثلًا لن يخرج من قبره، بل يبقى ميتًا إلى الأبد. أما السبب فلأنه دين مرة واحدة دينونة عادلة في عدن، ونفذ فيه الحكم المبرم (تك 3: 17-19). كذلك لا يخرج من القبور رجال الدين الذين أصدر فيهم الرب يسوع حكمه قائلًا "أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم" (مت 23: 23)... "والذين يخطئون ضد الروح، فهؤلاء توصد في وجوههم أبواب القبور.. فلا يخرجون ولا يرون النور، بل يظلون أمواتًا"(6).
يرون أن فترة الألف سنة هي فترة اختبار، فرصة للتوبة بعد الموت، وفيه تعليم للذين فعلوا السيئات لا يحاسبهم الله على خطاياهم قبل الموت، بل عن خطاياهم خلال الألف سنة، فالذي يفشل يهلك ويموت حتى قبل انتهاء الألف سنة. والذين ينجون "يرضى الله عنهم ويبررهم، ويمنحهم الحق بالحياة الأبدية في الفردوس على الأرض"
الرد عَليهم:
1- الفردوس الأرضي بما فيه من بيوت وجنات وأشجار وثمار، هو ضد قول الكتاب "ما لم تره عين، ولم تسمع به أذن، ولم يخطر على قلب بشر، ما أعده الله للذين يحبونه" (1 كو 2: 9).
2- وأيضًا الحياة في الأبدية على الأرض هي لون من التحدي لمشاعر الناس وآمالهم في الحياة في السماء.
3- وهو أيضًا ضد الآيات الكثيرة جدًا التي تعد بالسماء وبملكوت السموات، مثل أمثال السيد المسيح في (مت 13) وفي (مت 25) حيث يقول "يشبه ملكوت السموات..". وضد عظته على الجبل التي أولها "طوبى للمساكين بالروح لأن لهم ملكوت السموات" (مت 5: 3) "طوبى للمطرودين من أجل البر، لأن لهم ملكوت السموات.. افرحوا وتهللوا لأن أجركم عظيم في السموات" (مت 5: 10، 12). وأيضًا قوله "اكنزوا لكم كنوزًا في السماء" (مت 6: 20). ما فائدة ذلك إن كانوا لا يذهبون إلى السماء؟..
4- إن الأكل والشرب في الأبدية، لا يتفق مع القيامة بأجساد روحانية (1كو 15: 44، 48). أما قول شهود يهوه بأن القطيع الصغير سيُقام بأجساد روحانية، والذين سيسكنون في الفردوس الأرضي سيُقامون بأجساد مادية، فهذا ضد قول الكتاب "إن لحمًا ودمًا لا يقدران أن يرثا ملكوت الله. ولا يرث الفساد عدم فساد" (1 كو 15: 50).
5- كذلك اعتقادهم أنه توجد عائلات في السماء، وزواج، وإنجاب بنين، هو ضد قول السيد المسيح للصدوقيين عن القيامة "تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله. لأنهم في القيامة لا يُزوجون ولا يتزوجون، بل يكونون كملائكة الله في السماء".
6- كذلك فإن البنين الذين يولدون في الفردوس، كيف يمكن لهم أن يتمتعوا بالفردوس دون أن تُختبر إرادتهم؟! بينما الفردوس هو مكافأة للغالبين.
7- ما ورد في (أش 65: 21) "يبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها"، فهو لا ينطبق على الحياة بعد الموت.
وليتهم قالوا إنهم يجدون بيوتًا جاهزة للسكنى، لكان هذا أسهل قبولًا، بدلًا من تعب البناء في الأبدية، والحاجة إلى توافر مواد البناء، وإلى عمال ومهندسين، وإلى انتظار السكن حتى يتم البناء! ومع ذلك فكل هذا يتناقض مع قول الرسول "إن نُقض بيت خيمتنا الأرضي، فلنا في السماء بناء من الله، بيت غير مصنوع بيد، أبدى" (2كو 5: 1).
