شهود يهوه وهرطقاتهم - الجزء الاول
شهود يهوه، الذين عُرفوا قبلًا باسم جماعة برج المراقبة (Watch Tower)،
والذين منعتهم كثير من الحكومات ولم تعترف بهم، فصاروا يعملون في الخفاء، وبالعمل الفردي..
نحدثك في هذا الكتاب عن العديد من هرطقاتهم، التي من أجلها لا نعترف بهم كمسيحيين، وهم لا يدعون أنفسهم مسيحيين، بل ينتسبون إلى أحد أسماء الله في العهد القديم، كما أنهم لا يعترفون بقانون الإيمان المسيحي الذي تؤمن به كل الكنائس المسيحية في العالم.
تقرأ في هذا الكتاب عن ملخص لما يؤمنون به. ثم عرض ذلك بالتفاصيل في 17 مقالًا.
وقد قمنا بتدريس كل ذلك في الكلية الإكليريكية، مع الرد على كل هرطقة من هرطقاتهم.
ونحن ننصح بعدم قبولهم في بيوتكم طبقًا لقول القديس يوحنا الحبيب في (2يو10، 11).
ولا ينخدع أحد بأنهم يفتحون الكتاب المقدس ليعلموا منه، ذلك لأن لهم ترجمة خاصة للكتاب المقدس مُحرّفة في مواضع عديدة جدًا لتتفق مع تعليمهم الخاطئ.
ونترك القارئ العزيز بين صفحات هذا الكتاب ليتعرف على البدع التي ينشرونها، والرد عليها.
نسأل الله أن يحفظ كنيسته من تعليم هؤلاء، حرصًا على الإيمان السليم المُسلَّم إلينا من القديسين.
شهُود يَهْوَه مجمّع للبدَع والهَرطقات
شهود يهوه ليسوا بدعة واحدة تأسست منذ قرن وربع، بل هي مجموعة من البدع وتحريف للكتاب، وهى ضد الدين عمومًا.
ليسوا مسيحيين:
هي بدعة أسسها تشارلز رسل (1852-1916). تسمى أتباعها أولًا بالرسليين، وفجر الحكم الألفي، ثم بدارسي التوراة، وجمعية التوراة والكراريس، وجمعية برج المراقبة. وتسموا بشهود يهوه سنة 1931 في عهد رزرفورد، اقتباسًا من (أش 43: 10).
هم ليسوا مسيحيين على الرغم من إيمانهم بالأناجيل الأربعة.
وبكل كتب العهدين القديم والجديد:
· لم ينتسبوا للمسيح، بل ليهوه أحد أسماء الله في العهد القديم.
· لا يؤمنون بقانون الإيمان المسيحي، ولا بالعقائد المسيحية الأساسية.
· يعتقدون أن المسيح هو أول خلق الله.
· ويعتقدون أن الكنائس كلها من عمل الشيطان، يستخدمها الشيطان لخداع الناس. وأن هناك كنيسة واحدة بناها يهوه.
· لهم بدع كثيرة تشمل الأريوسية، والنسطورية، والتهوُّد، وبدعة الصدوقيين في عدم قيامة الأرواح.
· ينكرون جميع الأديان، ويرون أنها كلها من عمل الشيطان، وأن الذي أسسها هو نمرود (تك 10).
· لهم ترجمة خاصة للكتاب المقدس حرّفوها لتؤيد بِدَعْهم واسمها The New World Translation of The Scripture.
اشتراكهم مَع الأدفنتست:
وُلد رسل من عائلة بروتستانتية، ثم تتلمذ على السبتيين الأدفنتست، ثم كوّن مذهبه الخاص (شهود يهوه).
ويشترك شهود يهوه مع الأدفنتست في البدع الآتية:
1- المسيح هو الملاك ميخائيل رئيس جند الرب.
2- الروح القدس هو نائب رئيس جند الرب.
3- بالإيمان بالملكوت الأرضي، وبحياة مادية سعيدة في فردوس أرضى.
4- عدم خلود النفس: وأن نفس الإنسان تموت كنفس الحيوان.
5- العقوبة الأبدية هي الفناء.
6- يؤمنون مثلهم بتقديس السبت.
7- لهم بدع مثلهم في المجيء الثاني، ولكن تختلف في النوعية.
8- يؤمنون بالملك الألفي للمسيح (مع اختلاف في التفاصيل).
9- لهم نبوءات كاذبة كثيرة.
10-لا يؤمنون بأسرار الكنيسة ولا بطقوسها، ولا بالكهنوت ولا الشفاعة، ولا التقليد...
كتبهم:
أهم كتبهم التي تشمل كل عقائدهم هي: كتاب "ليكن الله صادقًا"، وكتاب "الحق يحرركم"، وكتاب "قيثارة الله"، وكتاب نظام الدهور الإلهي، وهذه هي الحياة الأبدية، وكتاب (الدم).
ولهم كتب أخرى مثل المصالحة، والخلاص، والحكومة، والاستعداد، والوقاية، والخليقة، والغنى، والسلام، وكشف القناع، وملكوت الله يسود، وهذه هي الحياة الأبدية، ولتكن مشيئتك على الأرض، والحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية، والحياة الأبدية في حرية أبناء الله، وأمور لا يمكن لله أن يكذب فيها، وهل الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله؟ ويمكنك أن تعيش سعيدًا في فردوس أرضي، والمعلم العظيم، وكتب أخرى كثيرة.
ولهم مجلة تحمل اسمهم وهى مجلة برج المراقبة Watch Tower ولهم نبذات كثيرة.
اعتقاداتهم في المسيح:
1- يعتقدون أنه إله قدير، ولكن ليس الله القدير.
2- يعتقدون أنه أول خلق الله، وأرقى كل المخلوقات السمائية.
3- ومع ذلك خلق كل المخلوقات كمهندس أو مساعد لله.
4- يرون أن كلمة الله (اللوغوس) بمعنى أنه كليم الله.
5- وأنه الملاك ميخائيل، ورئيس جند الرب، ومارشال يهوه العظيم.
6- يعتقدون أن وجوده مرّ بالمراحل الآتية:
أ- مرحلة قبل التجسد كإله، أصله كائن روحي (ملاك) وله اسم الملاك ميخائيل.
ب- مرحلة وجوده الأرضي، كإنسان كامل، مساوِ لآدم تمامًا.
ج- مرحلة القيامة وما بعدها والصعود، في أجساد كوَّنها لنفسه.
د- مرحلة بعد الصعود - أصبح روحًا وغير منظور.
7- يعتقدون أن غرض نزوله من السماء هو أن يشهد لملكوت يهوه.
8- يعتقدون أن المجوس الذين سجدوا للمسيح، هم سحرة، قد أرسلهم الشيطان. وكان النجم الذي قادهم علامة من الشيطان.
9- لا يؤمنون بالطبيعتين -في وقت واحد- للمسيح: إما إله فقط وقت خلقه، أو إنسان فقط لكي يتمم عملية الفداء.
10- يعتقدون أنه لم تكن له نفس خالدة، وإنما مُنح الخلود بسبب طاعته الكاملة ليهوه.
11- أنه دعي ابن الله الوحيد، لأنه الوحيد الذي خلقه يهوه مباشرة بدون مساعدة.
12- يعتقدون أن المسيح الإنسان صار ابنًا لله في المعمودية، ففي المعمودية بدأت ولادته الثانية، وصار ابنًا روحيًا لله.
13- يرون أن المسيح مات على خشبة وليس على الصليب. وأن علامة الصليب هي علامة وثنية.
14- يعتقدون أن جسد المسيح المصلوب لم يقم، وإنما أخرجه الملاك من القبر وأخفاه بقوة الله الخارجة. والمسيح ترك بشريته إلى الأبد.
15- يقولون أن المسيح لم يقم بجسده، إنما قام بالروح فقط. وأنه مات كإنسان ويجب أن يبقى ميتًا إلى الأبد كإنسان.
16- وأن التلاميذ لم يروه بعد القيامة في الجسد الذي صُلب، إنما في أجساد كونها لنفسه، ثم حلّها بعد ذلك.
17- وأنه لم يصعد إلى السماء بجسده، لأنه لو صعد بجسده وهو جسد مشوّه لصار أحطّ من الملائكة.
18- نادوا بمجيء المسيح ثانية سنة 1914، ودخوله الهيكل سنة 1918 وتأسيسه حكومة بارة. وظهر أنها نبوءات كاذبة.
19- لكي يخفوا خجلهم، قالوا إن المسيح لن يأتي إلى العالم بطريقة منظورة، بل يأتي ثانية بطريقة غير منظورة لا يراه فيها أحد. وهكذا دخل إلى الهيكل في أورشليم السمائية غير مرئي.
20- قالوا إن المسيح -كرئيس جند الرب- سينتصر على الشيطان في معركة هرمجدون، ويؤسس مملكة الله.
21- وهكذا يقضى على كل حكومات العالم وأنظمته الفاسدة.
باقي عقائدهم وبدعهم
1- يقولون إن كل يوم من أيام الخليقة كان ألف سنة.
2- يقولون بزواج الملائكة، وأن الشيطان يثير غرائزهم، وإنهم اتخذوا أجسادًا وزنوا مع النساء، وأنجبوا نسلًا هو الجبابرة.
3- لا يؤمنون بخلود الملائكة.
4- ويقولون أن الخلود هو ليهوه فقط. أما خلود البشر، فهو كذبة اخترعها الشيطان.
5- يرون أن أبانا آدم قد فنى، وليس له فدية، ولن ترى عيناه النور.
6- يقولون أيضًا بفناء الشيطان.
7- لا يؤمنون بالخطية الأصلية ولا بأن الحكم على آدم قد شمل أولاده.
8- يقولون إن الجحيم هي القبر. وأن البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، إنما هي الموت الثاني والفناء، وليست مكان تعذيب.
9- يرون أن يوم الدينونة هو ألف سنة. وأن الأشرار بعدم معرفة الله سيأخذون فرصة أخرى، ويخلقون من جديد.
10- يؤمنون بعدة قيامات.
11- يعلّمون بأن الذين يدخلون السماء هم 144 ألفًا فقط، أما باقي الأبرار فيعيشون في فردوس أرضى. ويبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويشربون منها.
12- يرون أن الدين ذل، وأنه فخ ولصوصية، وأنه لا يحرر بل يقيد. وأن كل الأديان تعرقل عبادة يهوه. وأن الله برئ من الأديان، وقد حاربها المسيح.
13- لا يؤمنون بأقنومية الروح القدس، بل هو مجرد قوة.
14- وبإنكارهم أيضًا مساواة الابن للآب، ينكرون الثالوث القدوس، ويرون أن الذي أدخل هذه العقيدة هو قسطنطين الملك.
15- يعتقدون أن البتولية مصدرها في الكنيسة هو إبليس.
16- ينكرون دوام بتولية القديسة العذراء مريم.
17- يرون أن الإكليروس هو هيئة الشيطان، وأن الكهنوت تأسيس بشرى يجب أن يزول، وينكرون وجود رئيس أعلى له.
18- ينكرون العبادة الجمهورية، ويقولون إن المسيح علّم بالصلاة والصوم في الخفاء (مت6).
19- يؤمنون بتقديس السبت والهيكل. وبأن أورشليم ستكون عاصمة الكون. وهكذا يعودون إلى عقائد يهودية.
20- لا يؤمنون ببناء بيوت لله. ولذلك ليست لهم كنائس. والمعمودية يمكن أن تكون عندهم في البانيو.
21- ويرون أنهم هم وحدهم سفراء يهوه على الأرض، وأنهم هيئة الله الخاصة.
22- لا يوافقون إطلاقًا على نقل الدم، مهما احتاج المريض إلى جراحة خطيرة لإنقاذ حياته.
ضد الحكومات
1- ينادون بأن الحكومات من عمل الشيطان، وأنها تشكل نظام العالم الفاسد. وأن كل أنظمة العالم تُدار بيد الشيطان الذي يهزأ بالله. ولذلك لا يدينون بطاعة للحكام.
2- لا يوافقون على الانخراط في الجيش والتجنيد.
3- لذلك ينادون بمقاطعة الحكومات والانتخابات والتجنيد والقومية والزعماء.
4- يعتبرون تحية علم الدولة أو الانحناء أمامه، عبادة أصنام، وضد الوصية الثانية. لأن كثيرًا من أعلام الدولة فيها صور ورسوم.
5- يقولون إن شهود يهوه اليوم يعلنون أحكام الله العادلة، والقاضية بتدمير جميع حكومات هذا العالم الشرير، وتأسيس ملكوت يهوه.
6- لهذا فإن كثيرًا من الدول طردت شهود يهوه باعتبارهم ضد نظام الحكم. وقد ألغت الحكومة المصرية جمعيتهم (برج المراقبة) في النصف الثاني من الخمسينيات.
شهود يهوه يؤمنون أن الملائكة قد اتخذوا أجسَادًا وتزوجوّا ببنات الناس وأنجبُوا الجَبابرة
أخطأ شهود يهوه في فهم ما ورد في الإصحاح السادس من سفر التكوين: "أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا".. "كان في الأرض طغاة في تلك الأيام. وبعد ذلك أيضًا، إذ دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم" (تك 6: 42).
فاعتقدوا أن أبناء الله هم الملائكة وقد تزوجوا بنات الناس.
وبنو على هذا الأساس أفكارًا كثيرة كما سنرى في كتبهم:
معتقدهم:
قالوا في كتاب [الحقَ الذي يقود إلى الحياةَ الأبديةَ(1)]:
"قبل الطوفان أيام نوح، تجسد بعض "أبناء الله" هؤلاء كرجال، أي أنهم تركوا مكانهم في السماء كخلائق روحانية، ولبسوا أجسادًا لحمية. ولماذا؟ ليتمتعوا بالشهوات البشرية بواسطة الزواج ببنات الناس الحسنات المنظر".
"كذلك فإن نزول الملائكة، وسعيهم وراء الجسد البشرى من أجل الاتصال الجنسي، كان بخلاف طبيعتهم السماوية. ومسلكهم جلب نتائج رديئة بما في ذلك ذرية غير طبيعية "جبابرة" دعوا طغاة. وأولئك الأبناء الروحانيون لله، بتمردهم جعلوا أنفسهم أبالسة".
