ازاي اتعامل مع الطاقة الجنسية اللي عندي
وهذا يعني أن يشعر الشاب بسعادة الانتماء إلى الرجولة، بكل ما للرجولة من معاني القوة والشهامة، والتضحية والنجدة، وبكل ما للرجل من طموح في أن يكون الزوج المحب والأب الحنون..
بالنسبة للفتاة يعني قبول الجنس الذي تنتمي إليه، أن تشعر بسعادة الانتماء إلى الأنوثة، بكل ما للأنوثة من معاني الرقة والجمال، والحنان والاهتمام بالآخرين، وبكل ما للشابة من طموح في أن تكون الزوجة التي تفخر بزوجها، وتسعد بيتها، وتبتهج بأطفالها.
إن هذا الأمر هامٌ جدًا. وبدون تكوين هذه الاتجاهات الطبيعية نحو الجنس الذي ننتمي إليه، لن يكون هناك إمكانية للتوجيه الإيجابي لطاقتنا الجنسية، لأننا -عندئذ- لن نشعر بقيمة هذه الطاقة بعد أن فقدنا رؤية التقدير الطبيعية للرجولة والأنوثة. وهذا كثيرًا ما يحدث نتيجة التشبع ببعض الأفكار الاجتماعية والدينية السلبية التي تنال من الرجولة والأنوثة، وتحاول أن تطفئ بريقهما.
إن هذا الأمر هامٌ جدًا. وبدون تكوين هذه الاتجاهات الطبيعية نحو الجنس الذي ننتمي إليه، لن يكون هناك إمكانية للتوجيه الإيجابي لطاقتنا الجنسية، لأننا -عندئذ- لن نشعر بقيمة هذه الطاقة بعد أن فقدنا رؤية التقدير الطبيعية للرجولة والأنوثة. وهذا كثيرًا ما يحدث نتيجة التشبع ببعض الأفكار الاجتماعية والدينية السلبية التي تنال من الرجولة والأنوثة، وتحاول أن تطفئ بريقهما.
ثانياً: قبول الجنس الآخر:
سوف نجد -بطبيعة الحال- أن قبولنا للجنس الآخر لا يمكن أن يتحقق إلا إذ كنا قد قبلنا أولًا الجنس الذي ننتمي إليه.. فالرجل لا يعرف معنى وجود المرأة بالنسبة له إن لم يعرف أولًا معنى رجولته، والمرأة لا تكتشف قيمة الرجل إلا من خلال اكتشافها المعنى الحقيقي لأنوثتها.
والواقع العملي يعملنا أنه بدون التواجد المشترك للجنسين معًا، والتعامل الواعي المتعقل بينهما، يصعب جدًا فهم الجنس الآخر، وتكوين رؤية واضحة وسليمة عنه.. لذلك نجد في المجتمعات التي لا يُسمَح فيها بالتعامل الطبيعي بين الجنسين، أن الفتاة تصبح بالنسبة للشاب لغزًا محيرًا، ويصبح الشاب بالنسبة للفتاة مخلوقًا غامضًا.. ومن هنا ينشأ الصراع الدائم بين الرغبة في اكتشاف الجنس الآخر، والخوف من المجتمع الذي يمنع ذلك.. وهكذا تتولَّد الضغوط الجنسية..
وحينما يتدخل الخيال (أحلام اليقظة) ليخفف من حدة الصراع، فإذ به يجعل رؤيتنا للجنس الآخر بعيدة عن الواقع، وحينما نعود إلى أرض الواقع نجد الصراع على أشده، ونجد الضغوط الجنسية تزداد حدة. ومن هنا يبحث بعض الشباب عن مخرج لتخفيف حدة تلك الضغوط بممارسة اللذة الانفرادية.
ومن المفيد –إذن- أن يتواجد الشباب من الجنسين معًا في حضن الكنيسة، وتحت إشراف واع من الآباء الكهنة والخدام، وبتوعية مستمرة للطرفين.. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال الندوات المشتركة، والأيام الروحية، والرحلات العائلية.