وكونهم يزرعون، فهذا ضد أسلوب الله، الذي لما خلق الإنسان الأول وضعه في جنة لم يتعب الإنسان في غرسها وزرعها (تك2).
8- لم يقل الكتاب إن الله سيطهر هذه الأرض لتكون جميلة، أو أنه ستكون مهمة البشر تعميرها وإزالة أنقاضها، بل قال إن هذه الأرض ستزول (يو21: 1). وقال السماء والأرض تزولان، ولا يزول حرف واحد من الناموس (مت 5: 18). وقال القديس بطرس الرسول "وأما السموات والأرض الكائنة الآن، فهي مخزونة بتلك الكلمة عينها، محفوظة للنار إلى يوم الدين وهلاك الناس الفجار" (2بط 3: 7).
9- أما استخدام عبارة الأرض باقية إلى الأبد. فكلمة الأبد تعنى فترة طويلة لها نهاية هي الأبد، بدليل قول الكتاب "أبد الآبدين" (رؤ 20: 10) (دا 7: 18) إذ هناك آباد، كل أبد يتلو الآخر. وبالمثل الدهر، والدهور...
10- القول بأن يوم الدينونة ألف سنة، هو فكر شخصي لا يسنده أي تعليم كتابي. والله لا يحتاج إلى ألف سنة لكي يدين فيها الناس. أما عبارة "إن يومًا واحدًا عند الرب كألف سنة"، فقد ذكر بعدها مباشرة "وألف سنة كيوم واحد" (2بط 3: 8). ولا تُفهم الأرقام هنا بطريقة حرفية.
11- واعتبار يوم الدين أو الألف سنة مجالًا للاختبار للذين فعلوا السيئات. فهذا ضد تعليم الكتاب: ضد مثل العذارى الجاهلات وعبارة "وأغلق الباب" (مت 25: 10-12) وضد مثل الغنى ولعازر (لو16: 26). وضد قول الرب لليهود "تموتون في خطاياكم. وحيث أمضى أنا، لا تقدرون أنتم أن تأتوا" (يو 8: 21). ذلك لا توجد توبة بعد الموت..
12- أما قولهم إنهم لا يدانون على أعمالهم السابقة، بل على أعمالهم بعد قيامتهم (في الألف سنة). فهذا ضد تعليم الكتاب إذ يقول "لابد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسى المسيح لينال كل واحد منا ما كان بالجسد حسب ما صنع خيرًا كان أم شرًا" (2كو 5: 10)
13- وجود الحيوانات في الفردوس، وكذلك الأسود والفهود والنمور، وتمتع هذه الوحوش بالأبدية مع البشر، أمر لا يقبله العقل، فلا أبدية للحيوانات والوحوش. وإن كان شهود يهوه يعتقدون أن الإنسان ليست له نفس خالدة. فهل تلك الحيوانات لها نفوس خالدة؟!
14- إن كون السيد المسيح في السماء، وكل هؤلاء البشر في فردوس أرضى، هو لون من التحدي السافر والساخر لسائر الناس الذين في فردوس أرضى لا يرون المسيح ولا يتمتعون به! فما هي قيمة الفردوس بدون المسيح؟! لا شيء. أهي مجرد الأشجار والثمار والبيوت والزواج؟!
وما معنى وعد السيد المسيح القائل "وإن مضيت وأعددت لكم مكانًا، آتى أيضًا وآخذكم إلىّ، حتى حيث أكون أنا تكونون أنتم أيضًا" (يو 14: 3). ألا ترون الموضوع يحتاج إلى تكملة؟!
شهود يهوه يَرفضون نقل الدم لمريض، ولو أدى الأمر إلىَ موته!!
يحرمون ذلك، ولو في عملية جراحية خطيرة.
في إحدى المرات كانت ابنة صغيرة في حاجة إلى نقل دم وإلا فإنها تموت. فقال والدها"فلتمت، ولتكن مشيئة الله، ولا نكسر الشريعة!
في الأول كان القضاء الأمريكي ضدهم، حرصًا على أرواح الناس. أما الآن فهناك أحكام كثيرة في صالحهم. حيث يقول القضاة إن الإنسان هو سيد جسده. ويمكنه إن كان سليم العقل أن يمنع بشكل صريح إجراء عملية جراحية له بقصد إنقاذ حياته. والطبيب عندهم لا يرغم المريض على نقل دم له في عملية جراحية، وإلا يقع تحت حكم القضاء. وهناك رأى أعلنته المحكمة العليا في كانساس بأمريكا: بأن القانون لا يسمح للطبيب أن يفرض رأيه بدلًا من رأى المريض بأى شكل من أشكال المكر والخداع. فلا يخدع المريض وينقل له دمًا وهو تحت المخدر. بل رأى الطبيب خاضع لرأى المريض.
والعجيب في رفضهم لنقل الدم أنهم يدعون إن هذه هي تعاليم الكتاب المقدس! بينما كل الآيات التي يعتمدون عليها، إنما تمنع أكل الدم (أي شربه)، وليس نقل الدم عن طريق الأوردة (بالحقن مثلًا).
· يعتمدون على قول الرب في (تك 9: 3) بعد رسو الفلك:
"كل دابة حية تكون لكم طعامًا. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحمًا بحياته دمه، لا تأكلوه".
ومعنى هذا أن الإنسان لا يأكل لحمًا نيئًا فيه دمه، وكذلك لا يشرب الدم كما كان يفعل الهيبز والبيتلز. فشرب أو أكل الدم يقود إلى الوحشية.
يأخذون بعد ذلك ما ورد في (لا 17: 10-14) حيث كُتب:
"كُل إنسان.. في وسطكم يأكل دمًا، أجعل وجهي ضد النفس الآكلة الدم وأقطعها من شعبها، لأن نفس الجسد هي في الدم. فأنا أعطيتكم إياه على المذبح للتكفير عن نفسكم.. وكل إنسان يصطاد صيدًا، وحشًا أو طائرًا يؤكل، يسفك دمه ويغطيه بالتراب.. لا تأكلوا دم جسد ما".
وطبعًا كل هذا عن دم الحيوان أو الطير الذي يُقدم ذبيحة لله، أو الذي يؤكل. يمنع الله أكل الدم. ولكن لم ترد وصية عن نقل الدم طبيًا.
كذلك يعتمدون على ما ورد في (لا 3: 17) "لا تأكلوا شيئًا من الشحم ولا من الدم". ولكنهم لا يحرمون أكل الشحم...
ويذكرون ما ورد في (تث 12: 23، 24) "احترز أن لا تأكل الدم.. لا تأكله. على الأرض تسفكه كالماء".
وأيضًا ما ورد في (1 صم 14: 32، 34)، حينما أكل الشعب من الغنيمة دمًا مع اللحم. فأخطأوا إلى الرب بأكلهم على الدم.
أضافوا ما ورد في العهد الجديد في (أع 15: 28، 29) عن الوصايا التي يلتزم بها الداخلون إلى الإيمان من الأمم "أن يمتنعوا عما ذُبح للأصنام، وعن الدم والمخنوق والزنا". وقالوا تعليقًا على ذلك أن أكل الدم تساوى مع ذبائح الأصنام والزنا..
وتطور شهود يهوه فقالوا "إن إعطاء الدم في الوريد لم يكن يمارس آنذاك. ولكن مع أن الكتاب لم يناقش مباشرة الأساليب التقنية الطبية العصرية المتعلقة بالدم، فقد توقعها وعالجها في الواقع من حيث المبدأ (!!) إلى أن قالوا إنه لا يوجد ما يميز أخذ الدم عن طريق الفم، وأخذه عن طريق الأوعية الدموية (!!).
وقالوا إن الشخص يمكن إطعامه بواسطة الفم أو الوريد، فيغذونه بالمحاليل مثلًا، ويدخلون إليه الجلوكوز عن طريق الوريد.