"وعندما أهلك الطوفان أيام نوح كل البشر الأشرار، حل الملائكة غير الأمناء أجسادهم اللحمية، وعادوا إلى الحيز الروحي".
"ومنذ الطوفان، لم يسمح الله لأولئك الملائكة الأبليسيين باتخاذ أجساد لحمية، كما فعلوا قبل الطوفان".
وقالوا في كتابهم [الحق يحرركم](2):
"إن أبناء الله الذين تزوجوا من بنات الناس كانوا ملائكة أمناء ليهوه الله حتى ذلك الحين".
"أن هؤلاء الملائكة، وهم بعد في هيئة يهوه، كأعضاء في عائلة أبنائه، اتخذوا أجسادًا بشرية بقصد منفعة الذرية البشرية الضالة دون شك. إلا أن ذلك لم يكن بسلطان من الله أبيهم. فهذه لم تكن طريقته لإيجاد "النسل" الذي يكون مرسلًا من السماء لسحق رأس الحية... أوجدت "جبابرة ذوىِ اسم" خليطًا من الملائكة والبشر الذين عملوا اسمًا لأنفسهم".
"وبعد ذلك أيضًا، لما دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا: هم أنفسهم كانوا الجبابرة..."
فمن كان أولئك النفاليم الجبابرة؟ إنهم لم يكونوا بشرًا نموا نموًا غريبًا لضعف في الغدد. كلا. كانوا فوق البشر. كانوا شياطين من عالم الأرواح، اتخذوا أجسادًا بشرية بقامات كبيرة ليبرهنوا على أصلهم المتفوق".
"إن الشياطين الذين اتخذوا أجسادًا بشرية في أيام نوح، روّعوا الذين لم يكن لهم إيمان كما كان لنوح. لقد نشروا القساوة والجور، حتى أن اسمهم عينه "النفاليم" يعنى (الطغاة).
وفى كتابهم [المصالحة](3) قالوا:
"الكتاب المقدس يقول إن الملائكة غير خالدين. وكثيرون من الملائكة في أيام نوح سقطوا من حالة الطهارة وصاروا أشرارًا" (تك 6: 2-4) (1بط3: 19، 20) "فالقول الحق عن هؤلاء الملائكة الأشرار سيهلكون، هو برهان قاطع على أنهم غير خالدين. وإبليس وهو الرئيس بينهم سوف يبيده الله".
"إن الخلود منحصر في يهوه وحده. فهو أبدى ومنذ الأزل. ويهوه قادر على منح صفة الخلود لمن يشاء".
وفى كتابهم [أمور لا يمكن أن الله يكذب فيها]:
(على الرغم من بشاعة عنوان هذا الكتاب) فقالوا(4): "هكذا ذكر أن الشيطان كانت له ملائكته.. وقد استمال بعضهم على الأقل وحملهم على الانحياز إلى جانب الشيطان في أيام نوح "دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم"
"ولكي يتزوج بنو الله السمائيون أولئك ببنات الناس، تجسدوا متخذين أجسادًا لحمية كأجساد الناس على الأرض".
"وبقوا في الجسد مع زوجاتهم الحسنات، وجعلوهن مثمرات. ودُعي أولادهم نفاليم "قساة" وكانوا هم الجبابرة الذين جعلوا لأنفسهم اسمًا"
"وعندما أتى الطوفان، لم يتمكن بنو الله العصاة من دخول فلك نوح، وذلك لكي ينجوا من مياه الطوفان، خلوا أجسادهم البشرية وعادوا إلى الحيز الروحي"
"لا يستطيع بنو الله الروحانيون العصاة أن يتجسدوا في ما بعد، وأن يعيشوا في السماء كأرواح. لكنهم لا يزالوا يقتربون من الجنس البشرى على قدر ما يستطيعون، وبصورة خاصة من النساء اللواتي يستخدمونهن كوسيطات روحيات وعرّافات".
وفى كتابهم [الخليقة](5):
يقدمون زواج الملائكة، بشيء من البذاءة كإغراء من إبليس قائلًا لهم: "تأملوا ما أجمل وأكمل هؤلاء النساء اللواتي لا يوجد من مثل جمالهن في المملكة الروحية. مما يوفر لكم المسرة واللذة ويقضى لكم الشهوات. فأنتم تستطيعون أخذهن لكم زوجات. وهكذا تتمتعون بملذات الجنس، وتوجدون نسلًا أعظم كثيرًا من أولاد الناس".
وقالوا في نفس الكتاب أيضًا: وكان الملائكة الذين اتخذوا أجسامًا بشرية، يرتكبون كل جريمة منكرة تخطر على بال.
الرد على بدعتهم:
1. الملائكة لا يوجد بينهم جنس Gender أي ليس فيهم ذكر وأنثى.
2. وهكذا لا يعرفون أيضًا الجنس Sex من حيث الشهوات الجسدية.
إنهم أرواح كما قيل في المزمور "الذي خلق ملائكته أرواحًا" (مز104: 4). وقيل في (عب1: 14) "أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة"، هذه الأرواح ليست لها الشهوة الجنسية ولا الأعضاء الجنسية، ولا الغريزة الجنسية، ولا المادة التي تنجب (الحيوانات المنوية).
وقال عنهم الرب إنهم لا يتزوجون ولا يزوجون (مت 22: 30).
3- أما عن عبارة "تجسدوا" أو "اتخذوا أجسادًا لحمية" فمن أين لهم هذا؟ هل لهم القدرة الإلهية على خلق أجسادًا لهم؟!
قال شهود يهوه: إن السيد المسيح اتخذ له أجسادًا يظهر بها بعد القيامة!! وذلك لأنهم يعتقدون أنه إله قدير.. ولكنهم لا يعتقدون أن الملائكة آلهة تقدر على الخلق. فكيف استطاعوا أن يتخذوا لأنفسهم أجسادًا لحمية، "تجعل بنات الناس مثمرات"؟! إن الملاك يستطيع أن يظهر في صورة إنسان. لكنه لا يقدر أن يخلق لنفسه جسد إنسان.
4. كذلك من المعروف عند علماء الطبيعة أنه لا يمكن التوالد بين طبيعتين مختلفتين كبهيمة وطائر مثلًا. فكيف أمكن الزواج والتوالد بين ملاك ساقط (شيطان) وإنسانه؟ وهل النسل المولود منهما يكون "شيطوإنسان" في أية طبيعة يكون؟ الملاك يستطيع أن ينتقل من السماء إلى الأرض في لمح البصر. فهل يستطيع ذلك (النسل) المولود منه لو كان ممكنًا أن يولد منه نسل؟!
5- وإن كانوا قد أنجبوا بشرًا فقط، فإن هذا لا تنطبق عليه قوانين الوراثة. وبخاصة لأن طبيعة الملائكة أقوى Dominant.
6- وإن كانوا قد اشتهوا الجنس وهم ملائكة أطهار، فلماذا لم يكرروا التجربة بعد سقوطهم وهذا أسهل؟! وإن كان الله لم يسمح لهم بذلك مرة أخرى، فلماذا سمح لهم في المرة الأولى.
7- وكيف نوفق بين أكثر من رواية متعارضة في سبب السقوط: بين "رأى أبناء الله بنات الناس أنهن حسنات". وبين أن ذلك تم نتيجة إغراء الشيطان لهم. وبين أنهم تزاوجوا مع الناس لمنفعة البشرية، لإنتاج طبيعة بشرية أفضل!! أي هذه الدوافع الثلاثة كان سببًا في زواجهم بالنساء؟! لو صح أن يسمى ذلك زواجًا!
8- وإن كان إبليس قد أغراهم بجمال النساء فلماذا لم يجرب إبليس نفس السقطة، وهو أكثر من باقي الملائكة شرًا؟!
9- من أين أتتهم الشهوة الجنسية وهى ليست كائنة في طبيعتهم؟! والمعروف عن الملائكة العفة والطهارة. وواضح هذا من ضربهم أهل سادوم بالعمى لما فكر أولئك في خطية الزنا معهم (تك 19: 4-11).
10- وما معنى اشتهائهم جمال النساء؟ هل النساء أجمل من الملائكة، بحيث يقع الملائكة في حبهن، ويسقطون بسببهن؟!
11- كذلك ما معنى عبارة (حلًوًا أجسادهم)؟ هل تعنى أنه كما كانت لهم القدرة على الخلق، كانت لهم أيضًا القدرة على الإفناء؟! فهم يقدرون أن يخلقوا لهم أجسادًا -حسب اعتقاد شهود يهوه- وأن يبددوا تلك الأجساد!!
12- من سمع الشيطان يغرى الملائكة ويقول لهم "ما أجمل وأكمل هؤلاء النساء اللواتي لا يوجد مثل جمالهن في المملكة الروحية!.. إنكم تستطيعون أخذهن زوجات لكم. وهكذا تتمتعون بملذات الجنس، وتوجدوا نسلًا أعظم كثيرًا من أولاد الناس"؟!
قطعًا لم يسمع أحد هذا الكلام، ولم يصدر عن الشيطان. ولا يوجد ذكر لهذا الكلام في الكتاب المقدس أو في التاريخ. فمن أين أتى به شهود يهوه على لسان الشيطان؟! إلا أن يكونوا هم قد أوحوا إليه أن يقول ما نسبوه إليه، وهو برئ منه!! وله الحق أن يشكوهم إلى الله بأنهم ادعوا عليه ما لم يقله، وما لم يحدث.
13- كذلك لا توجد للملائكة أجساد وغريزة جنسية يمكن إثارتها بكلام الشيطان. وهم بسطاء أطهار لا يعرفون ما يقوله لهم عن "المتعة بملاذ الجنس"!
14- وهل بعد الطوفان استمرت الشهوة الجنسية في الملائكة، حتى بعد أن حلّوا أجسادهم. وسبب عدم تكرار السقطة أن الله منعهم من التجسد مرة أخرى كما يقول شهود يهوه!! وهل حوّلهم المنع الإلهي إلى الكتب!
15- والبدعة في أصلها اعتمدت على تفسير عبارة أبناء الله في (تك 6: 2) بأنهم ملائكة. بينما هم أولاد شيث بن آدم.
ويقول الكتاب أن شيث أنجب أنوش "حينئذ أبتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك 4: 26)
وآدم نفسه دُعي في سلسلة الأنساب بأنه ابن الله (لو3: 38) وما أكثر الآيات عن تسمية البشر بأبناء الله..
أما بنات الناس فهن بنات نسل قايين الذي لُعن من الله.
16- أما الطوفان فكان عقوبة للبشر الذين أخطأوا، وليس عقوبة لملائكة سقطوا في الزنا مع بنات الناس وهكذا في مقدمة الطوفان قال الكتاب: ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض.. " (تك 6: 5) وأيضًا (تك 6: 3). فهل يخطئ الملائكة، ويعاقب الله البشر قائلًا إن شرّهم قد كثر!! ويُقال حزن الرب أنه عمل الإنسان (تك 6: 6).
ينكرون عَقيدة الثالوث القدوس
معتقدهم:
ماداموا يعتقدون أن الابن مخلوق، وأن الروح القدس ليس أقنومًا، وإنما هو مجرد قوة (كما أشرنا إلى ذلك في مقال سابق)، إذن هم ينكرون عقيدة الثالوث القدوس. ويقولون في كتابهم [الغنى](1):
عقيدة الثالوث أخذت عن الديانات القديمة التي هي ديانات إبليسية.
ويهاجمون عقيدة الثالوث أيضًا في كتابهم (ليكن الله صادقًا)(2) حيث يقولون "وما برح الإكليريكيون (أي رجال الإكليروس) على اختلاف المذاهب والمشارب يتمسكون ويتشبثون بهذه العقيدة المتشابكة التي ابتدعها إبليس زارع الزوان المعروف. وفي نفس الكتاب يقولون(3) "إنهم تسلموا هذه العقيدة من الوثنيين "ويقولون "ما خطرت عقيدة التثليث على بال يسوع على الإطلاق. ولم تخطر على بال أحد من مسيحيي القرون الأولى".
وشهود يهوه لهم كراسة بعنوان "هل يجب أن تؤمنوا بالثالوث؟"
Should you believe in the Trinity?
ويقولون في هذه الكراسة أن الإمبراطور قسطنطين تدخل في إنشاء هذه العقيدة، كما يهاجمون قانون الإيمان الذي أصدره مجمع نيقية المقدس.
الرَد عليهم:
1. الرد الأول الذي لا يقبلونه هو الذي ورد في [1يو5: 7] "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد". فيقولون في كتابهم (ليكن الله صادقًا)(4) "إن هذه الآية التي يتذرع بها الثالوثيون هي من أنصع الأمثلة على ما أضافه إبليس على كلام الله من الأقوال الباطلة التي يشجبها الله.
ومع عدم موافقتنا على إنكارهم وجود هذه الآية نذكر الآتي:
2- ورود عقيدة الثالوث في قول السيد المسيح عن المعمودية "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19) ونلاحظ أنه قال عن الأقانيم الثلاثة "باسم" وليس "بأسماء" مما يدل على أن الثلاثة واحد.
3- البركة التي نختم بها كل اجتماعاتنا، المأخوذة من (2كو 13، 14)، يقول فيها الرسول "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم". ووارد هنا أسماء الأقانيم الثلاثة.
4- ما أكثر الآيات التي وردت فيها أسماء الآب، والابن، والروح القدس، كل منهم على حده. ولكن ما نود شرحه هنا هو:
إثبات أن هذه الأقانيم الثلاثة هي كيان واحد.
الثلاثة واحد:
سنحاول في هذا المجال أن نثبت أن الآب والابن والروح القدس عبارة عن لاهوت واحد. وأن الآب والابن هما واحد. وأن الروح القدس واحد مع الآب، وواحد مع الابن أيضًا.
الله واحد بعقله وروحه.
فالابن هو اللوجوس أي عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل. وطبيعي أن الله لا ينفصل عن عقله، وأن الله وعقله كيان واحد.