ومن المفيد –إذن- أن يتواجد الشباب من الجنسين معًا في حضن الكنيسة، وتحت إشراف واع من الآباء الكهنة والخدام، وبتوعية مستمرة للطرفين.. ويمكن أن يتحقق ذلك من خلال الندوات المشتركة، والأيام الروحية، والرحلات العائلية.
أخيرًا نقول أن من علامات القبول السليم للجنس الآخر، أن ينظر كل من الشاب والفتاة للآخر كشخص له قيمته وكيانه الإنساني المتميز لا كجسد للامتلاك والاستمتاع، وهذا يتكون من خلال التعامل السليم بين الجنسين، جنبًا إلى جنب مع النمو النفسي والروحي السليم.. فهذا يؤدي لنمو الشخصية وإلى أن يتعامل الشباب من الجنسين كأخوة وأخوات في الرب، مثلما أوصى بولس الرسول تلميذه تيموثاوس أن يتعامل مع "الحدثات (الشابات) كأخوة بكل طهارة" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس 2:5).
ثالثاً : جهاد العفة الإيجابي:
وهو ليس مجرد الامتناع عن استخدام طاقتنا الجنسية خارج الإطار الأصيل الذي رسمه الله منذ البدء يوم زرع الله فينا هذه الطاقة، لكنه أيضًا تقديم أنفسنا -بملء إرادتنا وبكامل حريتنا- إلى الرب يسوع الذي أحبنا أولًا .
العفة المسيحية ليست حرمانًا للمؤمن من استخدام الدافع الجنسي الذي باركه الله منذ البدء حينما أسس سر المحبة بين الرجل والمرأة وباركهما وطلب منهما أن يتحدا معًا بالمحبة ليكونا كيانا إنسانيًا واحدًا.. ولو كانت العفة المسيحية حرمانًا لكانت مطلوبة فقط من غير المتزوجين، ولكن لأنها ليست حرمانًا بل ارتقاء بالحب مع السماح بتدفقه في قنواته الطبيعية، فهي لذلك مطلوبة قبل الزواج وبعده على السواء.
رابعاً: الأنشطة الاجتماعية والإبداعية:
الطاقة الجنسية طاقة انفتاحية، أي تدفع الفرد للانفتاح على الآخرين والتفاعل معهم، و"الآخرين" هنا مقصود بهم كل أفراد المجتمع بلا انحصار..
ومن المجالات الاجتماعية المفيدة: الاجتماعات، واللقاءات والرحلات، والمعسكرات والحلقات الدراسية، والقراءات العلمية والثقافية والأدبية، والأنشطة الرياضية المتعددة، وخدمة الآخرين بكل أنواعها..
ومن المجالات الاجتماعية المفيدة: الاجتماعات، واللقاءات والرحلات، والمعسكرات والحلقات الدراسية، والقراءات العلمية والثقافية والأدبية، والأنشطة الرياضية المتعددة، وخدمة الآخرين بكل أنواعها..
أيضًا الطاقة الجنسية طاقة إبداعية، أي أنها تدفع الإنسان إلى صقل المواهب والإنتاج الفني والأدبي أو العمل اليدوي.. إلخ. ولذلك فعلى كل شاب وشابة اكتشاف المواهب الكامنة، وصقلها بالدراسة والممارسة واكتساب الخبرات. وهذا بدوره يجعل الفرد يشعر بالرضا عن الذات، والثقة في النفس، ونمو الشخصية، مما لا يجعله يلجأ إلى تفاهات يحقق من خلالها ذاته.
خامساً: تكريس القلب للمسيح:
الطاقة الجنسية أيضًا طاقة حب جبارة تدفع الفرد للانتعاش الروحي، إن هو/هي وجّه عواطفه ورغباته ومشاعره للمسيح حبًا به.. ولذلك فإن تكريس القلب للمسيح يحوَّل مسار الطاقة الجنسية بعيدًا عن الأنانية، في مجال حب الله مرورًا بالآخرين، في حركة بذل وعطاء دائمين.. ومع النمو الروحي بالطبع يتحقق النمو النفسي والاجتماعي وتكامل الشخصية، بشرط أن يتحرك الشباب في المجالات المتعددة في آنٍ واحد: المجال الاجتماعي والمجال الإبداعي، والمجال الروحي.
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق