اخر الأخبار

فترة الطمث والمنع من التناول

في فترة الطمث بالبيت يجوز لها أن تعبد الله كما تشاء، أما أن تتناول في الكنيسة أو خارجها، فهذا غير جائز إطلاقًا..

لا يجوز لإنسان أن يتناول، إن كان يفيض دم من جسده، سواء ذلك في الرجل أو المرأة، وكذلك أي فيض من الناحية الجنسية، وهذا واضح من الكتاب

وكثيرة هي النصوص الكتابية وكثيرة هي قوانين الكنيسة، التي تثبت هذا الأمر الذي أصبح بديهيًا في عقول الناس

ولعل البعض يسأل: ولكن الرجال لا يُعامَلون هكذا، فإنهم إن احتلموا، أو نزل فيض من جسدهم، يدخلون الكنيسة، ولا يمنعهم أحد، ولا تمنعهم قوانين الكنيسة. فلماذا المرأة إذن؟!

والجواب هو أنه أقصى ما يُسمَح به للرجل أن يدخل الكنيسة بعد أن يتطهر جسديًا، ولكن لا يُسمَح له بالتناول مثله مثل المرأة .

على أن هناك فارقًا أساسيًا بين الرجل والمرأة في فيض الجسد، وهو أن الأمر طارئ وقتي بالنسبة للرجل، ولكنه مستمر لأيام بالنسبة إلى المرأة.

يبقى السؤال: ما ذنب المرأة؛ وهذا شيء طبيعي؟!

لا ذنب. ولكن الله بريد أن يذكرنا دائمًا بالخطية الأولى.

فإن تذكرنا الخطية الأولى، نحس قيمة الفداء المدفوع عنّا.

الخطية أجرتها الموت. ومع أن المسيح مات عنا، إلا أنه ترك علامة للذكرى، سواء للرجل "بعرق جبينه يأكل خبزًا" أو للمرأة "بالوجع تحبلين وتلدين" (سفر التكوين 3).

في حالة الحبل، تنقطع عادة المرأة، وتتذكر الخطية الأولى عن طريق أوجاع الحمل، ثم الولادة ثم النِفاس.. وفي غير فترة الحمل تتذكر خطيئتها بالطمث وما يتبعه عن امتناع جميع المقدسات، وليس فقط التناول والكنيسة.

أما الرجل فيتذكر الخطية الأولى بالتعب من أجل رزقه كل أيام حياته. والذكرى هي الهدف، والوسيلة تختلف. ليت هذا الأمر يقودنا إلى المنفعة الروحية، لا إلى التذمر.


الطهارة الجسدية اللازمة للتناول

تكلمنا قبلا عن الشروط الروحية للتناول مثل الإيمان الصحيح والتوبة النقية والتصالح مع الآخرين وعدم التجاسر على التناول بدون استعداد، كذلك عن الشعور بالانسحاق وعدم الاستحقاق ساعة التقدم للتناول. ولكن التقدم بشعور المريض الذي يلتمس الدواء الذي به يبرا من جميع أمراضه، ويتحصن ضد كل جراثيم الشر والخطية. وهذا هو الاستعداد الروحي للتناول وتوجد أيضا بعض الاستعداد الجسدية اللازمة للتناول مثل:

1- ضبط جميع حواس الجسد حتى لا تدخل إلى القلب خطايا غريبة.

2- نظافة الجسد والملابس وحسن الهندم عند الذهاب إلى الكنيسة لأننا سنتقابل مع ملك الملوك ورب الأرباب.

3- أن يكون الإنسان صائما وينبغي أن يخفف من الأكل والشرب ليلة التناول.

4- المتزوج لا يدنو من زوجته ليلة التناول وكذلك نهار التناول.

5- إن عرض للإنسان جناية (احتلام) مصحوبا بحلم أو بغير حلم فلا يدنو من التناول لأن الاحتلام، وفي ذلك يقول القديس ساويرس بن المقفع "الجناية فطر، والذي يفطر لا يمنع من الصلاة ولا من دخول الكنيسة ولا عن حضور القداس (بعد إتمام النظافة الجسدية طبعا) بل عن التناول من الأسرار فقط".

6- فترة الانقطاع عن الطعام بالنسبة للكبار 9 ساعات على عدد الساعات التي تألم فيها السيد المسيح عند صلبه، من الساعة الثالثة (9 صباحًا) ساعة الحكم عليه إلى الساعة الثانية عشر (6 مساء) ساعة دفنه بعد موته على الصليب.

أما بالنسبة للأطفال فتكون مدة الانقطاع 6 ساعات، وبالنسبة للرضع 3 ساعات، أي من وقت بدء القداس إلى نهايته. وهى أيضًا المدة الصحية بين كل رضعة وأخرى، ويمكن للكاهن تخفيض هذه المدة حسب صحة الطفل، ويمكن أن يحسب ساعة لكل سنة من سن الطفل.

7- عدم المضمضة بالماء قبل التناول لئلا يبتلع شيئًا. ويقول القديس ساويرس بن المقفع "كثيرون يمضمضون فمهم بالماء، ثم يتناولون وهذا خطأ، فان سر قول الله لعبده موسى عن خروف الفصح الذي كان مِثالًا لجسد المسيح: كلوه بمرارة، يعنى مرارة الفم".

8- في فترات الدورة الشهرية عند النساء تمتنع عن التناول.

9- في حالة الولادة تمتنع السيدة عن التناول مدة النفاس وهى أربعون يومًا إذا ولدت ذكرًا وثمانون يومًا إذا ولدت أنثى، وتتناول عند عماد طفلها بعد أن يصلى لها الكاهن تحليل المرأة.

10- من غير المستحب أن يمشى الإنسان حافي القدمين بعد التناول مباشرة أو أن يحلق الرجل ذقنه بعد التناول مباشرة وذلك خوفًا من أن يحدث له جرح وينزل منه دم، وهو قد تناول من دم المسيح حديثا. أما إذا حدث جرح غير إرادي بعد التناول مباشرة، فيمسح الدم النازل بقطعة من القطن أو القماش ويحرق بالنار.

11- من تأخر عن الحضور إلى الكنيسة، وجاء بعد تلاوة إنجيل القداس، وفوت على نفسه سماع إنجيل القداس، فلا يحق له التناول من الأسرار المقدسة. لأن قراءة الكتب المقدسة وصلاة القداس جُعِلَت قبل التناول، لكي تقدس نفس وجسد الإنسان، وتمنحه استعدادًا ذهنيًا وروحيًا للتناول وبعد ذلك يتقدم للتناول.

12- يجب على الإنسان أن يقف بعد التناول، ويصلى صلاة شكر لله على النعمة العظيمة التي نالها.

13- حبذا لو قضى بقية يومه في راحة جسدية وبلا احتكاكات مع الآخرين وفي صمت وهدوء وقراءات روحية، فيكون يوم التناول يوما مثاليا بالنسبة له يتحسس فيه وجود الله في داخله.


والان مع صفحات من كُتيب ابونا يعقوب ناديان - كنيسة الانبا بيشوي - تورنتو 

 


 


 


ليست هناك تعليقات