وقد ورد في (1كو1: 24)"... المسيح قوة الله، وحكمة الله"، ولا يمكننا أن نفصل الله عن قوته وحكمته. فبلا شك هو وحكمته كيان واحد ولا نستطيع أن نقول إنه خلق لنفسه حكمة لم تكن له من قبل، أو خلق لنفسه قوة لم تكن له من قبل.
كذلك قال الابن "أنا والآب واحد" (يو 10: 30). وهذا نص صريح لم يحتمل اليهود سماعه، فأمسكوا حجارة ليرجموه. ومما يؤكد وحدانية الآب والابن، قول الابن "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو14: 10، 11) "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9).
ما دام الآب والابن واحد، فماذا عن الروح القدس.
الروح القدس والآب واحد
فهو روح الرب (أش 11: 2) (أش 61: 1). وطبيعي أن الرب وروحه كيان واحد. ولا يمكن أن نفصل الله عن روحه، أو أن نقول إنه مر وقت كان فيه بدون روح! أو أنه خلق لنفسه روحًا! والسيد المسيح يقول عنه "الله روح..." (يو 4: 24). ويقول عنه للتلاميذ "روح أبيكم" (مت 10: 20). ويقول عنه داود النبي في المزمور "روحك القدوس لا تنزعه منى" (مز 51: 11). كما يقول أيضًا "أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السماء فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مز 139: 7، 8) وما دام الله إذن واحدًا مع عقله وحكمته، وواحدًا مع روحه. إذن هؤلاء الثلاثة هم واحد. ولا داعي للهروب من (1 يو 5: 7).
وما يؤكد هذه الوحدانية أيضًا أن الروح القدس كما أنه روح الآب، هو أيضًا روح المسيح، كما قال الرسول (1 بط 1: 11).
ولذلك كل واحد من الأقانيم الثلاثة هو الله.
· الآب هو الله، عقيدة لا يختلف فيها أحد.
· الابن هو الله، فبالإضافة إلى ما قلناه نورد ما جاء في (كو2: 8، 9) "المسيح الذي يحل فيه كل ملء اللاهوت جسديًا". فما دام في تجسده كان يحل فيه كل ملء اللاهوت، إذن هو "الله الظاهر في الجسد" (1تى3: 16).
· الروح القدس هو الله، كما يظهر في قصة حنانيا وسفيرا. قال بطرس الرسول "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس... أنت لم تكذب على الناس بل على الله (أع 5: 3، 4). إذن الروح القدس هو الله...
الروح القدس هو الله
هيكل الله:
· بمقارنة ما ورد في (1كو3: 16)، (1كو6: 19).
فقد ورد في (1كو3: 16) "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" بينما ورد في الآية الأخرى (1كو6: 19) "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم...".
إذن فيما نحن هيكل الروح القدس، نحن أيضًا هيكل الله.
وبهذا يثبت أن الروح القدس هو الله.
مواهب الله:
من جهة المواهب. هي مواهب الله، وهى مواهب الروح القدس.
ما ورد في (1كو12) يثبت ذلك إذ يقول "أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد. أنواع أعمال موجودة، ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكن لكل واحد يُعطى إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد.. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 4-11).
إذن هي مواهب الروح القدس، قاسمًا لكل واحد كما يشاء.
ومع ذلك ففي (يع 1: 17) يقول الرسول "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبى الأنوار". فهل المواهب إذن هي من الله الآب أم من الروح القدس؟ أم من الآب والروح القدس، لأنهما واحد.
الوحي:
· ننتقل إلى نقطة أخرى وهى الوحي: من الله أم الروح القدس؟
يقول القديس بولس الرسول "كل الكتاب هو مُوحى به من الله، ونافع للتعليم.." (2تى 3: 16). ويقول القديس بطرس الرسول "لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). لذلك نقول عن الروح القدس "الناطق في الأنبياء". كما قال السيد المسيح لرسله القديسين "لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20).
الوحي إذن من الله الآب، أم من الروح القدس، أم من كليهما؟ لأنهما هما واحد في اللاهوت.
أم نتطرق إلى العلاقة بين الروح القدس، والابن الذي قال لرسله عن الروح القدس "يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 15، 14)
المغفرة:
· واضح أن مصدر المغفرة هو الله وحده، كما يقول الكتاب بوضوح "من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر2: 7).
· ومع ذلك فإن الرب يسوع قد قال للخاطئة التي بللت قدميه بدموعها "مغفورة لك خطاياك" (لو7: 4). وقال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" (مر2: 5). وقال بعدها "لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا" (مر2: 10).
· والسيد المسيح منح لتلاميذه الروح القدس الذي به يغفرون الخطايا. فنفخ في وجوههم بعد القيامة وقال لهم "اقبلوا الروح القدس. من غفرتم لهم خطاياهم غُفرت لهم.." (يو 20: 22، 23).
من يغفر الخطايا إذن: الآب أم الابن أم الروح القدس؟
أم الثلاثة معًا لأن هؤلاء الثلاثة هم واحد.
الخلق:
· واضح أن الله الآب هو الخالق. كما ورد في أول سفر التكوين "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1).
· والابن أيضًا هو الخالق، كما قيل عنه في إنجيل يوحنا "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان"(يو 1: 3).
· وقيل عنه في الرسالة إلى كولوسي "فإنه فيه خُلق الكل: ما في السموات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى. سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خُلق" (كو1: 16).
· ومن جهة الروح القدس، قيل في سفر أيوب الصديق "روح الله صنعني، ونسمة القدير أحيتني" (أى 33: 4).
· وفي مزمور 104 يقول المرتل لله عن المخلوقات "تنزع أرواحها فتموت، وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتُحلق" (مز 104: 29، 30)
· فمن الخالق: الآب أم الابن أم الروح القدس؟
أم نقول إن الثلاثة هم واحد.
المعرفة:
· واضح أن الله الآب كلى المعرفة، يعرف كل شيء، الخفيات والظاهرات، ويفحص القلوب والكلى ويقرأ الأفكار.
· ومن جهة الابن هو أقنوم المعرفة، وكان أيضًا يعرف أفكار الغير ويرد عليها دون أن يتكلموا. وقيل عنه أيضًا "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم"(كو2: 3).
· وقيل عن الروح القدس "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كو2: 10). والله يعلن لنا بروحه (1كو2: 10). والروح هو الذي يعلمنا كل شيء (يو 14: 26).
ما موقف هذه الأقانيم الثلاثة من العلم والتعليم؟ أم نقول ببساطة أن الثلاثة واحد.
الرد عليهم في إنكار الثالوث القدّوس
نتعرض في هذا الرد إلى النقاط الآتية:
1- فكرة الثالوث القدوس لم تؤخذ من الديانات الوثنية.
2- نحن نؤمن بالثالوث، وفي نفس الوقت بإله واحد.
3- لماذا لم تُذكر كلمة ثالوث في الأناجيل.
4- عقيدة الثالوث موجودة قبل مجمع نيقية المسكوني.
وسنتناول الآن هذه النقاط بالتفصيل:
العقائد الوثنيّة:
المعروف أن العقائد الوثنية تؤمن بتعدد الآلهة وليس بالثالوث.
فقدماء المصريين كانوا يؤمنون بعدد كبير من الآلهة، تحت قيادة (رع ) إله الشمس، وليس بثلاثة آلهة. وحتى في قصة إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس ، كان هناك ابن آخر هو (ست) الإله الشرير. وهكذا كانوا أربعة آلهة ولم يكونوا ثلاثة أو ثالوثًا.
واليونان كانوا يعبدون آلهة كثيرين (أع 17: 16، 23). وكان زيوس هو كبير الآلهة. والرومان أيضًا كان لهم الكثير من الآلهة تحت قيادة جوبتر Jupiter كبير الآلهة. وما كانوا يعبدون ثالوثًا أو ثلاثة آلهة.
والآلهة الوثنية كانت تجمع الكثير منهم قصص زواج وتوالد جسداني.
الأمر الغريب عن العبادة المسيحية والثالوث القدوس. فمثلًا في الديانة المصرية القديمة أوزوريس تزوج إيزيس ، وأنجب منها حورس وست. وفي مثل هذا الاعتقاد يوجد تفاوت في السن بين الابن، والأب، والأم. ما دام الابن أصغر، إذن مرّ وقت لم يكن فيه موجودًا. وهذا لا يتفق مع الألوهة، ولا يتفق مع الأزلية. وكله غريب تمامًا عن عقيدة الثالوث في المسيحية التي لا يوجد فيها زواج ولا تناسل جسداني، حاشا...
وفى العقائد الوثنية آلهة تمثل صفات معينة، أو بعضًا من الطبيعة.
فمثلًا الآلهة (فينوس) هي آلهة الجمال، بينما (مارس) هو إله الحرب. (وأوزوريس) هو إله الموتى. و(رع) هو إله الشمس، ويعوزنا الوقت إن أحصينا صفات أو وظائف الآلهة. أو إن تحدثنا عن إله الخير، وإله الشر. وعبادة النار وعبادة الأرواح، وعبادة (فرعون) كإله..!
ومن غير المعقول أن تقتبس المسيحية عقيدة من الوثنية.
بينما الوثنية حاربت المسيحية، والمسيحية حاربتها حتى الاستشهاد.
وبخاصة أن المسيحية نادت بالتوحيد منذ نشأتها، وحتى قانون الإيمان الذي قرره مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م.، والذي وضحت فيه عقيدة التثليث، يبدأ بعبارة [بالحقيقة نؤمن بإله واحد].
التثليث والتوحيد:
ونحن حينما نقول "باسم الآب والابن والروح القدس" نقول بعدها (إله واحد، آمين). والسيد المسيح حينما قال "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، استخدم عبارة "باسم" وليس "بأسماء"، لأن الثلاثة واحد. والقديس يعقوب الرسول يقول في رسالته "أنت تؤمن بإله واحد، حسنًا تفعل. والشياطين أيضًا يؤمنون ويقشعرون" (يع 2: 19). والقديس يوحنا يقول "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو5: 7).
ومع أن شهود يهوه - في تحريفهم للكتاب المقدس، ينكرون هذه الآية، إلا أن آيات أخرى تثبتها.
فالابن (الكلمة - اللوجوس) يقول "أنا والآب واحد" (يو10: 30). ويقول "أنا في الآب، والآب فيَّ" "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9، 10). وهذا طبيعي، لأنه إن كان الابن هو "حكمة الله" (1كو1: 23، 24). وإن كان باعتباره اللوجوس هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل، فالله وعقله ونطقه كيان واحد.
كذلك ما دام الروح القدس هو روح الآب (مت 10: 20)، وهو "روح السيد الرب" (أش 61: 1)، وهو "روح الله" (أع5: 3، 4)، إذن الله وروحه كيان واحد.
وهكذا فإن الله يقول "أسكب من روحي على كل أحد" (يو2: 28). ويقول له المرتل في المزمور "أين أذهب من روحك..؟!" (مز139: 7). هل ترى نستطيع أن نفصل الله عن روحه؟! مستحيل بلا شك. إذن الله وروحه واحد.
وما دام الآب والابن واحد، والله وروحه واحد، والابن والروح واحد لأن الروح القدس هو روح الابن أيضًا (غل 4: 6)، روح المسيح (1بط1: 11). إذن الثلاثة واحد.
كَلمة ثالوث:
يقول شهود يهوه إن كلمة (ثالوث) لم ترد في الأناجيل. فلماذا؟
والجواب هو أن الآباء الرسل نادوا بالمسيحية وسط الأمم، في عالم وثنى ينادى بتعدد الآلهة. فكانوا يتحاشون كلمة ثلاث أو ثالوث. ولكن يوحنا الرسول، وهو آخر من عاش من الرسل، استخدم هذه العبارة في قوله "وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7).
ينكرون أقنوميّة الرُوح القدس | لا يَرَوْن أنّه أقنوم (شخص) بل مجَرد قوَّة!
بِدعَتهم:
تظهر واضحة في كثير من كتبهم. ونذكر منها:
· يقولون في كتابهم [الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية](1):
"إن الروح القدس ليس شخصًا، بل قوة الله الفعالة".
· ويقولون في كتابهم [ليكن الله صادقًا](2):
"إن زعم رجال الدين أن الروح القدس شخص روحي ثالث، هو زعم مبنى على أساس واهن، نشأ من سوء ترجمة الأصل اليوناني بكلمة تشف عن معنى الشخصية. والحقيقة أن المراد بالأصل "نسمة" أو "ريح" أو "نسيم". فكما أن النسمة أو الريح أو النسيم لا يظهر للعين، كذلك روح الله. فمتى حلّ روح الله على إنسان، حصل هذا الإنسان على تفويض من الله بإجراء عمل خاص مهما كان نوعه. إن الروح القدس هو قوة الله القدير غير المنظور، وهو القوة الدافعة لعبيد الله على عمل إرادته."
· ويقولون في كتابهم [هذه هي الحياة الأبدية](3):
"الروح هو قوة وليس شخصًا. إنه القوة القدوسة الفعالة النابعة من مصدرها الفياض الذي هو الله".
· ويقولون في كتابهم [المباحثة من الأسفار المقدسة](4):
"إن روح الله القدوس هو قوته الفعالة".
إنكارهم أقنومية الروح القدس، هو جزء من إنكارهم للأقانيم الثلاثة. أي أنهم ينكرون عقيدة (الثالوث القدوس) تبعًا لذلك.
الرَد علىَ بدعَتهم:
الروح القدس كان يكلم الناس، والقوة لا تتكلم.
كان يختار بعض الرسل. وكان يرسلهم، ويحدد لهم أماكن خدمتهم: يمنعهم من الذهاب إلى مكان معين، ويرشدهم إلى مكان آخر. وكان ينطق على أفواههم، ويرشدهم إلى كل الحق، ويقود مجامعهم، وينطق على ألسنتهم. وأحيانًا يبكت.
بينما القوة لا تنطق ولا ترشد، ولا ترسل ولا تختار، ولا تمنع.
الروح القدس لم يكن مجرد قوة، بل كان يمنح القوة.
وهكذا قال السيد الرب للرسل "ولكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا.." (أع 1: 8).
القوة إذن ليست هي الروح القدس، بل هي نتيجة لحلول الروح القدس. ومع ذلك فالروح القدس لا يختص بالقوة وحدها، بل يختص بأمور عديدة، كما ورد في سفر إشعياء النبي:
"يحل عليه روح الرب: روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (أش 11: 2).
كان الروح القدس يدعو الخدام، ويرسلهم ويقيم الأساقفة.
ففي سفر الأعمال (أع 13: 2، 4) ورد أنه "قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه". فلما وضعوا عليهما الأيادي، قيل "فهذان إذ أُرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية..".
هنا الروح القدس يأمر ويدعو ويرسل ولو كان مجرد قوة -كما يعتقد شهود يهوه- ما كان يقول "افرزوا"، وما كان يقول "العمل الذي دعوتهما إليه". فمجرد القوة لا تقول ولا تدعو للخدمة، ولا تحدد العمل، ولا ترسل الرسل.
كذلك قال القديس بولس الرسول لرعاة الكنيسة في أفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة..." (أع 20: 28).
إذن الروح القدس كان يقيم الأساقفة. ومجرد القوة أو الريح لا تقيم أساقفة! حسب اعتقاد شهود يهوه في الروح القدس!
وفى مثل عمل الروح القدس في الدعوة إلى الخدمة:
· دعوة الروح القدس لفيلبس أن يبشر الخصي الحبشي:
فقد ورد في الإصحاح الثامن من سفر أعمال الرسل: "قال الروح لفيلبس: تقدم ورافق هذه المركبة (مركبة الخصي) [أع 8: 29]. وأطاع فيلبس الروح القدس، ورافق المركبة وبشر الخصي، وعمده.
هل نصدق أن هناك ريحًا أو قوة أمرت فيلبس، فأطاع؟!
· دعوة الروح القدس لبطرس الرسول أن يبشر كرنيليوس.
ورد في سفر أعمال الرسل عن القديس بطرس الرسول أنه "قال له الروح هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. قم وأنزل معهم غير مرتاب". هنا الروح يدعوه إلى الخدمة ويطمئنه. (أع 10: 19). وقد روى القديس بطرس عن هذا الأمر فقال: "قال لي الروح أن أذهب معهم غير مرتاب" (أع 11: 12).. فهل الريح أو القوة ترشد إلى الخدمة وتطمئن؟!
بل في علاقة الروح القدس بالسيد المسيح الذي يؤمن شهود يهوه أنه إله قدير، نقرأ الآتي في نبوءة عنه في سفر إشعياء:
· "روح السيد الرب علىّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب المنكسري القلوب.." (أش 61: 1، 2)
من هذا الذي يمسح السيد المسيح. ويرسله، ويعين عمله؟! أهو الريح؟! أو مجرد قوة لم يحدد شهود يهوه كنهها؟!
· وفي قصة العماد نقرأ أنه "نزل عليه الروح القدس مثل حمامة" (لو 3: 22) (مر1: 10) (يو 1: 32).
· فهل الريح تتشبه في هيئة حمامة؟! وهل مجرد القوة تظهر كحمامة؟!.
وماذا عن قول الإنجيل "ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس" (مت4: 1) (مر 1: 12)؟
هل الريح أصعدت الرب يسوع؟! أو أصعدته قوة مبهمة؟!
ويشهد الكتاب المقدس أن الروح القدس يكلم الناس ويكلم الكنائس. فهل الريح تتكلم؟! أو مجرد القوة تتكلم؟!
· يقول الرب يسوع في سفر الرؤيا أكثر من مرة "من له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ 2: 7) (رؤ 2: 29)...
· وقال القديس بولس الرسول لليهود في روما "حسنًا كلّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي قائلًا..." (أع 28: 25).
· وقال في رسالته إلى العبرانيين "لذلك كما يقول الروح القدس اليوم: إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3: 7، 8).
· وورد في سفر الرؤيا عن السيد المسيح "الروح والعروس يقولون تعالَ" (رؤ 22: 17).
· فهل الريح تتكلم وتقول؟! وهل مجرد القوة تتكلم وتقول؟!
في مواضع كثيرة في الكتاب إن الروح القدس يعلّم، ويذكّر بكلام التعليم، ويبكت. وهذا كله يدل على أنه شخص، وليس مجرد قوة أو ريح!!
· قال السيد المسيح لرسله القديسين "وأما الروح القدس.. فهو يعلمكم كل شيء" (يو14: 16). وقال أيضًا "أما المعزي الروح القدس.. فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14: 26).
· وقال كذلك "وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى كل الحق. لأنه لا يتكلم من نفسه، بل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية" (يو 16: 13).
· وقال عنه أيضًا "ومتى جاء ذاك، فإنه يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة" (يو 16: 8).
· وقال القديس بولس الرسول "نتكلم.. لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يعلّمه الروح القدس" (1كو 2: 13).
· فهل الريح أو القوة تعلّم وتبكت؟! وهل تخبرنا بأمور آتية؟!
قيل عن الروح القدس أيضًا إنه يعزى الرسل، وإنه يشهد للمسيح وإنه يشفع في المؤمنين.
· ما أكثر الآيات التي وُصف بها الروح القدس المعزي. منها:
· ثلاث آيات في الإصحاح 14 من يوحنا. يقول الرب يسوع في واحدة منها "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه.." (يو 14: 16، 17).
فهل هذا المعزى مجرد قوة؟ وكيف أن العالم لا يقبل هذه القوة، بينما كثيرون قبلوا الإيمان بسبب الآيات والقوات؟!
ويقول أيضًا في (يو 14: 26): "وأما المعزى الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم"، فهل هذا الذي يعلمهم كل شئ، ويعزيهم ويذكرهم، هو مجرد ريح أو قوة مجردة؟!
ويقول في (يو 15: 26) "ومتى جاء المعزى، الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي". إنه يعزيهم، لأنه يعلمهم، ولأنه يمكث معهم، ولأنه روح الحق. وهو الذي يشهد للسيد المسيح..
ويقول في (يو 16: 13، 14) "ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" من هذا الذي يأخذ ويخبر ويمجد؟ أهو مجرد ربح أو قوة؟!
كان الروح القدس يرشد مجمع التلاميذ، ويشترك معهم في إصدار قراراتهم. وكان يحدد لهم أماكن خدماتهم.
· فقرارات مجمع أورشليم -الذي اجتمع فيه التلاميذ- صدّروه بعبارة "قد رأى الروح القدس ونحن ألا نضع عليكم ثقلًا أكثر.." (أع 15: 28).
· أما عن تحركات التلاميذ وتحديد أماكن خدمتهم، فيذكر سفر أعمال الرسل أنه "بعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا. فلما أتوا إلى ميسيا، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح". وانتهى الأمر إلى أنه أرشدهم برؤيا أن يذهبوا إلى مكدونية "متحققين أن الرب دعاهم لتبشيرهم" (أع 16: 6- 10).
فهل الذي حدد سير خدمتهم، كان مجرد ريح أو قوة؟! أم أن أقنوم الروح القدس هو الذي أرشدهم إلى مكان خدمتهم؟!
والروح القدس يشفع فينا، كما يقول القديس بولس الرسول:
"كذلك الروح أيضًا يعين ضعفاتنا. لأننا لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها" (رو 8: 26). والذي يشفع لا بد أن يكون شخصًا (أقنومًا)، وبخاصة إن كان ذلك بأنات...
والروح القدس هو أيضًا مصدر المواهب الروحية.
"أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد" "ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة: فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر عمل قوات، ولآخر نبوءة، ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 4- 11).
كل هذه المواهب منحها الروح الواحد (الروح القدس). ألا يدل كل هذا على أنه شخص (أقنوم)؟!
ومن المواهب التي يهبها الروح القدس: النبوءة.
· كما قال عنه السيد الرب إنه "يخبر بأمور آتية" (يو 16: 13). وكما ورد عنه في قانون الإيمان المسيحي إنه: "الناطق في الأنبياء". وقال موسى النبي "يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد11: 29).
· ولا ننسى أن شاول الملك تنبأ لما مسحه صموئيل النبي. وقال له صموئيل النبي في ذلك "يحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر" (1صم10: 6).
· وحدث ذلك فعلًا، إذ صادف زمرة من الأنبياء "فحلّ عليه روح الله، فتنبأ في وسطهم" وقال الشعب متعجبًا "أشاول أيضًا بين الأنبياء!" (1 صم 10: 10، 11).
· ومن أمثلة النبوءات التي مصدرها الروح القدس: ما كتبه القديس بولس الرسول "لكن الروح يقول صريحًا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان.. " (1تى 4: 1) ويقول بولس الرسول أيضًا "غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلًا إن وثقًا وشدائد تنتظرني.." (أع 20: 23).
تنبؤ الروح القدس يدل على أنه شخص.
كذلك كون الروح القدس مصدرًا للوحي:
· لقد حلّ روح الرب على داود لما مسحه صموئيل النبي (1صم 16: 13). والروح القدس الذي فيه صار مصدرًا للوحي بالنسبة إلى مزاميره. وهكذا شهد الرب بذلك فقال "لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك" (مر 12: 36) (مت 22: 43) (مز 110: 1). إذن الروح القدس هو الذي أوحى لداود النبي أن يقول هذه العبارة، أو هذه النبوءة عن السيد المسيح.
· كذلك قال السيد المسيح لتلاميذه "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20).
· أيضًا يقول القديس بطرس الرسول".. لأنه لم تأتِ نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). الروح القدس إذن هو مصدر الوحي عمومًا.
عمل الروح القدس في المعمودية:
· في المعمودية يولد الإنسان من الروح القدس. كما قال الرب لنيقوديموس: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد، جسد هو. والمولود من الروح هو روح" (يو3: 5، 6). وطبيعي أن المعمد لا يولد من ريح أو من مجرد قوة. بل من الله أي من أقنوم.
· وقال السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19) أي باسم الأقانيم الثلاثة.
· أيجرؤ أحد إذن -بعد كل هذا- أن ينكر أقنوميته، أو ينكر لاهوته؟! ويظن أنه مجرد قوة أو ريح وليس شخصًا!!
لاهوت الروح القدس
الروح القدس هو روح الله، روح الآب، وروح الابن.
· القديس بطرس الرسول قال لسفيرة زوجة حنانيا "ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب؟" (أع 5: 9). وقال لزوجها "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟!.. أنت لم تكذب على الناس، بل على الله" (أع5: 4، 3). وهذا يعنى أن الروح القدس هو الله.
· وكما أن الروح القدس هو روح الرب، هو أيضًا روح الآب.. لقد قال السيد المسيح لتلاميذه".. لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20).
· الروح القدس هو روح الآب، وهو أيضًا روح الابن.
قال القديس بولس الرسول لأهل غلاطية "بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم.." (غل 4: 6).
· ومما يثبت لاهوت الروح القدس: أزليته.
قال القديس بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين".. فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب" (عب 9: 14).
· يثبت لاهوت الروح القدس أيضًا: وجوده في كل مكان.
قال داود النبي في المزمور مصليًا إلى الله "أين أذهب من روحك؟! ومن وجهك أين أهرب؟! إن صعدت إلى السماء فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت.." (مز 139: 7، 8).
وقال القديس بولس الرسول أيضًا عن الذي أعدّه الله للذين يحبونه: "فأعلمه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كو2: 10)، فمن يكون هذا الذي يفحص حتى أعماق الله؟! أليس هو روح الله. والله وروحه كيان واحد.
اعتراض:
يعلق شهود يهوه على ما ورد في سفر أعمال الرسل عن يوم الخمسين "وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أع 2: 4).
فيردون قائلين "هل امتلأوا من شخص؟ كلا. بل امتلأوا من قوة الله الفاعلة" [الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية ص 24].
والجواب: هم لم يمتلئوا من شخص كالبشر مثلًا. حاشا! بل امتلأوا من أقنوم الروح القدس. أي امتلأوا من الروح.
وهذا ما يقوله الرسول في (أف 5: 18): "إمتلئوا بالروح".
ويوافق ما ورد في كتابهم [هذه هي الحياة الأبدية](1) عن الرسل "وامتلأوا كلهم من الروح".
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع والاخير
والذين منعتهم كثير من الحكومات ولم تعترف بهم، فصاروا يعملون في الخفاء، وبالعمل الفردي..
نحدثك في هذا الكتاب عن العديد من هرطقاتهم، التي من أجلها لا نعترف بهم كمسيحيين، وهم لا يدعون أنفسهم مسيحيين، بل ينتسبون إلى أحد أسماء الله في العهد القديم، كما أنهم لا يعترفون بقانون الإيمان المسيحي الذي تؤمن به كل الكنائس المسيحية في العالم.
تقرأ في هذا الكتاب عن ملخص لما يؤمنون به. ثم عرض ذلك بالتفاصيل في 17 مقالًا.
وقد قمنا بتدريس كل ذلك في الكلية الإكليريكية، مع الرد على كل هرطقة من هرطقاتهم.
ونحن ننصح بعدم قبولهم في بيوتكم طبقًا لقول القديس يوحنا الحبيب في (2يو10، 11).
ولا ينخدع أحد بأنهم يفتحون الكتاب المقدس ليعلموا منه، ذلك لأن لهم ترجمة خاصة للكتاب المقدس مُحرّفة في مواضع عديدة جدًا لتتفق مع تعليمهم الخاطئ.
ونترك القارئ العزيز بين صفحات هذا الكتاب ليتعرف على البدع التي ينشرونها، والرد عليها.
نسأل الله أن يحفظ كنيسته من تعليم هؤلاء، حرصًا على الإيمان السليم المُسلَّم إلينا من القديسين.
شهُود يَهْوَه مجمّع للبدَع والهَرطقات
شهود يهوه ليسوا بدعة واحدة تأسست منذ قرن وربع، بل هي مجموعة من البدع وتحريف للكتاب، وهى ضد الدين عمومًا.
ليسوا مسيحيين:
هي بدعة أسسها تشارلز رسل (1852-1916). تسمى أتباعها أولًا بالرسليين، وفجر الحكم الألفي، ثم بدارسي التوراة، وجمعية التوراة والكراريس، وجمعية برج المراقبة. وتسموا بشهود يهوه سنة 1931 في عهد رزرفورد، اقتباسًا من (أش 43: 10).