وهكذا يرون أن إدخال الدم إلى الجسم -عن طريق الفم أو الأوردة- هو كسر للشريعة الإلهية، حتى لو أدى عدم نقل الدم إلى الموت لهم أو لأولادهم. ولا مانع من أن يموتوا من أجل تنفيذ الوصية. وهنا يشبهون أنفسهم بالشهداء! ويدينون أي طبيب أو مدير مستشفى أو أي شخص آخر ينقل لهم الدم ويحمل مسئوليتهم أمام الله. ويقولون في ذلك: "يجب على الطبيب أن يعالج المريض وفق ما يمليه دين المريض، ولا يفرض اقتناعاته الخاصة على المريض".
ولا مانع عندهم أن يوقعوا على وثائق قانونية تريح الهيئة الطبية المعالجة من أي قلق، ويقبلون مسئوليتهم الشخصية في ما يتعلق بموقفهم من الدم.. ويحمل معظمهم بطاقة موقعة منهم تطلب "لا نقل دم". وهذه الوثيقة تعترف بأن الموقع عليها يدرك ويقبل مضمون رفض الدم. وهكذا إذا كان ليس في وعيه عند نقله إلى المستشفى (فى حادث مثلًا)، فإن هذه البطاقة الموقع عليها توضح موقفه الثابت. وقبول شهود يهوه طوعًا لهذه المسئولية يعفى الأطباء قانونيًا أو أدبيًا.
ويعتمد شهود يهوه على الحق البشرى في تقرير المصير.
والوثيقة التي يوقعونها بعدم نقل الدم يطلبون فيها عدم نقل دم أو مشتقاته في أثناء الاستشفاء مهما كانت هذه المعالجة تعتبر ضرورية في رأى الطبيب المعالج أو مساعديه لحفظ الحياة أو لتعزيز الشفاء.
ويقولون فيها "أعفى (أو نعفى) الطبيب المعالج أو مساعديه بالمستشفى ومستخدميه من أية نتائج عن رفضي (أو رفضنا) باستعمال الدم أو مشتقاته".. وهذه الوثيقة يجب تأريخها وتوقيعها من المريض والشهود الحاضرين، والقريب اللصيق كرفيق، كالزوج أو أحد الوالدين..
وكما قال رئيس محكمة أمريكي أنه بهذه الوثيقة تكون "إمكانية التهمة الجنائية بعيدة عن الطبيب".
ويقولون "إنه أمر غير أدبي أن الطبيب يخدع المريض، وينقل إليه دمًا بغير رغبته" "حتى لو كان الدافع هو منفعة المريض".
ويقولون: "إن نقل الدم ضد رغبات المريض، يمكن أن يجعل الطبيب مهددًا بتهم الاعتداء مع الإكراه البدني.. أو بسوء السلوك المهني" "وإن ذلك مستقبح جدًا أخلاقيًا: أن يخدع أحدًا ولو لمنفعته" "إن الطبيب له علاقة ائتمانية مؤسسة على ثقة المريض به، وهو مدين بالتزام مطلق ألا يضلل المريض أبدًا، ولا بالكلمات ولا بالصمت فيما يتعلق بطبيعة ونوع الإجراء الطبي الذي يأخذه على عاتقه.
ويقولون أيضًا: إن رفض المريض قبول نقل الدم، يجب أن لا يستخدم كعذر للتخلي من قبل أصحاب المهن الطبية.
فإن كان الطبيب يرى أن نقل الدم ضروري جدًا لإجراء العملية الجراحية، بينما يرفض المريض ذلك. فلا يجوز في هذه الحالة أن يتخلى الطبيب عنه، بل يبذل كل جهده في علاجه. ويستخدم كل الطرق البديلة.. وهم يقترحون بعض نقاط بديلة عن نقل الدم.. ومع أن البعض يتهمونهم بمحاولة الانتحار، حينما يكون نقل الدم لازمًا جدًا لعلاجهم بينما يرفضون هم ذلك.