هم ليسوا مسيحيين على الرغم من إيمانهم بالأناجيل الأربعة.
وبكل كتب العهدين القديم والجديد:
· لم ينتسبوا للمسيح، بل ليهوه أحد أسماء الله في العهد القديم.
· لا يؤمنون بقانون الإيمان المسيحي، ولا بالعقائد المسيحية الأساسية.
· يعتقدون أن المسيح هو أول خلق الله.
· ويعتقدون أن الكنائس كلها من عمل الشيطان، يستخدمها الشيطان لخداع الناس. وأن هناك كنيسة واحدة بناها يهوه.
· لهم بدع كثيرة تشمل الأريوسية، والنسطورية، والتهوُّد، وبدعة الصدوقيين في عدم قيامة الأرواح.
· ينكرون جميع الأديان، ويرون أنها كلها من عمل الشيطان، وأن الذي أسسها هو نمرود (تك 10).
· لهم ترجمة خاصة للكتاب المقدس حرّفوها لتؤيد بِدَعْهم واسمها The New World Translation of The Scripture.
اشتراكهم مَع الأدفنتست:
وُلد رسل من عائلة بروتستانتية، ثم تتلمذ على السبتيين الأدفنتست، ثم كوّن مذهبه الخاص (شهود يهوه).
ويشترك شهود يهوه مع الأدفنتست في البدع الآتية:
1- المسيح هو الملاك ميخائيل رئيس جند الرب.
2- الروح القدس هو نائب رئيس جند الرب.
3- بالإيمان بالملكوت الأرضي، وبحياة مادية سعيدة في فردوس أرضى.
4- عدم خلود النفس: وأن نفس الإنسان تموت كنفس الحيوان.
5- العقوبة الأبدية هي الفناء.
6- يؤمنون مثلهم بتقديس السبت.
7- لهم بدع مثلهم في المجيء الثاني، ولكن تختلف في النوعية.
8- يؤمنون بالملك الألفي للمسيح (مع اختلاف في التفاصيل).
9- لهم نبوءات كاذبة كثيرة.
10-لا يؤمنون بأسرار الكنيسة ولا بطقوسها، ولا بالكهنوت ولا الشفاعة، ولا التقليد...
كتبهم:
أهم كتبهم التي تشمل كل عقائدهم هي: كتاب "ليكن الله صادقًا"، وكتاب "الحق يحرركم"، وكتاب "قيثارة الله"، وكتاب نظام الدهور الإلهي، وهذه هي الحياة الأبدية، وكتاب (الدم).
ولهم كتب أخرى مثل المصالحة، والخلاص، والحكومة، والاستعداد، والوقاية، والخليقة، والغنى، والسلام، وكشف القناع، وملكوت الله يسود، وهذه هي الحياة الأبدية، ولتكن مشيئتك على الأرض، والحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية، والحياة الأبدية في حرية أبناء الله، وأمور لا يمكن لله أن يكذب فيها، وهل الكتاب المقدس هو حقًا كلمة الله؟ ويمكنك أن تعيش سعيدًا في فردوس أرضي، والمعلم العظيم، وكتب أخرى كثيرة.
ولهم مجلة تحمل اسمهم وهى مجلة برج المراقبة Watch Tower ولهم نبذات كثيرة.
اعتقاداتهم في المسيح:
1- يعتقدون أنه إله قدير، ولكن ليس الله القدير.
2- يعتقدون أنه أول خلق الله، وأرقى كل المخلوقات السمائية.
3- ومع ذلك خلق كل المخلوقات كمهندس أو مساعد لله.
4- يرون أن كلمة الله (اللوغوس) بمعنى أنه كليم الله.
5- وأنه الملاك ميخائيل، ورئيس جند الرب، ومارشال يهوه العظيم.
6- يعتقدون أن وجوده مرّ بالمراحل الآتية:
أ- مرحلة قبل التجسد كإله، أصله كائن روحي (ملاك) وله اسم الملاك ميخائيل.
ب- مرحلة وجوده الأرضي، كإنسان كامل، مساوِ لآدم تمامًا.
ج- مرحلة القيامة وما بعدها والصعود، في أجساد كوَّنها لنفسه.
د- مرحلة بعد الصعود - أصبح روحًا وغير منظور.
7- يعتقدون أن غرض نزوله من السماء هو أن يشهد لملكوت يهوه.
8- يعتقدون أن المجوس الذين سجدوا للمسيح، هم سحرة، قد أرسلهم الشيطان. وكان النجم الذي قادهم علامة من الشيطان.
9- لا يؤمنون بالطبيعتين -في وقت واحد- للمسيح: إما إله فقط وقت خلقه، أو إنسان فقط لكي يتمم عملية الفداء.
10- يعتقدون أنه لم تكن له نفس خالدة، وإنما مُنح الخلود بسبب طاعته الكاملة ليهوه.
11- أنه دعي ابن الله الوحيد، لأنه الوحيد الذي خلقه يهوه مباشرة بدون مساعدة.
12- يعتقدون أن المسيح الإنسان صار ابنًا لله في المعمودية، ففي المعمودية بدأت ولادته الثانية، وصار ابنًا روحيًا لله.
13- يرون أن المسيح مات على خشبة وليس على الصليب. وأن علامة الصليب هي علامة وثنية.
14- يعتقدون أن جسد المسيح المصلوب لم يقم، وإنما أخرجه الملاك من القبر وأخفاه بقوة الله الخارجة. والمسيح ترك بشريته إلى الأبد.
15- يقولون أن المسيح لم يقم بجسده، إنما قام بالروح فقط. وأنه مات كإنسان ويجب أن يبقى ميتًا إلى الأبد كإنسان.
16- وأن التلاميذ لم يروه بعد القيامة في الجسد الذي صُلب، إنما في أجساد كونها لنفسه، ثم حلّها بعد ذلك.
17- وأنه لم يصعد إلى السماء بجسده، لأنه لو صعد بجسده وهو جسد مشوّه لصار أحطّ من الملائكة.
18- نادوا بمجيء المسيح ثانية سنة 1914، ودخوله الهيكل سنة 1918 وتأسيسه حكومة بارة. وظهر أنها نبوءات كاذبة.
19- لكي يخفوا خجلهم، قالوا إن المسيح لن يأتي إلى العالم بطريقة منظورة، بل يأتي ثانية بطريقة غير منظورة لا يراه فيها أحد. وهكذا دخل إلى الهيكل في أورشليم السمائية غير مرئي.
20- قالوا إن المسيح -كرئيس جند الرب- سينتصر على الشيطان في معركة هرمجدون، ويؤسس مملكة الله.
21- وهكذا يقضى على كل حكومات العالم وأنظمته الفاسدة.
باقي عقائدهم وبدعهم
1- يقولون إن كل يوم من أيام الخليقة كان ألف سنة.
2- يقولون بزواج الملائكة، وأن الشيطان يثير غرائزهم، وإنهم اتخذوا أجسادًا وزنوا مع النساء، وأنجبوا نسلًا هو الجبابرة.
3- لا يؤمنون بخلود الملائكة.
4- ويقولون أن الخلود هو ليهوه فقط. أما خلود البشر، فهو كذبة اخترعها الشيطان.
5- يرون أن أبانا آدم قد فنى، وليس له فدية، ولن ترى عيناه النور.
6- يقولون أيضًا بفناء الشيطان.
7- لا يؤمنون بالخطية الأصلية ولا بأن الحكم على آدم قد شمل أولاده.
8- يقولون إن الجحيم هي القبر. وأن البحيرة المتقدة بالنار والكبريت، إنما هي الموت الثاني والفناء، وليست مكان تعذيب.
9- يرون أن يوم الدينونة هو ألف سنة. وأن الأشرار بعدم معرفة الله سيأخذون فرصة أخرى، ويخلقون من جديد.
10- يؤمنون بعدة قيامات.
11- يعلّمون بأن الذين يدخلون السماء هم 144 ألفًا فقط، أما باقي الأبرار فيعيشون في فردوس أرضى. ويبنون بيوتًا ويسكنون فيها، ويغرسون كرومًا ويشربون منها.
12- يرون أن الدين ذل، وأنه فخ ولصوصية، وأنه لا يحرر بل يقيد. وأن كل الأديان تعرقل عبادة يهوه. وأن الله برئ من الأديان، وقد حاربها المسيح.
13- لا يؤمنون بأقنومية الروح القدس، بل هو مجرد قوة.
14- وبإنكارهم أيضًا مساواة الابن للآب، ينكرون الثالوث القدوس، ويرون أن الذي أدخل هذه العقيدة هو قسطنطين الملك.
15- يعتقدون أن البتولية مصدرها في الكنيسة هو إبليس.
16- ينكرون دوام بتولية القديسة العذراء مريم.
17- يرون أن الإكليروس هو هيئة الشيطان، وأن الكهنوت تأسيس بشرى يجب أن يزول، وينكرون وجود رئيس أعلى له.
18- ينكرون العبادة الجمهورية، ويقولون إن المسيح علّم بالصلاة والصوم في الخفاء (مت6).
19- يؤمنون بتقديس السبت والهيكل. وبأن أورشليم ستكون عاصمة الكون. وهكذا يعودون إلى عقائد يهودية.
20- لا يؤمنون ببناء بيوت لله. ولذلك ليست لهم كنائس. والمعمودية يمكن أن تكون عندهم في البانيو.
21- ويرون أنهم هم وحدهم سفراء يهوه على الأرض، وأنهم هيئة الله الخاصة.
22- لا يوافقون إطلاقًا على نقل الدم، مهما احتاج المريض إلى جراحة خطيرة لإنقاذ حياته.
ضد الحكومات
1- ينادون بأن الحكومات من عمل الشيطان، وأنها تشكل نظام العالم الفاسد. وأن كل أنظمة العالم تُدار بيد الشيطان الذي يهزأ بالله. ولذلك لا يدينون بطاعة للحكام.
2- لا يوافقون على الانخراط في الجيش والتجنيد.
3- لذلك ينادون بمقاطعة الحكومات والانتخابات والتجنيد والقومية والزعماء.
4- يعتبرون تحية علم الدولة أو الانحناء أمامه، عبادة أصنام، وضد الوصية الثانية. لأن كثيرًا من أعلام الدولة فيها صور ورسوم.
5- يقولون إن شهود يهوه اليوم يعلنون أحكام الله العادلة، والقاضية بتدمير جميع حكومات هذا العالم الشرير، وتأسيس ملكوت يهوه.
6- لهذا فإن كثيرًا من الدول طردت شهود يهوه باعتبارهم ضد نظام الحكم. وقد ألغت الحكومة المصرية جمعيتهم (برج المراقبة) في النصف الثاني من الخمسينيات.
شهود يهوه يؤمنون أن الملائكة قد اتخذوا أجسَادًا وتزوجوّا ببنات الناس وأنجبُوا الجَبابرة
أخطأ شهود يهوه في فهم ما ورد في الإصحاح السادس من سفر التكوين: "أن أبناء الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات. فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا".. "كان في الأرض طغاة في تلك الأيام. وبعد ذلك أيضًا، إذ دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا. هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم" (تك 6: 42).
فاعتقدوا أن أبناء الله هم الملائكة وقد تزوجوا بنات الناس.
وبنو على هذا الأساس أفكارًا كثيرة كما سنرى في كتبهم:
معتقدهم:
قالوا في كتاب [الحقَ الذي يقود إلى الحياةَ الأبديةَ(1)]:
"قبل الطوفان أيام نوح، تجسد بعض "أبناء الله" هؤلاء كرجال، أي أنهم تركوا مكانهم في السماء كخلائق روحانية، ولبسوا أجسادًا لحمية. ولماذا؟ ليتمتعوا بالشهوات البشرية بواسطة الزواج ببنات الناس الحسنات المنظر".
"كذلك فإن نزول الملائكة، وسعيهم وراء الجسد البشرى من أجل الاتصال الجنسي، كان بخلاف طبيعتهم السماوية. ومسلكهم جلب نتائج رديئة بما في ذلك ذرية غير طبيعية "جبابرة" دعوا طغاة. وأولئك الأبناء الروحانيون لله، بتمردهم جعلوا أنفسهم أبالسة".
"وعندما أهلك الطوفان أيام نوح كل البشر الأشرار، حل الملائكة غير الأمناء أجسادهم اللحمية، وعادوا إلى الحيز الروحي".
"ومنذ الطوفان، لم يسمح الله لأولئك الملائكة الأبليسيين باتخاذ أجساد لحمية، كما فعلوا قبل الطوفان".
وقالوا في كتابهم [الحق يحرركم](2):
"إن أبناء الله الذين تزوجوا من بنات الناس كانوا ملائكة أمناء ليهوه الله حتى ذلك الحين".
"أن هؤلاء الملائكة، وهم بعد في هيئة يهوه، كأعضاء في عائلة أبنائه، اتخذوا أجسادًا بشرية بقصد منفعة الذرية البشرية الضالة دون شك. إلا أن ذلك لم يكن بسلطان من الله أبيهم. فهذه لم تكن طريقته لإيجاد "النسل" الذي يكون مرسلًا من السماء لسحق رأس الحية... أوجدت "جبابرة ذوىِ اسم" خليطًا من الملائكة والبشر الذين عملوا اسمًا لأنفسهم".
"وبعد ذلك أيضًا، لما دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا: هم أنفسهم كانوا الجبابرة..."
فمن كان أولئك النفاليم الجبابرة؟ إنهم لم يكونوا بشرًا نموا نموًا غريبًا لضعف في الغدد. كلا. كانوا فوق البشر. كانوا شياطين من عالم الأرواح، اتخذوا أجسادًا بشرية بقامات كبيرة ليبرهنوا على أصلهم المتفوق".
"إن الشياطين الذين اتخذوا أجسادًا بشرية في أيام نوح، روّعوا الذين لم يكن لهم إيمان كما كان لنوح. لقد نشروا القساوة والجور، حتى أن اسمهم عينه "النفاليم" يعنى (الطغاة).
وفى كتابهم [المصالحة](3) قالوا:
"الكتاب المقدس يقول إن الملائكة غير خالدين. وكثيرون من الملائكة في أيام نوح سقطوا من حالة الطهارة وصاروا أشرارًا" (تك 6: 2-4) (1بط3: 19، 20) "فالقول الحق عن هؤلاء الملائكة الأشرار سيهلكون، هو برهان قاطع على أنهم غير خالدين. وإبليس وهو الرئيس بينهم سوف يبيده الله".
"إن الخلود منحصر في يهوه وحده. فهو أبدى ومنذ الأزل. ويهوه قادر على منح صفة الخلود لمن يشاء".
وفى كتابهم [أمور لا يمكن أن الله يكذب فيها]:
(على الرغم من بشاعة عنوان هذا الكتاب) فقالوا(4): "هكذا ذكر أن الشيطان كانت له ملائكته.. وقد استمال بعضهم على الأقل وحملهم على الانحياز إلى جانب الشيطان في أيام نوح "دخل بنو الله على بنات الناس، وولدن لهم أولادًا، هؤلاء هم الجبابرة الذين منذ الدهر ذوو اسم"
"ولكي يتزوج بنو الله السمائيون أولئك ببنات الناس، تجسدوا متخذين أجسادًا لحمية كأجساد الناس على الأرض".
"وبقوا في الجسد مع زوجاتهم الحسنات، وجعلوهن مثمرات. ودُعي أولادهم نفاليم "قساة" وكانوا هم الجبابرة الذين جعلوا لأنفسهم اسمًا"
"وعندما أتى الطوفان، لم يتمكن بنو الله العصاة من دخول فلك نوح، وذلك لكي ينجوا من مياه الطوفان، خلوا أجسادهم البشرية وعادوا إلى الحيز الروحي"
"لا يستطيع بنو الله الروحانيون العصاة أن يتجسدوا في ما بعد، وأن يعيشوا في السماء كأرواح. لكنهم لا يزالوا يقتربون من الجنس البشرى على قدر ما يستطيعون، وبصورة خاصة من النساء اللواتي يستخدمونهن كوسيطات روحيات وعرّافات".
وفى كتابهم [الخليقة](5):
يقدمون زواج الملائكة، بشيء من البذاءة كإغراء من إبليس قائلًا لهم: "تأملوا ما أجمل وأكمل هؤلاء النساء اللواتي لا يوجد من مثل جمالهن في المملكة الروحية. مما يوفر لكم المسرة واللذة ويقضى لكم الشهوات. فأنتم تستطيعون أخذهن لكم زوجات. وهكذا تتمتعون بملذات الجنس، وتوجدون نسلًا أعظم كثيرًا من أولاد الناس".
وقالوا في نفس الكتاب أيضًا: وكان الملائكة الذين اتخذوا أجسامًا بشرية، يرتكبون كل جريمة منكرة تخطر على بال.
الرد على بدعتهم:
1. الملائكة لا يوجد بينهم جنس Gender أي ليس فيهم ذكر وأنثى.
2. وهكذا لا يعرفون أيضًا الجنس Sex من حيث الشهوات الجسدية.
إنهم أرواح كما قيل في المزمور "الذي خلق ملائكته أرواحًا" (مز104: 4). وقيل في (عب1: 14) "أليسوا جميعًا أرواحًا خادمة"، هذه الأرواح ليست لها الشهوة الجنسية ولا الأعضاء الجنسية، ولا الغريزة الجنسية، ولا المادة التي تنجب (الحيوانات المنوية).
وقال عنهم الرب إنهم لا يتزوجون ولا يزوجون (مت 22: 30).
3- أما عن عبارة "تجسدوا" أو "اتخذوا أجسادًا لحمية" فمن أين لهم هذا؟ هل لهم القدرة الإلهية على خلق أجسادًا لهم؟!
قال شهود يهوه: إن السيد المسيح اتخذ له أجسادًا يظهر بها بعد القيامة!! وذلك لأنهم يعتقدون أنه إله قدير.. ولكنهم لا يعتقدون أن الملائكة آلهة تقدر على الخلق. فكيف استطاعوا أن يتخذوا لأنفسهم أجسادًا لحمية، "تجعل بنات الناس مثمرات"؟! إن الملاك يستطيع أن يظهر في صورة إنسان. لكنه لا يقدر أن يخلق لنفسه جسد إنسان.
4. كذلك من المعروف عند علماء الطبيعة أنه لا يمكن التوالد بين طبيعتين مختلفتين كبهيمة وطائر مثلًا. فكيف أمكن الزواج والتوالد بين ملاك ساقط (شيطان) وإنسانه؟ وهل النسل المولود منهما يكون "شيطوإنسان" في أية طبيعة يكون؟ الملاك يستطيع أن ينتقل من السماء إلى الأرض في لمح البصر. فهل يستطيع ذلك (النسل) المولود منه لو كان ممكنًا أن يولد منه نسل؟!
5- وإن كانوا قد أنجبوا بشرًا فقط، فإن هذا لا تنطبق عليه قوانين الوراثة. وبخاصة لأن طبيعة الملائكة أقوى Dominant.
6- وإن كانوا قد اشتهوا الجنس وهم ملائكة أطهار، فلماذا لم يكرروا التجربة بعد سقوطهم وهذا أسهل؟! وإن كان الله لم يسمح لهم بذلك مرة أخرى، فلماذا سمح لهم في المرة الأولى.
7- وكيف نوفق بين أكثر من رواية متعارضة في سبب السقوط: بين "رأى أبناء الله بنات الناس أنهن حسنات". وبين أن ذلك تم نتيجة إغراء الشيطان لهم. وبين أنهم تزاوجوا مع الناس لمنفعة البشرية، لإنتاج طبيعة بشرية أفضل!! أي هذه الدوافع الثلاثة كان سببًا في زواجهم بالنساء؟! لو صح أن يسمى ذلك زواجًا!
8- وإن كان إبليس قد أغراهم بجمال النساء فلماذا لم يجرب إبليس نفس السقطة، وهو أكثر من باقي الملائكة شرًا؟!
9- من أين أتتهم الشهوة الجنسية وهى ليست كائنة في طبيعتهم؟! والمعروف عن الملائكة العفة والطهارة. وواضح هذا من ضربهم أهل سادوم بالعمى لما فكر أولئك في خطية الزنا معهم (تك 19: 4-11).
10- وما معنى اشتهائهم جمال النساء؟ هل النساء أجمل من الملائكة، بحيث يقع الملائكة في حبهن، ويسقطون بسببهن؟!
11- كذلك ما معنى عبارة (حلًوًا أجسادهم)؟ هل تعنى أنه كما كانت لهم القدرة على الخلق، كانت لهم أيضًا القدرة على الإفناء؟! فهم يقدرون أن يخلقوا لهم أجسادًا -حسب اعتقاد شهود يهوه- وأن يبددوا تلك الأجساد!!
12- من سمع الشيطان يغرى الملائكة ويقول لهم "ما أجمل وأكمل هؤلاء النساء اللواتي لا يوجد مثل جمالهن في المملكة الروحية!.. إنكم تستطيعون أخذهن زوجات لكم. وهكذا تتمتعون بملذات الجنس، وتوجدوا نسلًا أعظم كثيرًا من أولاد الناس"؟!
قطعًا لم يسمع أحد هذا الكلام، ولم يصدر عن الشيطان. ولا يوجد ذكر لهذا الكلام في الكتاب المقدس أو في التاريخ. فمن أين أتى به شهود يهوه على لسان الشيطان؟! إلا أن يكونوا هم قد أوحوا إليه أن يقول ما نسبوه إليه، وهو برئ منه!! وله الحق أن يشكوهم إلى الله بأنهم ادعوا عليه ما لم يقله، وما لم يحدث.
13- كذلك لا توجد للملائكة أجساد وغريزة جنسية يمكن إثارتها بكلام الشيطان. وهم بسطاء أطهار لا يعرفون ما يقوله لهم عن "المتعة بملاذ الجنس"!
14- وهل بعد الطوفان استمرت الشهوة الجنسية في الملائكة، حتى بعد أن حلّوا أجسادهم. وسبب عدم تكرار السقطة أن الله منعهم من التجسد مرة أخرى كما يقول شهود يهوه!! وهل حوّلهم المنع الإلهي إلى الكتب!
15- والبدعة في أصلها اعتمدت على تفسير عبارة أبناء الله في (تك 6: 2) بأنهم ملائكة. بينما هم أولاد شيث بن آدم.
ويقول الكتاب أن شيث أنجب أنوش "حينئذ أبتدئ أن يدعى باسم الرب" (تك 4: 26)
وآدم نفسه دُعي في سلسلة الأنساب بأنه ابن الله (لو3: 38) وما أكثر الآيات عن تسمية البشر بأبناء الله..
أما بنات الناس فهن بنات نسل قايين الذي لُعن من الله.
16- أما الطوفان فكان عقوبة للبشر الذين أخطأوا، وليس عقوبة لملائكة سقطوا في الزنا مع بنات الناس وهكذا في مقدمة الطوفان قال الكتاب: ورأى الرب أن شر الإنسان قد كثر في الأرض.. " (تك 6: 5) وأيضًا (تك 6: 3). فهل يخطئ الملائكة، ويعاقب الله البشر قائلًا إن شرّهم قد كثر!! ويُقال حزن الرب أنه عمل الإنسان (تك 6: 6).
ينكرون عَقيدة الثالوث القدوس
معتقدهم:
ماداموا يعتقدون أن الابن مخلوق، وأن الروح القدس ليس أقنومًا، وإنما هو مجرد قوة (كما أشرنا إلى ذلك في مقال سابق)، إذن هم ينكرون عقيدة الثالوث القدوس. ويقولون في كتابهم [الغنى](1):
عقيدة الثالوث أخذت عن الديانات القديمة التي هي ديانات إبليسية.
ويهاجمون عقيدة الثالوث أيضًا في كتابهم (ليكن الله صادقًا)(2) حيث يقولون "وما برح الإكليريكيون (أي رجال الإكليروس) على اختلاف المذاهب والمشارب يتمسكون ويتشبثون بهذه العقيدة المتشابكة التي ابتدعها إبليس زارع الزوان المعروف. وفي نفس الكتاب يقولون(3) "إنهم تسلموا هذه العقيدة من الوثنيين "ويقولون "ما خطرت عقيدة التثليث على بال يسوع على الإطلاق. ولم تخطر على بال أحد من مسيحيي القرون الأولى".
وشهود يهوه لهم كراسة بعنوان "هل يجب أن تؤمنوا بالثالوث؟"
Should you believe in the Trinity?
ويقولون في هذه الكراسة أن الإمبراطور قسطنطين تدخل في إنشاء هذه العقيدة، كما يهاجمون قانون الإيمان الذي أصدره مجمع نيقية المقدس.
الرَد عليهم:
1. الرد الأول الذي لا يقبلونه هو الذي ورد في [1يو5: 7] "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس. وهؤلاء الثلاثة هم واحد". فيقولون في كتابهم (ليكن الله صادقًا)(4) "إن هذه الآية التي يتذرع بها الثالوثيون هي من أنصع الأمثلة على ما أضافه إبليس على كلام الله من الأقوال الباطلة التي يشجبها الله.
ومع عدم موافقتنا على إنكارهم وجود هذه الآية نذكر الآتي:
2- ورود عقيدة الثالوث في قول السيد المسيح عن المعمودية "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19) ونلاحظ أنه قال عن الأقانيم الثلاثة "باسم" وليس "بأسماء" مما يدل على أن الثلاثة واحد.
3- البركة التي نختم بها كل اجتماعاتنا، المأخوذة من (2كو 13، 14)، يقول فيها الرسول "نعمة ربنا يسوع المسيح، ومحبة الله، وشركة الروح القدس تكون مع جميعكم". ووارد هنا أسماء الأقانيم الثلاثة.
4- ما أكثر الآيات التي وردت فيها أسماء الآب، والابن، والروح القدس، كل منهم على حده. ولكن ما نود شرحه هنا هو:
إثبات أن هذه الأقانيم الثلاثة هي كيان واحد.
الثلاثة واحد:
سنحاول في هذا المجال أن نثبت أن الآب والابن والروح القدس عبارة عن لاهوت واحد. وأن الآب والابن هما واحد. وأن الروح القدس واحد مع الآب، وواحد مع الابن أيضًا.
الله واحد بعقله وروحه.
فالابن هو اللوجوس أي عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل. وطبيعي أن الله لا ينفصل عن عقله، وأن الله وعقله كيان واحد.
وقد ورد في (1كو1: 24)"... المسيح قوة الله، وحكمة الله"، ولا يمكننا أن نفصل الله عن قوته وحكمته. فبلا شك هو وحكمته كيان واحد ولا نستطيع أن نقول إنه خلق لنفسه حكمة لم تكن له من قبل، أو خلق لنفسه قوة لم تكن له من قبل.
كذلك قال الابن "أنا والآب واحد" (يو 10: 30). وهذا نص صريح لم يحتمل اليهود سماعه، فأمسكوا حجارة ليرجموه. ومما يؤكد وحدانية الآب والابن، قول الابن "أنا في الآب والآب فيَّ" (يو14: 10، 11) "الذي رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9).
ما دام الآب والابن واحد، فماذا عن الروح القدس.
الروح القدس والآب واحد
فهو روح الرب (أش 11: 2) (أش 61: 1). وطبيعي أن الرب وروحه كيان واحد. ولا يمكن أن نفصل الله عن روحه، أو أن نقول إنه مر وقت كان فيه بدون روح! أو أنه خلق لنفسه روحًا! والسيد المسيح يقول عنه "الله روح..." (يو 4: 24). ويقول عنه للتلاميذ "روح أبيكم" (مت 10: 20). ويقول عنه داود النبي في المزمور "روحك القدوس لا تنزعه منى" (مز 51: 11). كما يقول أيضًا "أين أذهب من روحك، ومن وجهك أين أهرب؟ إن صعدت إلى السماء فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مز 139: 7، 8) وما دام الله إذن واحدًا مع عقله وحكمته، وواحدًا مع روحه. إذن هؤلاء الثلاثة هم واحد. ولا داعي للهروب من (1 يو 5: 7).
وما يؤكد هذه الوحدانية أيضًا أن الروح القدس كما أنه روح الآب، هو أيضًا روح المسيح، كما قال الرسول (1 بط 1: 11).
ولذلك كل واحد من الأقانيم الثلاثة هو الله.