إلا أنهم ينفون عن أنفسهم تهمة الانتحار، قائلين أنهم لا يريدون الموت بدليل قبولهم أية بدائل لنقل الدم.. بينما الأطباء لا يجدون بدائل أخرى تغنى عن نقل الدم. ويبقى ذلك مجالًا لدراسة طبية في ما هي تلك البدائل ومدى نفعها للعلاج..
هم يقولون أيضًا أن الإنسان هو سيد جسده، وله الحرية أن يقبل العلاج بنقل الدم أو لا يقبل.
ولكننا نرد على ذلك بأن الإنسان ليس كامل الحرية في التصرف بجسده، فلا يتلفه بالمخدرات أو التدخين أو الكحوليات، ولا يجوز له أيضًا أن يضر جسده بمخالفة القواعد الصحية أو عدم الوقاية من الأمراض بشتى الوسائل المتاحة. كما أن أجسادنا هي وزنة أو وديعة المفروض بنا أن نمجد بها الله كما قال الرسول "مجدوا الله في أجسادكم وفي أرواحكم التي هي لله" (1كو6: 20).
كذلك بالنسبة إلى الأبناء، أجسادهم أمانة في أيدي والديهم.
فمنع نقل الدم إلى ابن مريض -وقد يؤدى ذلك إلى وفاته- لا يستطيع الأب أن يقول: أنا سيد جسد ابني، وأنا حرّ أن أتصرف فيه! أو لي بالنسبة إليه "حرية تقرير المصير"!!
شهود يهوه أيضًا في كراستهم عن الدم، يذكرون المخاطر الصحية التي تنتج عن نقل دم ربما يكون ناقلًا للعدوى.
ويذكرون مثلًا عدوى مرض الالتهاب الكبدي عن طريق فيروس C، أو نقل مرض الإيدز بطريق نقل الدم.
والمفروض طبعًا أن يجرى تحليل دقيق للدم قبل نقله إلى جسد إنسان مريض، وإلا تكون هذه مسئولية الطبيب ومسئولية المستشفى. وهل يمكن بمنطق شهود يهوه أن يمتنع الناس عن معالجة أسنانهم، على اعتبار أن أمراضًا تنتقل بنقل الدم أثناء علاج الأسنان، إن كانت الأجهزة المستخدمة ملوثة لقدمها أو عدم تعقيمها تعقيمًا سليمًا..!
أما عن الآيات الكتابية التي اعتمد عليها شهود يهوه، فهي ليست عن نقل الدم واستبقاء الحياة. ولا يجوز أن نأخذ وصية الله بطريقة حرفية، بل ندخل إلى روح الوصية.
وعلى الرغم من أن الحرف لا يسند معتقدهم إطلاقًا، إلا أن الكتاب يقول "لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل، ولكن الروح يحيى" (2 كو 3: 6). والكتاب يقول "أريد رحمة لا ذبيحة" (مت 9: 13). وليس من الرحمة أن نعرض إنسان للموت وأن نشكك الناس في علاجهم الطبي ونبلبل أفكارهم من أجل عبارة "لا تأكلوا الدم" بينما هم لا يفعلون ذلك في علاجهم. ولكنه تفسير شهود يهوه الذي يخرج حتى عن الحرف والنص.
ملاحظة
· عقيدتهم في رفض نقل الدم وردت أولًا في مقال لهم نُشر في مجلتهم Awake في 22 مايو 1951.
· ثم ظهر لهم كتاب صغير باسم [شهود يهوه ومسألة الدم].
· ونشروا أيضًا كراسة ملونة بعنوان :
[كيف يمكن للدم أن ينقذ حياتكم]
وآراؤهم الموجودة في هذا المقال مأخوذة عن هذين المصدرين الأخيرين.
ونحن نعرض الموضوع على القراء ويسرنا تلقى تعليقاتهم.
+ قداسة البابا شنودة الثالث +