· الآب هو الله، عقيدة لا يختلف فيها أحد.
· الابن هو الله، فبالإضافة إلى ما قلناه نورد ما جاء في (كو2: 8، 9) "المسيح الذي يحل فيه كل ملء اللاهوت جسديًا". فما دام في تجسده كان يحل فيه كل ملء اللاهوت، إذن هو "الله الظاهر في الجسد" (1تى3: 16).
· الروح القدس هو الله، كما يظهر في قصة حنانيا وسفيرا. قال بطرس الرسول "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس... أنت لم تكذب على الناس بل على الله (أع 5: 3، 4). إذن الروح القدس هو الله...
الروح القدس هو الله
هيكل الله:
· بمقارنة ما ورد في (1كو3: 16)، (1كو6: 19).
فقد ورد في (1كو3: 16) "أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" بينما ورد في الآية الأخرى (1كو6: 19) "أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل الروح القدس الذي فيكم...".
إذن فيما نحن هيكل الروح القدس، نحن أيضًا هيكل الله.
وبهذا يثبت أن الروح القدس هو الله.
مواهب الله:
من جهة المواهب. هي مواهب الله، وهى مواهب الروح القدس.
ما ورد في (1كو12) يثبت ذلك إذ يقول "أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد. أنواع أعمال موجودة، ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكن لكل واحد يُعطى إظهار الروح للمنفعة. فإنه لواحد يُعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد.. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 4-11).
إذن هي مواهب الروح القدس، قاسمًا لكل واحد كما يشاء.
ومع ذلك ففي (يع 1: 17) يقول الرسول "كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة هي من فوق، نازلة من عند أبى الأنوار". فهل المواهب إذن هي من الله الآب أم من الروح القدس؟ أم من الآب والروح القدس، لأنهما واحد.
الوحي:
· ننتقل إلى نقطة أخرى وهى الوحي: من الله أم الروح القدس؟
يقول القديس بولس الرسول "كل الكتاب هو مُوحى به من الله، ونافع للتعليم.." (2تى 3: 16). ويقول القديس بطرس الرسول "لم تأتِ نبوة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). لذلك نقول عن الروح القدس "الناطق في الأنبياء". كما قال السيد المسيح لرسله القديسين "لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20).
الوحي إذن من الله الآب، أم من الروح القدس، أم من كليهما؟ لأنهما هما واحد في اللاهوت.
أم نتطرق إلى العلاقة بين الروح القدس، والابن الذي قال لرسله عن الروح القدس "يأخذ مما لي ويخبركم" (يو16: 15، 14)
المغفرة:
· واضح أن مصدر المغفرة هو الله وحده، كما يقول الكتاب بوضوح "من يقدر أن يغفر الخطايا إلا الله وحده" (مر2: 7).
· ومع ذلك فإن الرب يسوع قد قال للخاطئة التي بللت قدميه بدموعها "مغفورة لك خطاياك" (لو7: 4). وقال للمفلوج "مغفورة لك خطاياك" (مر2: 5). وقال بعدها "لكي تعلموا أن لابن الإنسان سلطانًا على الأرض أن يغفر الخطايا" (مر2: 10).
· والسيد المسيح منح لتلاميذه الروح القدس الذي به يغفرون الخطايا. فنفخ في وجوههم بعد القيامة وقال لهم "اقبلوا الروح القدس. من غفرتم لهم خطاياهم غُفرت لهم.." (يو 20: 22، 23).
من يغفر الخطايا إذن: الآب أم الابن أم الروح القدس؟
أم الثلاثة معًا لأن هؤلاء الثلاثة هم واحد.
الخلق:
· واضح أن الله الآب هو الخالق. كما ورد في أول سفر التكوين "في البدء خلق الله السموات والأرض" (تك 1: 1).
· والابن أيضًا هو الخالق، كما قيل عنه في إنجيل يوحنا "كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان"(يو 1: 3).
· وقيل عنه في الرسالة إلى كولوسي "فإنه فيه خُلق الكل: ما في السموات وما على الأرض، ما يُرى وما لا يُرى. سواء كان عروشًا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خُلق" (كو1: 16).
· ومن جهة الروح القدس، قيل في سفر أيوب الصديق "روح الله صنعني، ونسمة القدير أحيتني" (أى 33: 4).
· وفي مزمور 104 يقول المرتل لله عن المخلوقات "تنزع أرواحها فتموت، وإلى ترابها تعود. ترسل روحك فتُحلق" (مز 104: 29، 30)
· فمن الخالق: الآب أم الابن أم الروح القدس؟
أم نقول إن الثلاثة هم واحد.
المعرفة:
· واضح أن الله الآب كلى المعرفة، يعرف كل شيء، الخفيات والظاهرات، ويفحص القلوب والكلى ويقرأ الأفكار.
· ومن جهة الابن هو أقنوم المعرفة، وكان أيضًا يعرف أفكار الغير ويرد عليها دون أن يتكلموا. وقيل عنه أيضًا "المذخر فيه جميع كنوز الحكمة والعلم"(كو2: 3).
· وقيل عن الروح القدس "لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كو2: 10). والله يعلن لنا بروحه (1كو2: 10). والروح هو الذي يعلمنا كل شيء (يو 14: 26).
ما موقف هذه الأقانيم الثلاثة من العلم والتعليم؟ أم نقول ببساطة أن الثلاثة واحد.
الرد عليهم في إنكار الثالوث القدّوس
نتعرض في هذا الرد إلى النقاط الآتية:
1- فكرة الثالوث القدوس لم تؤخذ من الديانات الوثنية.
2- نحن نؤمن بالثالوث، وفي نفس الوقت بإله واحد.
3- لماذا لم تُذكر كلمة ثالوث في الأناجيل.
4- عقيدة الثالوث موجودة قبل مجمع نيقية المسكوني.
وسنتناول الآن هذه النقاط بالتفصيل:
العقائد الوثنيّة:
المعروف أن العقائد الوثنية تؤمن بتعدد الآلهة وليس بالثالوث.
فقدماء المصريين كانوا يؤمنون بعدد كبير من الآلهة، تحت قيادة (رع ) إله الشمس، وليس بثلاثة آلهة. وحتى في قصة إيزيس وأوزوريس وابنهما حورس ، كان هناك ابن آخر هو (ست) الإله الشرير. وهكذا كانوا أربعة آلهة ولم يكونوا ثلاثة أو ثالوثًا.
واليونان كانوا يعبدون آلهة كثيرين (أع 17: 16، 23). وكان زيوس هو كبير الآلهة. والرومان أيضًا كان لهم الكثير من الآلهة تحت قيادة جوبتر Jupiter كبير الآلهة. وما كانوا يعبدون ثالوثًا أو ثلاثة آلهة.
والآلهة الوثنية كانت تجمع الكثير منهم قصص زواج وتوالد جسداني.
الأمر الغريب عن العبادة المسيحية والثالوث القدوس. فمثلًا في الديانة المصرية القديمة أوزوريس تزوج إيزيس ، وأنجب منها حورس وست. وفي مثل هذا الاعتقاد يوجد تفاوت في السن بين الابن، والأب، والأم. ما دام الابن أصغر، إذن مرّ وقت لم يكن فيه موجودًا. وهذا لا يتفق مع الألوهة، ولا يتفق مع الأزلية. وكله غريب تمامًا عن عقيدة الثالوث في المسيحية التي لا يوجد فيها زواج ولا تناسل جسداني، حاشا...
وفى العقائد الوثنية آلهة تمثل صفات معينة، أو بعضًا من الطبيعة.
فمثلًا الآلهة (فينوس) هي آلهة الجمال، بينما (مارس) هو إله الحرب. (وأوزوريس) هو إله الموتى. و(رع) هو إله الشمس، ويعوزنا الوقت إن أحصينا صفات أو وظائف الآلهة. أو إن تحدثنا عن إله الخير، وإله الشر. وعبادة النار وعبادة الأرواح، وعبادة (فرعون) كإله..!
ومن غير المعقول أن تقتبس المسيحية عقيدة من الوثنية.
بينما الوثنية حاربت المسيحية، والمسيحية حاربتها حتى الاستشهاد.
وبخاصة أن المسيحية نادت بالتوحيد منذ نشأتها، وحتى قانون الإيمان الذي قرره مجمع نيقية المسكوني سنة 325 م.، والذي وضحت فيه عقيدة التثليث، يبدأ بعبارة [بالحقيقة نؤمن بإله واحد].
التثليث والتوحيد:
ونحن حينما نقول "باسم الآب والابن والروح القدس" نقول بعدها (إله واحد، آمين). والسيد المسيح حينما قال "وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس"، استخدم عبارة "باسم" وليس "بأسماء"، لأن الثلاثة واحد. والقديس يعقوب الرسول يقول في رسالته "أنت تؤمن بإله واحد، حسنًا تفعل. والشياطين أيضًا يؤمنون ويقشعرون" (يع 2: 19). والقديس يوحنا يقول "الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة: الآب والكلمة والروح القدس، وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو5: 7).
ومع أن شهود يهوه - في تحريفهم للكتاب المقدس، ينكرون هذه الآية، إلا أن آيات أخرى تثبتها.
فالابن (الكلمة - اللوجوس) يقول "أنا والآب واحد" (يو10: 30). ويقول "أنا في الآب، والآب فيَّ" "من رآني فقد رأى الآب" (يو 14: 9، 10). وهذا طبيعي، لأنه إن كان الابن هو "حكمة الله" (1كو1: 23، 24). وإن كان باعتباره اللوجوس هو عقل الله الناطق، أو نطق الله العاقل، فالله وعقله ونطقه كيان واحد.
كذلك ما دام الروح القدس هو روح الآب (مت 10: 20)، وهو "روح السيد الرب" (أش 61: 1)، وهو "روح الله" (أع5: 3، 4)، إذن الله وروحه كيان واحد.
وهكذا فإن الله يقول "أسكب من روحي على كل أحد" (يو2: 28). ويقول له المرتل في المزمور "أين أذهب من روحك..؟!" (مز139: 7). هل ترى نستطيع أن نفصل الله عن روحه؟! مستحيل بلا شك. إذن الله وروحه واحد.
وما دام الآب والابن واحد، والله وروحه واحد، والابن والروح واحد لأن الروح القدس هو روح الابن أيضًا (غل 4: 6)، روح المسيح (1بط1: 11). إذن الثلاثة واحد.
كَلمة ثالوث:
يقول شهود يهوه إن كلمة (ثالوث) لم ترد في الأناجيل. فلماذا؟
والجواب هو أن الآباء الرسل نادوا بالمسيحية وسط الأمم، في عالم وثنى ينادى بتعدد الآلهة. فكانوا يتحاشون كلمة ثلاث أو ثالوث. ولكن يوحنا الرسول، وهو آخر من عاش من الرسل، استخدم هذه العبارة في قوله "وهؤلاء الثلاثة هم واحد" (1يو 5: 7).
ينكرون أقنوميّة الرُوح القدس | لا يَرَوْن أنّه أقنوم (شخص) بل مجَرد قوَّة!
بِدعَتهم:
تظهر واضحة في كثير من كتبهم. ونذكر منها:
· يقولون في كتابهم [الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية](1):
"إن الروح القدس ليس شخصًا، بل قوة الله الفعالة".
· ويقولون في كتابهم [ليكن الله صادقًا](2):
"إن زعم رجال الدين أن الروح القدس شخص روحي ثالث، هو زعم مبنى على أساس واهن، نشأ من سوء ترجمة الأصل اليوناني بكلمة تشف عن معنى الشخصية. والحقيقة أن المراد بالأصل "نسمة" أو "ريح" أو "نسيم". فكما أن النسمة أو الريح أو النسيم لا يظهر للعين، كذلك روح الله. فمتى حلّ روح الله على إنسان، حصل هذا الإنسان على تفويض من الله بإجراء عمل خاص مهما كان نوعه. إن الروح القدس هو قوة الله القدير غير المنظور، وهو القوة الدافعة لعبيد الله على عمل إرادته."
· ويقولون في كتابهم [هذه هي الحياة الأبدية](3):
"الروح هو قوة وليس شخصًا. إنه القوة القدوسة الفعالة النابعة من مصدرها الفياض الذي هو الله".
· ويقولون في كتابهم [المباحثة من الأسفار المقدسة](4):
"إن روح الله القدوس هو قوته الفعالة".
إنكارهم أقنومية الروح القدس، هو جزء من إنكارهم للأقانيم الثلاثة. أي أنهم ينكرون عقيدة (الثالوث القدوس) تبعًا لذلك.
الرَد علىَ بدعَتهم:
الروح القدس كان يكلم الناس، والقوة لا تتكلم.
كان يختار بعض الرسل. وكان يرسلهم، ويحدد لهم أماكن خدمتهم: يمنعهم من الذهاب إلى مكان معين، ويرشدهم إلى مكان آخر. وكان ينطق على أفواههم، ويرشدهم إلى كل الحق، ويقود مجامعهم، وينطق على ألسنتهم. وأحيانًا يبكت.
بينما القوة لا تنطق ولا ترشد، ولا ترسل ولا تختار، ولا تمنع.
الروح القدس لم يكن مجرد قوة، بل كان يمنح القوة.
وهكذا قال السيد الرب للرسل "ولكنكم ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم. وحينئذ تكونون لي شهودًا.." (أع 1: 8).
القوة إذن ليست هي الروح القدس، بل هي نتيجة لحلول الروح القدس. ومع ذلك فالروح القدس لا يختص بالقوة وحدها، بل يختص بأمور عديدة، كما ورد في سفر إشعياء النبي:
"يحل عليه روح الرب: روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (أش 11: 2).
كان الروح القدس يدعو الخدام، ويرسلهم ويقيم الأساقفة.
ففي سفر الأعمال (أع 13: 2، 4) ورد أنه "قال الروح القدس: أفرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه". فلما وضعوا عليهما الأيادي، قيل "فهذان إذ أُرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية..".
هنا الروح القدس يأمر ويدعو ويرسل ولو كان مجرد قوة -كما يعتقد شهود يهوه- ما كان يقول "افرزوا"، وما كان يقول "العمل الذي دعوتهما إليه". فمجرد القوة لا تقول ولا تدعو للخدمة، ولا تحدد العمل، ولا ترسل الرسل.
كذلك قال القديس بولس الرسول لرعاة الكنيسة في أفسس: "احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم فيها الروح القدس أساقفة..." (أع 20: 28).
إذن الروح القدس كان يقيم الأساقفة. ومجرد القوة أو الريح لا تقيم أساقفة! حسب اعتقاد شهود يهوه في الروح القدس!
وفى مثل عمل الروح القدس في الدعوة إلى الخدمة:
· دعوة الروح القدس لفيلبس أن يبشر الخصي الحبشي:
فقد ورد في الإصحاح الثامن من سفر أعمال الرسل: "قال الروح لفيلبس: تقدم ورافق هذه المركبة (مركبة الخصي) [أع 8: 29]. وأطاع فيلبس الروح القدس، ورافق المركبة وبشر الخصي، وعمده.
هل نصدق أن هناك ريحًا أو قوة أمرت فيلبس، فأطاع؟!
· دعوة الروح القدس لبطرس الرسول أن يبشر كرنيليوس.
ورد في سفر أعمال الرسل عن القديس بطرس الرسول أنه "قال له الروح هوذا ثلاثة رجال يطلبونك. قم وأنزل معهم غير مرتاب". هنا الروح يدعوه إلى الخدمة ويطمئنه. (أع 10: 19). وقد روى القديس بطرس عن هذا الأمر فقال: "قال لي الروح أن أذهب معهم غير مرتاب" (أع 11: 12).. فهل الريح أو القوة ترشد إلى الخدمة وتطمئن؟!
بل في علاقة الروح القدس بالسيد المسيح الذي يؤمن شهود يهوه أنه إله قدير، نقرأ الآتي في نبوءة عنه في سفر إشعياء:
· "روح السيد الرب علىّ، لأنه مسحني لأبشر المساكين. أرسلني لأعصب المنكسري القلوب.." (أش 61: 1، 2)
من هذا الذي يمسح السيد المسيح. ويرسله، ويعين عمله؟! أهو الريح؟! أو مجرد قوة لم يحدد شهود يهوه كنهها؟!
· وفي قصة العماد نقرأ أنه "نزل عليه الروح القدس مثل حمامة" (لو 3: 22) (مر1: 10) (يو 1: 32).
· فهل الريح تتشبه في هيئة حمامة؟! وهل مجرد القوة تظهر كحمامة؟!.
وماذا عن قول الإنجيل "ثم أصعد يسوع إلى البرية من الروح ليجرب من إبليس" (مت4: 1) (مر 1: 12)؟
هل الريح أصعدت الرب يسوع؟! أو أصعدته قوة مبهمة؟!
ويشهد الكتاب المقدس أن الروح القدس يكلم الناس ويكلم الكنائس. فهل الريح تتكلم؟! أو مجرد القوة تتكلم؟!
· يقول الرب يسوع في سفر الرؤيا أكثر من مرة "من له أذن للسمع فليسمع ما يقوله الروح للكنائس" (رؤ 2: 7) (رؤ 2: 29)...
· وقال القديس بولس الرسول لليهود في روما "حسنًا كلّم الروح القدس آباءنا بإشعياء النبي قائلًا..." (أع 28: 25).
· وقال في رسالته إلى العبرانيين "لذلك كما يقول الروح القدس اليوم: إن سمعتم صوته، فلا تقسوا قلوبكم" (عب 3: 7، 8).
· وورد في سفر الرؤيا عن السيد المسيح "الروح والعروس يقولون تعالَ" (رؤ 22: 17).
· فهل الريح تتكلم وتقول؟! وهل مجرد القوة تتكلم وتقول؟!
في مواضع كثيرة في الكتاب إن الروح القدس يعلّم، ويذكّر بكلام التعليم، ويبكت. وهذا كله يدل على أنه شخص، وليس مجرد قوة أو ريح!!
· قال السيد المسيح لرسله القديسين "وأما الروح القدس.. فهو يعلمكم كل شيء" (يو14: 16). وقال أيضًا "أما المعزي الروح القدس.. فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو 14: 26).
· وقال كذلك "وأما متى جاء ذاك، روح الحق، فهو يرشدكم إلى كل الحق. لأنه لا يتكلم من نفسه، بل ما يسمع يتكلم به، ويخبركم بأمور آتية" (يو 16: 13).
· وقال عنه أيضًا "ومتى جاء ذاك، فإنه يبكت العالم على خطية وعلى بر وعلى دينونة" (يو 16: 8).
· وقال القديس بولس الرسول "نتكلم.. لا بأقوال تعلمها حكمة إنسانية، بل بما يعلّمه الروح القدس" (1كو 2: 13).
· فهل الريح أو القوة تعلّم وتبكت؟! وهل تخبرنا بأمور آتية؟!
قيل عن الروح القدس أيضًا إنه يعزى الرسل، وإنه يشهد للمسيح وإنه يشفع في المؤمنين.
· ما أكثر الآيات التي وُصف بها الروح القدس المعزي. منها:
· ثلاث آيات في الإصحاح 14 من يوحنا. يقول الرب يسوع في واحدة منها "وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد، روح الحق الذي لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه.." (يو 14: 16، 17).
فهل هذا المعزى مجرد قوة؟ وكيف أن العالم لا يقبل هذه القوة، بينما كثيرون قبلوا الإيمان بسبب الآيات والقوات؟!
ويقول أيضًا في (يو 14: 26): "وأما المعزى الذي سيرسله الآب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم"، فهل هذا الذي يعلمهم كل شئ، ويعزيهم ويذكرهم، هو مجرد ريح أو قوة مجردة؟!
ويقول في (يو 15: 26) "ومتى جاء المعزى، الذي سأرسله أنا إليكم من الآب، روح الحق الذي من عند الآب ينبثق، فهو يشهد لي". إنه يعزيهم، لأنه يعلمهم، ولأنه يمكث معهم، ولأنه روح الحق. وهو الذي يشهد للسيد المسيح..
ويقول في (يو 16: 13، 14) "ذاك يمجدني، لأنه يأخذ مما لي ويخبركم" من هذا الذي يأخذ ويخبر ويمجد؟ أهو مجرد ربح أو قوة؟!
كان الروح القدس يرشد مجمع التلاميذ، ويشترك معهم في إصدار قراراتهم. وكان يحدد لهم أماكن خدماتهم.
· فقرارات مجمع أورشليم -الذي اجتمع فيه التلاميذ- صدّروه بعبارة "قد رأى الروح القدس ونحن ألا نضع عليكم ثقلًا أكثر.." (أع 15: 28).
· أما عن تحركات التلاميذ وتحديد أماكن خدمتهم، فيذكر سفر أعمال الرسل أنه "بعدما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلموا بالكلمة في آسيا. فلما أتوا إلى ميسيا، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية فلم يدعهم الروح". وانتهى الأمر إلى أنه أرشدهم برؤيا أن يذهبوا إلى مكدونية "متحققين أن الرب دعاهم لتبشيرهم" (أع 16: 6- 10).
فهل الذي حدد سير خدمتهم، كان مجرد ريح أو قوة؟! أم أن أقنوم الروح القدس هو الذي أرشدهم إلى مكان خدمتهم؟!
والروح القدس يشفع فينا، كما يقول القديس بولس الرسول:
"كذلك الروح أيضًا يعين ضعفاتنا. لأننا لسنا نعلم ما نصلى لأجله كما ينبغي. ولكن الروح نفسه يشفع فينا بأنات لا ينطق بها" (رو 8: 26). والذي يشفع لا بد أن يكون شخصًا (أقنومًا)، وبخاصة إن كان ذلك بأنات...
والروح القدس هو أيضًا مصدر المواهب الروحية.
"أنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد" "ولكن الله واحد الذي يعمل الكل في الكل. ولكنه لكل واحد يعطى إظهار الروح للمنفعة: فإنه لواحد يعطى بالروح كلام حكمة، ولآخر كلام علم بحسب الروح الواحد. ولآخر إيمان بالروح الواحد. ولآخر مواهب شفاء بالروح الواحد. ولآخر عمل قوات، ولآخر نبوءة، ولآخر تمييز الأرواح. ولآخر أنواع ألسنة، ولآخر ترجمة ألسنة. ولكن هذه كلها يعملها الروح الواحد بعينه، قاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو 12: 4- 11).
كل هذه المواهب منحها الروح الواحد (الروح القدس). ألا يدل كل هذا على أنه شخص (أقنوم)؟!
ومن المواهب التي يهبها الروح القدس: النبوءة.
· كما قال عنه السيد الرب إنه "يخبر بأمور آتية" (يو 16: 13). وكما ورد عنه في قانون الإيمان المسيحي إنه: "الناطق في الأنبياء". وقال موسى النبي "يا ليت كل شعب الرب كانوا أنبياء، إذا جعل الرب روحه عليهم" (عد11: 29).
· ولا ننسى أن شاول الملك تنبأ لما مسحه صموئيل النبي. وقال له صموئيل النبي في ذلك "يحل عليك روح الرب فتتنبأ معهم وتتحول إلى رجل آخر" (1صم10: 6).
· وحدث ذلك فعلًا، إذ صادف زمرة من الأنبياء "فحلّ عليه روح الله، فتنبأ في وسطهم" وقال الشعب متعجبًا "أشاول أيضًا بين الأنبياء!" (1 صم 10: 10، 11).
· ومن أمثلة النبوءات التي مصدرها الروح القدس: ما كتبه القديس بولس الرسول "لكن الروح يقول صريحًا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان.. " (1تى 4: 1) ويقول بولس الرسول أيضًا "غير أن الروح القدس يشهد في كل مدينة قائلًا إن وثقًا وشدائد تنتظرني.." (أع 20: 23).
تنبؤ الروح القدس يدل على أنه شخص.
كذلك كون الروح القدس مصدرًا للوحي:
· لقد حلّ روح الرب على داود لما مسحه صموئيل النبي (1صم 16: 13). والروح القدس الذي فيه صار مصدرًا للوحي بالنسبة إلى مزاميره. وهكذا شهد الرب بذلك فقال "لأن داود نفسه قال بالروح القدس: قال الرب لربى اجلس عن يميني حتى أضع أعداءك موطئًا لقدميك" (مر 12: 36) (مت 22: 43) (مز 110: 1). إذن الروح القدس هو الذي أوحى لداود النبي أن يقول هذه العبارة، أو هذه النبوءة عن السيد المسيح.
· كذلك قال السيد المسيح لتلاميذه "لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20).
· أيضًا يقول القديس بطرس الرسول".. لأنه لم تأتِ نبوءة قط بمشيئة إنسان، بل تكلم أناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (2بط1: 21). الروح القدس إذن هو مصدر الوحي عمومًا.
عمل الروح القدس في المعمودية:
· في المعمودية يولد الإنسان من الروح القدس. كما قال الرب لنيقوديموس: "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح، لا يقدر أن يدخل ملكوت الله. المولود من الجسد، جسد هو. والمولود من الروح هو روح" (يو3: 5، 6). وطبيعي أن المعمد لا يولد من ريح أو من مجرد قوة. بل من الله أي من أقنوم.
· وقال السيد المسيح لتلاميذه "اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم. وعمدوهم باسم الآب والابن والروح القدس" (مت 28: 19) أي باسم الأقانيم الثلاثة.
· أيجرؤ أحد إذن -بعد كل هذا- أن ينكر أقنوميته، أو ينكر لاهوته؟! ويظن أنه مجرد قوة أو ريح وليس شخصًا!!
لاهوت الروح القدس
الروح القدس هو روح الله، روح الآب، وروح الابن.
· القديس بطرس الرسول قال لسفيرة زوجة حنانيا "ما بالكما اتفقتما على تجربة روح الرب؟" (أع 5: 9). وقال لزوجها "لماذا ملأ الشيطان قلبك لتكذب على الروح القدس؟!.. أنت لم تكذب على الناس، بل على الله" (أع5: 4، 3). وهذا يعنى أن الروح القدس هو الله.
· وكما أن الروح القدس هو روح الرب، هو أيضًا روح الآب.. لقد قال السيد المسيح لتلاميذه".. لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح أبيكم الذي يتكلم فيكم" (مت 10: 20).
· الروح القدس هو روح الآب، وهو أيضًا روح الابن.
قال القديس بولس الرسول لأهل غلاطية "بما أنكم أبناء، أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم.." (غل 4: 6).
· ومما يثبت لاهوت الروح القدس: أزليته.
قال القديس بولس الرسول في رسالته إلى العبرانيين".. فكم بالحري يكون دم المسيح، الذي بروح أزلي قدّم نفسه لله بلا عيب" (عب 9: 14).
· يثبت لاهوت الروح القدس أيضًا: وجوده في كل مكان.
قال داود النبي في المزمور مصليًا إلى الله "أين أذهب من روحك؟! ومن وجهك أين أهرب؟! إن صعدت إلى السماء فأنت هناك. وإن فرشت في الهاوية فها أنت.." (مز 139: 7، 8).
وقال القديس بولس الرسول أيضًا عن الذي أعدّه الله للذين يحبونه: "فأعلمه الله لنا نحن بروحه. لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" (1كو2: 10)، فمن يكون هذا الذي يفحص حتى أعماق الله؟! أليس هو روح الله. والله وروحه كيان واحد.
اعتراض:
يعلق شهود يهوه على ما ورد في سفر أعمال الرسل عن يوم الخمسين "وامتلأ الجميع من الروح القدس" (أع 2: 4).
فيردون قائلين "هل امتلأوا من شخص؟ كلا. بل امتلأوا من قوة الله الفاعلة" [الحق الذي يقود إلى الحياة الأبدية ص 24].
والجواب: هم لم يمتلئوا من شخص كالبشر مثلًا. حاشا! بل امتلأوا من أقنوم الروح القدس. أي امتلأوا من الروح.
وهذا ما يقوله الرسول في (أف 5: 18): "إمتلئوا بالروح".
ويوافق ما ورد في كتابهم [هذه هي الحياة الأبدية](1) عن الرسل "وامتلأوا كلهم من الروح".
الجزء الثاني
الجزء الثالث
الجزء الرابع والاخير